عبدالرحمن نصيب

كشف عبدالرحمن نصيب ، نجم النصر السابق الملقب بـ"الولد الشقي" أن تصعيد العين ضد النصر في قضية فاندرلي مؤلم له ولكل اللاعبين القدامى الذين شهدوا ولادة العلاقة الأخوية التي ربطت العميد بالزعيم وامتدت جذورها عبر التاريخ، معربًا عن اعجبه من تمسك العين بتشديد العقوبة على فاندرلي بعد سلسلة الإيقافات التي تعرض لها من الاتحادين الآسيوي والإماراتي.

وقال نصيب "ما فعله العين بالنصر في قضية فاندرلي آلمني كثيرًا ، يمكن تقبل هذا الأمر من فريق آخر إلا من العين الذي كنا نعتبره دائمًا الشقيق الأصغر لنا بحكم علاقتنا التي امتدت في التاريخ، وخلال السبعينات كان الشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم يجمع لاعبي النصر والعين في مجلسه بالشندغة كل جمعة، بحضور الشيخ حمدان بن مبارك، لذا ما يفعله العين حاليًا يحزّ في نفسي كثيرًا ، وأعتقد أن النصر ما كان سيتخذ الموقف نفسه ضد العين".

وأكد نصيب أن تراكم ديون الأندية بسبب التطبيق الخاطئ للاحتراف وتسيير الإدارات بعقول هواة لم يستوعب بعد التحوّل السريع في منظومة كرة القدم، مشيرًا إلى أن الاستثمار لن يحل المشكلة وهو كمن يحرث في البحر لأن الأندية لن تستطيع توفير مداخيل من الاستثمار بقدر ما تصرفه على اللاعبين أو حتى على الأقل 50% ، وأنها مطالبة بتغيير العقلية وتطبيق الحوكمة قبل التفكير في الاستثمار.

وشدد نجم النصر السابق أن تسيير الأندية يحتاج إلى عقول محترفة، موضحًا أن المال وحده لا يكفي لصناعة فرق كبيرة ، قائلًا: "إذا وجد المال وغابت العقول المحترفة طار المال".

بشأن تألق النصر في السبعينات والثمانينات أوضح نصيب أن روح الفريق الواحد هي سـرّ تفوق العميد في الزمن الجميل بالإضافة إلى نوعية لاعبيه وتميزهم على بقية الأندية من الناحية الفنية ، والعقلية الاحترافية للإدارة النصراوية في تلك الفترة برئاسة الشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم ما أتاح للنصر فرصة التفوق على الفرق الأخرى .

وأضاف نجم النصر السابق كنا لاعبين هواة لكن بعقلية محترفين ونقضي معظم أوقاتنا في النادي ونخوض مباريات ودية قوية ضد فرق إنجليزية مما عزز خبرتنا ودعم ثقتنا في أنفسنا.

وأكد نصيب أن نقاط قوة العميد في الثمانينات تكمن أيضًا في تجانس لاعبيه وتعلقهم الكبير بشعار النادي ، متابعًا "منتخبنا الوطني كان يتشكل من عناصر معظمهم من النصر، أنا حزين على ابتعاد العميد عن لقب الدوري طيلة 3 عقود، كرة الإمارات تحتاج إلى عودته القوية لأن بعودته مصلحة للمنتخب الوطني".

وأشار إلى أن النصر من الفرق المؤثّرة في الدوري منذ فترة طويلة، وإذا هبط مستواه سيؤثر بشكل مباشر على المستوى الفني للدوري ، شأنه في ذلك شأن الفرق الكبرى.

وأوضح نصيب إن العميد كان يشكو طيلة أعوام طويلة من عدم الاستقرار الإداري والفني، مضيفًا "لا أعرف بالضبط ما الأسباب التي أدت إلى ابتعادنا عن لقب الدوري كل هذه الأعوام ، وهذا أمر مؤلم لنا نحن كلاعبين قدامى، قد تكون الأسباب إدارية بدرجة أولى، لا ننكر أن النصر عانى من تخبطات كثيرة لأعوام طويلة وعندما استقر إداريًا في الأعوام الأخيرة تحققت النتائج وجاءت الألقاب سواء على المستوى الخليجي بحصوله على كأس الأندية الخليجية أو محليًا بإحرازه كأس الخليج العربي وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، ولكن عندما اقترب من تحقيق اللقب بفضل الاستقرار الفني تفجرت قضية فاندرلي وهدمت كل شيء في بضعة شهور ، وأدت إلى إقالة صانع البطولات المدرب الصربي إيفان يوفانوفيتش وأثارت بلبلة في الفريق

. ولفت إلى أن قضية فاندرلي لم تؤثر فقط على اللاعبين بل على الجماهير وشتت تركيز الإدارة، لقد تغير شكل الفريق 360 درجة بعد القضية وكأن الفريق الذي كان يخوض المباريات كان شبح النصر قبل القضية.

