أحمد بن حشر

احذروا عبث تويتر، هذا فخ، هذه مصيدة وورطة"، "كفونا" شره، كلمات واقعية قالها الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم، البطل الإماراتي الأولمبي الأشهر، صاحب ذهبية دورة ألعاب أثينا 2004، تعقيبًا وتعليقًا على أحدث مستجدات الشارع الرياضي الإماراتي.
 
كيف ترى الوضع الرياضي بصورة عامة الآن؟
محزن، ومؤلم.
محزن ومؤلم، وصفان قاسيان، لماذا؟
لا أبدًا، ليسا قاسيين ولا هم يحزنون، ألا ترى شكل ومضمون ما تكتبه أنامل بعض مسؤولينا الرياضيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا "تويتر"، لماذا وصلت الأمور بين المسؤولين الرياضيين إلى هذا الحد من الحدة والشراسة والعبارات غير المسبوقة، والتي ترقى إلى مستوى وصفها بالعبث والمصيدة و"الورطة"؟!
 
ربما يندرج ما يتم تداوله عبر "تويتر" تحديدًا، في إطار حرية التعبير المكفولة، فما الضير في ذلك؟
الضير في أنها صدرت من قيادات رياضية مرموقة، وفي توقيت غريب جدا، وبعيدا عن سياق ومجريات الأحداث الرياضية، وبلغة جديدة تماما، وعبارات غير مسبوقة لم نعتد على سماعها وتداولها وطرحها، سواء في وسطنا الرياضي أو مجتمعنا الإماراتي بصورة عامة.
 
ولماذا تصف ما يحصل بأنه عبث ومصيدة و"ورطة"؟
نعم، هو كل ذلك، لأني أخشى من تطوره إلى مستويات مختلفة، وتمدده إلى قطاعات أخرى، ولذلك أدعو إلى حتمية الحذر، بل الكف عما يحصل حفاظًا على وضعنا الرياضي الذي هو أصلا لا يحتمل همًا ومشاكل وإشكالات جديدة من أي نوع ومستوى، نحن أبناء دولة وصلت إلى مستويات عالمية متقدمة جدًا في غالبية الجوانب الحياتية، إلا في المجال الرياضي، ما زلنا متأخرين جدًا.
 
إلى من توجه دعوتك؟
الدعوة أوجهها تحديدًا إلى عقلاء القوم، وإلى مَن يُمسكون بمقاليد القيادة الرياضية في الدولة.
 
أعتقد أنك تشير إلى اللواء محمد خلفان الرميثي رئيس الهيئة العامة للرياضة، أليس كذلك؟
نعم، بالضبط، أنا أدعو الأخ محمد خلفان الرميثي إلى التصدي الحازم والقوي لما يحصل الآن، وقد فعل ذلك مؤخرا، وتم حل بعض الإشكالات بطريقة "حبية" اعتاد عليها مجتمعنا الإماراتي المتسامح، وبعيدًا عن التناول الجارح والطرح غير المسبوق من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
 
ولكن مستوى ما يُطرح ما زال "تحت السيطرة"، لماذا تصفه بأوصاف قوية جدًا؟
كيف لا أصفه بأوصاف قوية، ونحن نسمع ونقرأ ما نتج عن "المناوشات" بين بعض المسؤولين الرياضيين عبر وسائل التواصل خصوصا "تويتر"، باعتبارها مؤشرا خطيرا جدا على حقيقة ما وصل إليه وضعنا الرياضي من تراجع في معظم المفاصل.
 
لنغادر محور "تويتر"، كيف ترى الواقع الرياضي في جوانبه الأخرى؟
أعتقد أن ما يحدث الآن من "مناوشات" غير مسبوقة بين بعض المسؤولين الرياضيين في الدولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هو في الحقيقة "جزء من كل"، أو فصل من قصة متكاملة، وضعنا الرياضي بصورة عامة، محزن جدًا، ليس لدينا الآن منتخبات في غالبية الألعاب بإمكانها جلب الفرحة والإنجاز للدولة، الموجود الآن، هو ليس أكثر من اجتهادات من اتحادات لا يتعدى عددها "واحدًا" أو "اثنين" في أحسن الأحوال.
 
