مباراة الجزيرة والوصل

تألقت بعض الفرق، في دوري الخليج العربي في الموسم الحالي، وظهرت في مستوى جيد، وفي الجولة التالية مباشرة اختلفت المستويات تماماً، والفرق التي تألقت قدمت مستوى مزرياً، والفرق التي أخفقت قدمت في الجولة الخامسة مستوى جيداً، حتى على المستوى الفردي، من أظهر أداءً مبهراً في الجولة الماضية، عاد في الجولة الحالية واختفى وتوارى عن الأنظار تماماً، وكأنه فعل ما عليه الأسبوع الماضي واكتفى، ليدخل في إجازة في الجولة التالية، رافعين شعار «مغلق للصيانة».

وليس هناك الكثير من الكلام الذي يقال عن تحليل فني، ووصف تكتيكي، فالجولة الخامسة هي جولة للنسيان، ليس فيها علامة تذكر، ولا تكتيك يمكن وصمه بالإجادة من أغلب الفرق، باستثناء مباراة وحيدة فيها ما يمكن أن يقال فنياً، مباراة الوصل والجزيرة، كانت قمة الجولة الخامسة، ولكنها كانت بمثابة «أعور بين عميان»، ليست قمة في الأداء، ولكن فقط هي قمة بالمقارنة بباقي المباريات.

ويعد لقاء الوصل الأفضل تكتيكياً للمدرب الهولندي القدير تين كات منذ بداية الموسم، واستطاع الجزيرة استعادة جزء من مستواه والتزامه التكتيكي، تين كات كان واقعياً لأبعد الحدود وعرف وقرأ مصادر خطورة الوصل بإجادة تامة، فلعب على التأمين الدفاعي بخمسة عناصر على الأقل في ثلثه الدفاعي، فحجم وأغلق المنافذ على ثلاثي الوصل الهجومي الخطير، في المقابل لم يستطع أروابارينا مدرب الإمبراطور فك طلاسم طريقة لعب الجزيرة، بل على العكس زاد الطين بلة بخوفه من «فخر أبوظبي»، ولعبب الوصل خائفاً من اسم وسمعة وسرعة مهاجمي الجزيرة، فركن للتأمين الدفاعي، وكأن لسان حال مدربه يقول إن تعادلاً في اليد خير من فوز على الشجرة قد يكلفه خسارة ليست على البال، وهو ما ساعد الجزيرة ولاعبيه وسهل من مهمتهم في التأمين الدفاعي وغلق المسارب الهجومية للوصل، والتي لم تكن تهاجم بالشراسة المعهودة.

أرقام

وكاد تكتيك أروابارينا الخائف يكلفه المباراة، خاصة أن الجزيرة لعب بإتقان على الهجمات المرتدة والتسديدات من خارج المرمى وكان له الأفضلية على المرمى من الوصل، حيث تشير النسب إلى أن الجزيرة سدد على مرمى الفهود 7 تسديدات، بدقة تبلغ 45%، بينما لم يسدد الوصل سوى 4 تسديدات فقط، بدقة تصويب 25%، أما عن الاستحواذ فهو يأتي مناصفة، وإن كانت للجزيرة الأفضلية في الثلث الهجومي على الوصل الذي كان أغلب استحواذه استحواذاً سلبياً، كرات بعرض الملعب وتمريرات غير حاسمة، كل ذلك يقرأ لنا المباراة بوضوح أن هناك طرفاً احترم الآخر ولعب على ثغراته وهو الجزيرة، بينما الطرف الثاني خاف من المنافس واسمه وثقله، ولعب على ألا يخسر، وهناك فرق كبير بين احترام المنافس والخوف منه.