وأوضح نصيب أنه لم يكسب الأموال من لعب كرة القدم ولكنه كسب حب الناس وتقديرهم له، متابعًا "أفخر بأني كنت لاعبًا نصراويًا وإنني واحد من الذين صنعوا تاريخًا حافلًا بالإنجازات، ويكفيني أن أمشي في الشارع ويقال إن هذا عبدالرحمن نصيب لاعب النصر سابقًا".

 وأشار عبدالرحمن نصيب إلى أن النصر شهد مع المدرب الصربي إيفان يوفانوفيتش أحلى الأعوام خلال ربع قرن ابتعد فيها الفريق عن الألقاب ، ، قائلًا "تمنيت استمرار يوفانوفيتش مع النصر لأنه المدرب الوحيد الذي نجح في إعادة الفريق إلى درب المجد والألقاب بعد ربع قرن ، واعتقد أن يوفانوفيتش كان المدرب الأقرب لإعادة العميد إلى معانقة لقب الدوري، في الحقيقة شاهدنا مع المدرب الصربي فريقًا مختلفًا يقدم كرة قدم جميلة".

أوضح عبدالرحمن نصيب أنه من الصعب تقييم الفترة الحالية مع المدرب الروماني دان بيتريسكو بسبب الظروف الصعبة التي تولى فيها قيادة الفريق بسبب أزمة فاندرلي، مشيرًا إلى أن المدرب ليس العنصر الوحيد الذي يمكن أن يصنع فريقًا قويًا ، وأن كل فريق قوي وراءه إدارة قوية ومدرب كبير ولاعبون مجتهدون وجمهور وفي.

وأضاف "نعيش في فترة تسمى بالاحتراف، ولكن الاعتماد على أبناء النادي مطلب ضروري لاستعادة الأمجاد وأنا على يقين أن اليوم الذي سيعود فيه النصر للتربع على بطولة الدوري سيكون بفضل أبنائه لأن الغيرة على الشعار أكبر حافز لتحقيق الانتصارات".
 
وبشأن المنتخب الوطني لكرة القدم، صرح عبد الرحمن نصيب ، أن المدرب المواطن مهدي علي ، قدّم الكثير للأبيض ولكن تغييره بات أمرًا ضروريًا من أجل تطوير الأداء وانه يتوجب على الاتحاد التفكير بجدية في التعاقد مع مدرب ذي كفاءة عالية يواصل عملية البناء ويستثمر الجيل الحالي لتحقيق تطلعات الكرة الإماراتية، وقال: "لا أحد ينكر أن الفترة الماضية شهدت تذمرًا من الوضع في المنتخب، وأعتقد أن الوقت حان حتى يكون للإمارات مدرب من وزن ثقيل لاستثمار الجيل الحالي قبل أن يفوت الفوت وما ينفع الصوت".

أضاف: "على اللاعبين الحاليين أن يدركوا أن فرصة الوصول إلى نهائيات كأس العالم لن تتكرر لهم مرة أخرى لأنه ليس من السهل تعويض جيل كامل خلال فترة قصيرة، أنا واحد من الذين يضعون أيديهم على قلوبهـم ونتمنى أن يصل الأبيض إلى مونديال روسيا وأدعو اللاعبين إلى تقديم كل ما عندهم للفوز في المباريات المقبلة".

 وأكد نصيب أن انحصار المنافسة على لقب الدوري بين الأهلي والعين منذ أكثر من 5 مواسم لا يخدم مصلحة كرة الإمارات ولا المنتخب الوطني، متمنيًا أن يستمر الجزيرة في تصدره ويتوج باللقب لتغيير المعادلة الصعبة وخلق إثارة جديدة في دورينا، وأن الدوري السعودي على أكثر إثارة لأن المنافسة على اللقب مفتوحة بين 4 أو 5 فرق على الأقل ما يسهم في بناء منتخب قوي.

