جماهير الوصل

انتهت الجولة السابعة بسلام، رغم أنّها كانت جولة شحيحة الأهداف، لكنها ضمّت قمتين هما الأبرز في تاريخ الكرة الإماراتية، في كلاسيكو العاصمة بين الوحدة والعين، وديربي بر دبي بين النصر والوصل، واستطاع ثنائي القمة الأصفر والبنفسجي حسم الصدارة لهما بتخطيهما منافسين عنيدين ونجحا في الاستمرار على القمة، والحقيقة أنّ القمتين تستحقان مساحات للحديث عنهما، سواء بمتعة الأداء التي قدمها العين أمام الوحدة، أو بشخصية البطل التي أظهرها الوصل أمام النصر، واللعب تحت ضغط الخلافات والأزمات، والقوة الجماهيرية المطالبة بدوام الانتصارات، وأمام كبير من كبار دوري الخليج العربي، وتقديم أداء راقٍ وتحقيق الانتصار هو من الملامح المميزة والراسمة لشخصية البطل، وهذا ما قدمه الإمبراطور الوصلاوي أمام النصر في ديربي الجولة السابعة من المسابقة، شهد ديربي بر دبي، الكثير من الأحداث الجماهيرية قبل اللقاء وخلاله وبعده، وهي الأحداث التي لم تشغل الوصل عن تحقيق هدفه والانفراد بصدارة الدوري بعد الجولة السابعة، ورغم أن الأداء لم يكن رائعًا بالقدر الذي يجعل المباراة أن تكون نجم الجولة، إلّا أنّ نجوميتها وقوتها جاءت من الشحن الجماهيري الذي سبقها بخلاف ما شهدته قبل انطلاق اللقاء بعد قرار إيقاف ليما وكايو ثمّ رفع الإيقاف عنهما قبل المباراة، ما جعل للقاء طعمًا آخرًا، وكانت الجماهير مشحونة بالقدر الكافي ليقف كلّ خلف فريقه في لوحة جماهيرية رائعة أمتعت بالقدر الكافي، رغم غياب المتعة الفعلية عن الأداء.

واستطاع الأرجنتيني أروبارينا استغلال عناصره بكفاءة ليتفوّق على مدرب النصر الإيطالي تشيزاري برانديلي، الذي كان حذرًا وغير مغامر، وكما كان أروبارينا الذي لم يكن مقدامًا هو الآخر، لكنه استطاع اللعب بالأوراق التي يملكها لتحقيق الهدف، ولم يتسرع لاعبوه أو يستعجلوا تسجيل الأهداف تحت الضغط الجماهيري الهائل، وشهدت المباراة سجالًا بين الفريقين وإن كانت الغلبة التكتيكية والقدرة على بناء الهجمات أفضل في الجانب الوصلاوي، بيد أنّ تحرّكات النصر النصر يشوبها الثقل والبطء في نقل الهجمات، ما جعل الأمر واضحًا أن فاعلية العميد الهجومية غير مخيفة.

وتمكّن الوصل من استدراج النصر تدريجيًا في المباراة، حتى بدأ الأخير يبدي بعضًا من الاندفاع الهجومي في الثلث الأخير من المباراة، ما فتح المساحات في خطه الخلفي أمام الثلاثي الهجومي الوصلاوي القادر على استغلال هذه المساحات ببراعة منقطعة النظير، وأحرز فابيو ليما الهدف الأول للوصل في الدقيقة 71، وكانت ردة الفعل المنتظرة من العميد المبادرة بالهجوم لتعويض الهدف الذي مني به مرماه.

وأحرز النصر تقدم  إلى الأمام لكن من دون أنياب حقيقية، بل على العكس صنع هذا التقدم خلخلة في خطه الخلفي أكثر فأكثر، فاستطاع ليما إنهاء المباراة بهدف ثانٍ في الدقيقة 79 أي بعد ثماني دقائق فقط من الهدف الأول، حيث أوضح، بهذا الهدف، الثغرة التي صنعها تقدم النصر، وأكّد وجود أزمة في تكاملية العناصر والخطوط في فريق العميد، الذي ينقصه الكثير من العمل التكتيكي والانسجام بين الخطوط، إذافة إلى القدرة الهجومية والفاعلية.