اتحاد الكرة الإماراتي

شهدت لجنة المنتخبات الوطنية في الآونة الأخيرة حالة من عدم الاستقرار، وتنافس عدد كبير من أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة على رئاستها وعضويتها، أسفرت أخيرًا عن استقالة نائب رئيس الاتحاد عضو لجنة المنتخبات سعيد الطنيجي من منصبه على خلفية إعادة تشكيل اللجنة، وتعيين نائب رئيس الاتحاد عبدالله الجنيبي رئيسًا لها.

وكان رئيس الاتحاد مروان بن غليطة قد تنازل عن رئاسة لجنة المنتخبات للجنيبي، فيما احتفظ عضو مجلس ادارة الاتحاد راشد الزعابي بعضويته في هذه اللجنة، إلى جانب وجود كل من عضوي مجلس الإدارة هشام الزرعوني وحسن عبدالوهاب، وعلق رئيس مجلس إدارة نادي الفجيرة عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة سابقًا، ناصر اليماحي، على أهمية هذه اللجنة، مشيرًا إلى أن المنافسة بين أعضاء في الاتحاد تأتي نتيجة لأهمية اللجنة.

وقال اليماحي لـ«الإمارات اليوم»، «لجنة المنتخبات تمثل عصب الحياة بالنسبة لاتحاد الكرة، ونجاح عمل الاتحاد من عدمه بنسبة 70% يتوقف على الدور الذي تقوم به هذه اللجنة، وعلى النتائج التي تحققها المنتخبات الوطنية لا سيما المنتخب الأول، وبالنسبة لي فإنني لا أشك في قدرات رئيس اللجنة الجديد عبدالله الجنيبي، لكن لديه الكثير من المشاغل، خصوصًا على صعيد رئاسته للجنة دوري المحترفين، وفي النهاية فإن اتحاد الكرة أدرى بالشخص الذي يتم اختياره لرئاسة اللجنة».

"الإمارات اليوم" ترصد خمسة أسباب تشعل الصراع داخل اتحاد الكرة على رئاسة لجنة المنتخبات الوطنية، على النحو التالي:

1- رأس الرمح

تعد لجنة المنتخبات الوطنية رأس الرمح وأهم اللجان الـ15 الرئيسة في الاتحاد، من بينها لجنة دوري المحترفين والمسابقات والحكام والمالية وأوضاع وانتقالات اللاعبين وشؤون الأندية والاستثمار، كونها مسؤولة عن رسم السياسة العامة ووضع الخطط والبرامج الخاصة بإعداد المنتخبات، على رأسها المنتخب الأول، وكذلك المنتخب الأولمبي، ومنتخب الشباب، فضلًا عن منتخبات المراحل السنية المختلفة، ولذلك فقد تعاقب على رئاسة اللجنة التي كانت تسمى في بعض الفترات باللجنة الفنية خلال الأعوام الأخيرة العديد من الشخصيات، من بينهم رئيس اتحاد الكرة الأسبق محمد خلفان الرميثي الذي تولى رئاسة اللجنة في بعض الفترات خلال 2008-2011، وكذلك رئيس الاتحاد السابق يوسف السركال الذي تخلى عن رئاسة اللجنة في الدورة الماضية لنائب رئيس الاتحاد السابق عبيد سالم الشامسي، في حين شغل رئيس الاتحاد الحالي مروان بن غليطة بنفسه رئاسة اللجنة عقب فوزه برئاسة الاتحاد، وذلك منذ 2016 حتى الثالث من الشهر الجاري.

2- تحدد نجاح الاتحاد من عدمه

تلعب لجنة المنتخبات الوطنية دورًا رئيسًا في تحديد نجاح أي اتحاد من عدمه، وذلك من خلال الدور الذي تقوم به وفقًا للنتائج التي تحققها المنتخبات الوطنية خلال مشاركاتها المختلفة، خصوصًا المنتخب الأول، إذ إن تقييم عمل الاتحاد من الناحية الفنية يتوقف على مدى الإنجازات التي تعد هذه اللجنة بمثابة البوصلة التي يتم من خلالها تقييم عمل الاتحاد سواء كان سلبًا أم إيجابًا، لذلك فإن أي رئيس لاتحاد الكرة يعوّل كثيرًا على العمل الذي تقوم به هذه اللجنة، ويحرص دائمًا على اختيار أبرز العناصر والكفاءات الإدارية لتولي رئاستها نظرًا لأن إخفاقها في عملها يعد اخفاقًا لاتحاد الكرة برمته.

3- ميزانية ضخمة

يحرص اتحاد الكرة على توفير ميزانية ضخمة للجنة المنتخبات الوطنية، إذ تحصل على نصيب الأسد من الميزانية السنوية لاتحاد الكرة البالغة نحو 120 مليون درهم، إذ إنه وفقًا لعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة سابقًا ناصر اليماحي، فإن اللجنة تحصل على أكثر من 80% من ميزانية الاتحاد، وهذا يؤكد على الأهمية الكبيرة التي تمثلها هذه اللجنة بالنسبة لاتحاد الكرة وعمله بشكل عام، ولذلك توافر الدعم المالي الكبير يعد واحدًا من الأمور المحفّزة لأعضاء اتحاد الكرة للعمل فيها، والعزوف عن العمل في اللجان الأخرى بالاتحاد.

4- صلاحيات كبيرة

يمنح مجلس إدارة اتحاد الكرة لجنة المنتخبات الوطنية ورئيسها وكذلك أعضاؤها، صلاحيات واسعة خصوصًا في عملية ترشيح مدربي المنتخبات الوطنية والأجهزة الفنية والإدارية المختلفة للمنتخبات، لا سيما على صعيد المنتخب الأول، وهذا الأمر إلى جانب مسؤوليتها الأخرى المعروفة يعد من الأدوار الكبيرة التي تقوم بها هذه اللجنة، وهو ما يجعلها محل اهتمام كبير من قبل مسؤولي اتحاد الكرة، وقد زادت أهمية اللجنة في الأعوام الأخيرة بعد أن تم فصل لجنة دوري المحترفين التي باتت مستقلة تمامًا على اتحاد الكرة في أعقاب التحول من الهواية للاحتراف في موسم 2008 – 2009، وتحولت لجنة المسابقات من مجرد لجنة تقوم بإدارة مسابقة دوري الدرجة الأولى، علمًا بأنها في السابق كانت من اللجان المهمة في الاتحاد حالها حال لجنة المنتخبات الوطنية.

5- الزخم الإعلامي

تعد الأضواء الإعلامية من الأسباب المهمة التي تجعل هذه اللجنة محطة مهمة لأي عضو في اتحاد الكرة، ويريد أن يبرز قدراته الإدارية داخل الاتحاد لأن المنتخبات الوطنية تحظى باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام المختلفة، لذلك يستأثر من يتولى رئاستها بزخم إعلامي يكاد يكون مماثلًا للزخم الذي يحظى به رئيس الاتحاد نفسه، إذ تأتي أهمية من يشغل منصب رئيس لجنة المنتخبات الوطنية من توليه ملفات مهمة وحساسة في عمل تحاد الكرة، بجانب ذلك فإن مسألة العمل في هذه اللجنة مرتبطة بالمشاركات المتعددة للمنتخبات الوطنية في مختلف البطولات.