 وأوضح عبدالرحمن نصيب أن الاحتراف المستورد من الكرة الأوروبية في شكل قالب جاهز لم يغيّر شيئًا في كرة الإمارات لأن تطبيقه كان بشكل خاطئ وهو غير ملائم لبيئتنا الكروية ، موضحًا أن الاحتـراف منظومة متكاملة تضم الاتحاد واللاعب والنادي والجمهور ، متسائلًا "كيف يتم تطبيق الاحتراف على اللاعبين والأندية نفسها غير محترفة لا تزال تعتمد على الدعم الحكومي".

 وتابع "بعد هذه الأعوام من تطبيق الاحتراف، ماذا تغيّر في كرتنا، لم نحقق أي لقب باستثناء بطولة الخليج، لم نصل بعد إلى تكوين لاعب محترف حقيقي بل نصف هاو، لا يعرف ما له وما عليه، وأكبر مشكلة نعاني منها حالياً هي فهمنا الخاطئ لمفهوم الاحتراف، بالنسبة للأندية الاحتراف سباق حول أسعار اللاعبين، ومن يدفع أكثر".

واستطرد نصيب: "لو كنا نملك منظومة احترافية متكاملة لحققنا أهدافنا ونجحنا في تحسين وضعية كرتنا التي لا تزال تتخبط على كافة الأصعدة، ندرة المواهب، التحكيم ضعيف والمستوى الفني دون التطلعات، هناك حلقات ما زالت مفقودة في المنظومة، وكل تفكير اللاعب حاليًا في السيارة والراتب".

استهل عبد الرحمن نصيب حديث الذكريات بالتأكيد على عشقه الكبير لفريقه النصر الذي بدأ به مشواره في 1972 بفريق الأشبال عندما كان طالبًا بمدرسة الأحمدية في دبي ، ثمّ تدرج بالمراحل السنية الأخرى حتى صعـوده للفريق الأول وعمره 16 عامًا، مشيرًا إلى أنه يدين بنجاحه إلى الكابتن بشارة عبد النظيف الذي صقل موهبته وعلمه أساسيات كرة القدم عندما كان لاعبًا ناشئًا.

ولفت نصيب إلى أن مسيرته في النصر كانت قصيرة بسبب إصابة في الرباط الصليبي التي تعرض لها في بداية الثمانينات إلا انه كان جزءاً من الانجازات التي حققها العميد في تلك الفترة ، مضيفًا "حرمتني الإصابة من استكمال مشواري الناجح مع الفريق بعد أن أجريت جراحة في 1982 بألمانيا على مستوى الرباط الصليبي، عدت بعدها إلى الملاعب ولكن الآلام كانت تعاودني باستمرار فقررت الاعتزال".

واستطرد "يحزّ في نفسي أني غادرت ملاعب الكرة مبكرًا ، ولكن ما يجعلني أتغلب على هذا الشعور هو نجاحي في التتويج بمعظم الألقاب التي حصل عليها النصر".

كشف نصيب أن اللحظات الجميلة التي قضاها مع النصر لاتزال خالدة في ذاكرته ومن ضمنها إحدى المباريات التي لعبها في العين فاز فيها العميد بهدفين مقابل هدف.

وأردف "أنهينا الشوط الأول متأخرين بهدف دون رد، وأذكر أن المدرب قال لي إن هذه مباراتك، وفعلًغ قمت بكل شيء في الشوط الثاني ونجحنا في قلب النتيجة والفوز بهدفين مقابل هدف ، تظل مباراة الأهلي والنصر بطعم خاصّ، إنه الديربي الأصلي في كرة الإمارات، نحن ولاعبو الأهلي كنا أصدقاء وندرس في المدرسة نفسها، لذا التحدي كان قويًا".

 وصف عبد الرحمن نصيب سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس نادي النصر بالأب الروحي للعميد متابعًا "يظل النصر ناديًا متميزًا في الألعاب الرياضية كافة بفضل دعم سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم وهو من الأندية القلائل التي لا تعاني من صعوبات مادية".

ولفت نصيب إلى أن الفترة التي شهدت صعوده إلى الفريق الأول كانت تزخر بالنجوم وهو التحدي الأصعب الذي واجهه في مسيرته الكروية، حيث تواجد حينها 11 لاعبًا من النصر في المنتخب الوطني.

وقال "كان من الصعب انتزاع مكان أساسي في النصر في وجود لاعبين مثل رجب عبد الرحمن، سالم بوشنين، محمد اسحاق، علي مال الله، محمد كرم وغيرهم من النجوم الذين صنعوا الأمجاد".