وهذه نظرة تشاؤمية أكثر شمولية منك، لماذا ترى الوضع الرياضي بهذا المنظار غير السار؟
بسرعة، لأني أتكلم بواقعية وصدق وحرص وحب لبلدي ورياضته، أنا غير مطلوب مني، ولم أتربّ على المجاملة على حساب الحقائق، أو "التزويق" في الكلام أو الرأي غير الصريح، أنا ابن الرياضة، وأنا "الأبخص" والأعرف بكل شجونها وشؤونها، وعندما أقول ما سمعته ويسمعه أبناء الوسط الرياضي، فإني أنطلق من معرفة، ومن كوني اختصاصيًا ورياضيًا بالدرجة الأولى.
 
ألا ترى بصيص أمل في الأفق الرياضي الإماراتي الآن؟
أعتقد، بل أجزم أن تعيين الأخ اللواء محمد خلفان الرميثي، رئيسًا للهيئة العامة للرياضة، خطوة هامة أتوقع أن تنعكس إيجابا على وسطنا الرياضي، نظرًا للمهارات القيادية والنظرة الحازمة والشخصية الفذة التي تميز الرميثي عن غيره، أنا كرياضي، أعتقد أنه سوف ينجح كثيرا في تصحيح المسار الرياضي، في ظل وجود شخصية قيادية وخبيرة إلى جانبه تتمثل بالأخ إبراهيم عبدالملك الأمين العام للهيئة العامة للرياضة.
 
ما هي مكامن الخلل في الواقع الرياضي الآن؟
وضع اتحاداتنا الرياضية الآن، محير ومؤلم فعلًا، وباستثناء الجوجيتسو والدراجات، فإن غالبية الاتحادات شبه نائمة، وغالبًا ما تعلق الحجة برقبة الدعم المالي، وهذه حجة واهية وتبرير مردود على القائمين على تلك الاتحادات.
 
كيف هذا، والمال هو محرك كل شيء، والجميع يعلم أن مستوى الدعم المالي للاتحادات غير كاف؟
أنا لم أقل أن المال ليس مهمًا، أو أنه ليس محرك كل شيء، المال هو كذلك، وأكثر من ذلك، ولكن لنرجع إلى الوعود التي أطلقها رؤساء الاتحادات قبل إجراء الانتخابات، ونقارن ذلك بمستوى الأداء والنتائج المتحققة بعد تولي المهمة، ألا يعرف الرؤساء، أن الوضع المالي ليس على ما يرام، ألا يعلم هؤلاء الرؤساء أنهم مطالبون بإيجاد مصادر تمويل إضافية، ألا يعلم أولئك الرؤساء أن المنصب من المفروض ألا يكون "وجاهة" و"نزهة"، أنا أتكلم هنا عن الوعود التي أطلقها رؤساء الاتحادات قبل الجلوس على كرسي الرئاسة، ثم تخليهم عن 90% من تلك الوعود بعد تولي المهمة بحجة قلة الدعم المالي.
 
 
الهيئة العامة نفسها تعترف بأن الدعم المالي غير كاف، لماذا تحمل الاتحادات مسؤولية ما تسميه تراجعًا؟
ولذلك، أدعو الهيئة العامة للرياضة بقيادة الأخ الرميثي، ومعه الأخ إبراهيم عبدالملك إلى ضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، سواء في اتحادات الانتخاب أو التعيين، عبر إجراءات حازمة تفضي إلى محاسبة حقيقية، وتعديلات جذرية لآليات الانتخابات، وشروط ترشيح الرئيس ومدى مقدرته على الوفاء بوعوده قبل الجلوس على كرسي الرئاسة، وكذلك الأمر بالنسبة لمجالس الإدارات لجميع الاتحادات الرياضية المنتخبة والمعينة.
 
