جماهير فريق "السماوي" الاماراتي

خيَّم الحزن على منطقة "بني ياس" في العاصمة أبوظبي، عقب وداع السماوي دوري المحترفين، وهبوطه رسمياً إلى دوري الدرجة الأولى، منذ التحاقه بدوري المحترفين عام 2009ـ 2010. وتباينت ردود أفعال جماهير الفريق بين الحزن، والغضب، والدموع وركل المقاعد بالأقدام. ولم يصدق الكثيرون ما حدث للفريق الذي أصبح في "حسبة الأولى" بعد أن ظل طويلاً مع الكبار، كما أنه كان رافداً للمنتخبات الوطنية بالمواهب أمثال عامر عبدالرحمن، محمد فوزي، حبوش صالح، فواز عوانة وغيرهم الكثير.

مشهد درامي

وأطلقت رصاصة الرحمة على السماوي أول من أمس في مباراته مع مضيفه الإمارات والتي انتهت بالتعادل 4 ـ 4 في مشهد درامي نادر التكرار، حيث إن بني ياس كان قريباً من تجديد آماله لولا تسجيل الصقور الهدف الأخير في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع عن طريق سبستيان ساشا ولم يقف الحظ مع السماوي بعد تعادل الوحدة ودبا 2 ـ 2، والأهلي كلباء1ـ 1، وكل هذه النتائج لم تكن في صالح السماوي.

وفي حقيقة الأمر أن السماوي هو من أطلق على نفسه رصاصة الرحمة، والقضية لا تتعلق بتعادله أمام الإمارات، لكن قضية هبوط الفريق لا تتعلق بنتائج الجولة 25 فقط بل غن الفريق وضع ننفسه في هذا المازق بتذيّله قائمة الترتيب منذ انطلاقة الموسم، جامعاً 15 نقطة فقط من 25 جولة، وتوجد 5 عوامل رئيسة وضعت الفريق في دوري المظاليم.

1 تسريح إدارة بني ياس القديمة 7 من أبرز لاعبي الفريق للموسم الجاري إلى فرق أخرى، أمثال الدوليين عامر عبد الرحمن، وبندر الأحبابي، "العين" ومحمد جابر،"الأهلي" وفواز عوانة مسعود سليمان، أحمد خميس، "النصر" وعامر عمر "الشارقة". وكان الانتقال نظير مبالغ مالية كبيرة، ورأت الإدارة السابقة حينها، أنها قادرة على الإحلال والتجديد بدفع اللاعبين الشباب، لكن الفريق فقد التوازن بعد تفتيت قوته الضاربة، ولم يستطع البدلاء التعويض، وتقديم الإضافة المطلوبة.

2 تبادل على بني ياس للموسم الجاري 3 أجهزة فنية، وكانت البداية مع المدرب الأرغواياني بابلو ريبيتو، واستلم مهمة الفريق لـ 4 مباريات، ثم أٌقيل وجاء البديل البرتغالي لويس غارسيا، وقاد الفريق في 13 جولة لم يحصد فيها سوى 4 نقاط، واستلم العراقي عبدالوهاب المهمة . وقاد الفريق أمام الجزيرة في الجولة 18، وحصد 10 نقاط، في 8 جولات، والثلاثة فشلوا في وضع الفريق على الطريق الصحيح، على الرغم من التحسن النسبي في عهد عبدالقادر عبدالوهاب.
3 وقع "بني ياس" ضحية ضعف محترفيه الأجانب في الدور الأول للدوري، وهبط مستوى الأرجنتيني لاريفي هداف الفريق، بجانب البرازيلي لاعب الوسط باستوس، ما اضطرت الإدارة لتبديلهما وعقد صفقات مع الفرنسيين هاري نوفيلو وجيان ميندي والنيجيري إيزيكيل هينتي، وأبقت على الدولي مارك مليغيان.

4 أصبح قوام الفريق اللاعبون الشباب، ورغم حماسهم ورغبتهم في تقديم الأفضل إلا أنهم افتقدوا نسبياً عنصر الخبرة، وجاء التراجع في الخطوط الثلاث دفاع ووسط وهجوم، مما دفع الفريق إلى إهدار نقاط بالجملة، وفي كثير من الأحول يتقدم على المنافس ويكون قريباً جداً من الفوز لكنه يهدر الفوز، ويرجع ذلك إلى ضعف التركيز، واللياقة البدنية، وقلة الخبرة.
5 عانى لاعبو بني ياس من الضغط النفسي الناتج عن عدم الاستقرار الفني، والخسائر المتكررة، ما وضعهم في بؤرة الإحباط والتي لازمتهم خلال مسيرة الموسم، خصوصاً مع عدم التوفيق الذي صادفهم في مباريات عدة وكانوا قريبين من الفوز لكنه يتلاشى في الدقائق الأخيرة.