العين الإماراتي

جيلاً بعد جيل، اعتاد العيناوية قهر الصعاب والتحديات، وتوارثوا ثقافة البطولات، ولم يكن التتويج بلقب كأس الأندية الخليجية في وقت سابق من عام 2001 البطولة الخارجية الأخيرة التي رفع كأسها أبطال البنفسج، بل كان طليعة لإنجازات أخرى حققها «فخر الإمارات»، ليكتب تاريخاً ناصعاً لكرة القدم الإماراتية.

 أقرأ أيضًا : ماميتش يؤكد الأهلي ليس لديه ليدفع ثمن "الشحات"

فبعدها بثلاثة أعوام فتح الزعيم صفحة جديدة في سجلات المجد والتاريخ، ليكتب بمداد الفخر قصة بطولة أخرى على المستوى القاري، بعد أن صعد إلى منصة التتويج الآسيوية بطلاً للقارة الصفراء، محققاً أول ألقاب دوري أبطال آسيا باسمها الجديد، وبعدها تابع العين تفوقه القاري، وإن لم يوفق في تكرار سيناريو التتويج باللقب الآسيوي، إذ وصل إلى النهائي مرتين في عامي 2005، و2016، ونجح بعدها في التتويج بلقب خارجي ثالث بحصوله على بطولة كأس السوبر الإماراتي المغربي في وقت سابق من عام 2015.

لأنه الزعيم

لأنه الزعيم جالب البطولات الخارجية وسفير الكرة الإماراتية في مختلف المحافل الخارجية الذي لم يخيب رجاء، فقد كان التفاؤل حاضراً بالشارع الرياضي الإماراتي، بعد إعلان مشاركته رسمياً في مونديال العالم للأندية الإمارات 2018، ووسط ظروف عصيبة تعثرت لها خطى الفريق البنفسجي في المسابقات المحلية، دخل أبطال العين إلى المسابقة العالمية البارزة بسلاحه القديم الذي توارثه من أجياله المتناسلة، وطالما قهر به الصعاب والعقبات، وهو ثقافة المنافسة على أية بطولة يشارك فيها.

وكانت البداية غاية في الإبهار، حيث تفوّق الفريق البنفسجي على نفسه ونجح في الامتحان الأول بدرجة امتياز، بعد أن حقق ريمونتادا تاريخية أمام تيم ويلينغتون النيوزلندي، الذي تقدم عليه بثلاثة أهداف في شوط اللعب، قبل أن يكشر الزعيم عن أنيابه ويعود بشخصيته القاهرة في الشوط الثاني فيقلب كل الموازين والتوقعات، معادلاً النتيجة ومحيلاً المباراة إلى أشواط إضافية، وتالياً ركلات ترجيح نفذها لاعبوه بثبات الواثق، لينجحوا في التأهل إلى ربع النهائي العالمي في أول خطواتهم نحو المجد.

قاهر الأبطال

تابع الزعيم تفوقه العالمي وسطر ملحمة أخرى في المحفل العالمي البارز، عندما نجح في إنزال هزيمة تاريخية ببطل إفريقيا الترجي التونسي، الذي أمطر شباكه بثلاثية نظيفة، بعد أن قدم مردوداً فنياً بطولياً، هيمن به على مجريات الأمور في ملعب المباراة، ليسقط الفريق التونسي بجسارة وجدارة، وينتقل إلى نصف النهائي، حيث واجه بطل كوبا أميركا فريق نادي ريفربليت الأرجنتيني، أقوى المرشحين للقب، ورغم الشكوك التي كانت تحوم حول إمكانية عبور العين لهذا الفريق المدجج بالنجوم والخبرة.

فإن الواقع كان أمراً مختلفاً، حيث تابع الزعيم سيادته وسطوته، وقهر بطلاً آخر من أبطال قارات العالم، ويمضي بثبات إلى النهائي العالمي الكبير، وسط إعجاب كل العالم الذي تناقل سيرة الفارس البنفسجي المهيب الذي نجح في أول مشاركة له في إسقاط عتاة أندية العالم.

أجواء
وعلى جانب آخر شهدت مدينة زايد الرياضية أمسية رياضية واجتماعية تاريخية أمس، باستضافة نهائي مونديال الأندية الذي حوى الكثير من التفاصيل الاستثنائية التي عكست الأجواء الإيجابية قبل مباراتي تحديد صاحب المركز الثالث واللقاء الختامي.

وبدأ اليوم التاريخي بتدفق الجماهير منذ وقت مبكر نحو الإستاد، وكان الأكثر حضوراً الجمهور الأرجنتيني الذي حرص على مساندة ريفر بليت إلى جانب الجمهور الياباني، مع مشجعين من مختلف الجنسيات تسابقوا نحو الإستاد للاستمتاع بالأجواء الرياضية الحماسية، ليبدأ جمهور الكرة الإماراتية مرتدياً شعار العين البنفسجي في الحضور بعد الرابعة مساء، جماعاتٍ وأفراداً.

وقبل أن يحين موعد اللقاء الأول كانت الحشود البشرية قد انتشرت في إرجاء المدينة الرياضية الضخمة التي تحولت أيضاً إلى سوق كبير في العديد من مواقعها، إذ أقبل الجمهور على شراء الوجبات الخفيفة والعصائر والمشروبات الساخنة، بأعداد هائلة اصطفت في صفوف طويلة.

إضافة إلى حركة نشطة من بعض الأفراد الذين استفادوا من الحدث العالمي في بيع شعار الزعيم البنفسجي بأسعار لم تتجاوز الـ50 درهماً، والوشاح مقابل 20 و30 درهماً، وظل أحد الباعة يردد: «شكراً يا رب..شكراً يا العين»، مبيناً أنه كان يحتاج إلى المال، وأنه حقق أرباحاً جيدة من تجارة اليوم الواحد.

وكان لافتاً أن الأمسية شهدت حضوراً لعشاق المستديرة من كل الدول، إذ كانت العديد من اللغات حاضرة، إسبانية، إنجليزية، يابانية، برتغالية، وغيرها، فيما شكلت العديد من الدول العربية أيضاً حضوراً في الإستاد الذي تحوّل إلى تظاهرة اجتماعية احتشدت فيها كل الثقافات مع مناكفات بين أنصار الفرق المخلفة، خاصة بين محبي طرفي النهائي.

لم يكن تشجيع العين أمام ريال مدريد حكراً على جماهير الإمارات أو مشجعي، ولكن الفريق وجد تشجيعاً ومساندة قوية من جنسيات مختلفة، سواء من المقيمين أو ضيوف الدولة، بينما شكّل جمهور ريفر بليت سنداً ودعماً قوياً طوال المباراة للزعيم بكل قوة وحماس.

قد يهمك أيضًا  :

الريال يحصد كأس العالم للأندية للمرة الرابعة في تاريخه

هدف أبيض للعين بشباك ريال مدريد في نهائي كأس العالم للأندية