ألا تعتقد أن هناك تخطيطًا للمستقبل من جانب الاتحادات؟
(يبتسم)، دعنا من "سالفة" التخطيط للمستقبل، هذا "كلام فاضي"، لا وجود له في الواقع الرياضي، الغالبية "ع الصامت" قبل أشهر قليلة من موعد انطلاق دورة الألعاب الآسيوية في جاكرتا، أين التخطيط، لم نسمع ولم نقرأ شيئًا، لم يقدم أي اتحاد حتى الآن برنامج عمله أو ماذا سيفعل في دورة تأتي مباشرة من حيث قيمة الإنجاز فيها بعد الألعاب الأولمبية.
 
أخيرًا، كيف ترى مستوى العمل لأولمبياد طوكيو 2020؟
"الشلل النصفي" الذي تعاني منه رياضتنا حاليًا، أنسى القائمين عليها والمعنيين بإدارة شؤونها، خصوصًا على مستوى الاتحادات، التفكير مجرد التفكير، بأولمبياد طوكيو 2020!
 
انتقد الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم، الآلية التي تم من خلالها تشكيل مجلس إدارة اتحاد الرماية والقوس والسهم في الدورة الحالية الممتدة حتى العام 2020، والمؤلفة من 14 عضوًا في إجراء "ينفرد" به الاتحاد دونا عن كل الاتحادات الرياضية في الإمارات سواء المنتخبة أو المعينة، متمنيا معرفة الأسباب التي دعت إلى "تفضيل" اتحاد الرماية والقوس والسهم بتشكيلة كبيرة جدًا من الأعضاء على خلاف ما معمول به في الاتحادات المعينة تحديدًا!
 
وأبدى حزنه على وضع لعبة الرماية حاليًا، مستدلًا على ذلك بعدم الحصول على نتائج إيجابية في بعض البطولات، مستشهدا بما حصل لرماة الإمارات في البطولة التي أقيمت في الكويت مؤخرا، وحل فيها رماة الدولة في مراكز متأخرة لا تتناسب وسمعة اللعبة على المستوى الدولي والأولمبي، كما دعا إلى ضرورة وضع آليات محددة وبرمجة عملية ورسم أهداف علمية في مجال لعبة الرماية خلال المرحلة المقبلة، بما يفضي إلى تحقيق الإنجازات المعهودة، وإعادة ثقة الوسط الرياضي بأبطال رماية الإمارات، مشددا على أن صورة الرماية في الدولة اهتزت كثيرًا خلال الفترة الماضية بسبب النتائج غير المتطابقة مع الطموحات.

توقع بن أن تقتصر المنافسة على درع دوري الخليج العربي لكرة القدم، على 3 فرق، هي العين والوحدة والوصل، لافتًا إلى أن الزعيم هو صاحب الحظ الأوفر، مشددًا على أن دوري الموسم الجاري، انقسم إلى قسمين، الأول يضم العين والوحدة والوصل، والثاني يتألف من 9 فرق، مشيرا إلى أنه دائم المتابعة لمباريات الوصل رغم عدم حضوره إلى الملعب، مبديًا إعجابه بوقوف جماهير النادي خلف الفهود، مطالبًا اللاعبين بضرورة رد الدين لجماهيرهم بوضع الفريق الأصفر دومًا في القمة، مثنيًا على أداء وجهود إدارة النادي بقيادة راشد بالهول.

صنف بن حشر آل مكتوم، الاتحادات الرياضية في الإمارات سواء المنتخبة أو المعينة، إلى 4 أصناف، الأول، ناجح، ونموذجه اتحادا الجوجيتسو والدراجات، والثاني، ساعي بريد، ونموذجه اتحادات عدة ليس لها دور سوى مراسلة الاتحادات الخارجية، والثالث، العاجز، ونموذجه عدة اتحادات لا تستطيع تنظيم بطولة ترفيهية، والرابع، الفاشل، ونموذجه اتحادات أخرى، مطالبًا بعدم ربط التراجع ب"سالفة" الدعم المالي، منوهًا إلى أن مَن يريد الوصول إلى إدارة الاتحادات، عليه أن يفكر أولًا بتنويع مصادر الدخل.