الأندية الإماراتية

لم يكن المقترح الخاص بتعديل المادة 13، الفقرة ج من لائحة أوضاع وانتقالات اللاعبين، مجرد اقتراح ضمن بنود كثيرة وضعها اتحاد الكرة لمناقشتها ضمن جمعيته العمومية المقبلة، بل كان بمثابة صدمة مدوية للعديد من الأندية، لا سيما أنه يعد إهداراً للمال، وما إن نُشرت التعديلات المقترحة، حتى انفجرت أزمة المادة 13، باعتراض معظم الأندية عليها قبل انعقاد العمومية المقبلة.

اعتراضات

المادة "13" الفقرة "ج" من لائحة أوضاع وانتقالات اللاعبين، تشير إلى إلزام اللاعب الذي يبلغ من العمر 18 عاماً، بتوقيع أول عقد احتراف مع ناديه الأصلي، ولكن التعديل المقترح يلغي هذا المادة، ويترك حرية احتراف اللاعبين لأي نادٍ آخر يغريه بمقابل أكبر، ما أثار ردود فعل واسعة النطاق في مختلف الأندية، حيث توالت الاتصالات اعتراضاً على هذا التعديل الذي وصفه الكثيرون بأنه سيحدث فوضي في المنظومة، وسوف يتسبب في إهمال كثير من الأندية لقطاع المراحل السنية، إضافة إلى قيام اللاعبين باختلاق المشاكل لضمان الانتقال.

لوائح

مسؤولو الأندية المعترضون على المقترح، قالوا: "نحن لم نتقدم بأي مقترحات لإلغاء بند توقيع اللاعب لأول عقد مع ناديه، فعلي أي أساس تقدم اتحاد الكرة بهذا المقترح، وإذا كان رد اتحاد الكرة بأن البند مخالف للوائح الاتحاد الدولي، فهناك العديد من اللوائح في الاتحاد مخالفة لقوانين فيفا"، وسبق ونظم اتحاد الكرة ورشة عمل في حضور رئيس لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين في الاتحاد الدولي عمر أنجارو، ويومها قال: "من حقكم إضافة بند توقيع اللاعب لأول عقد احتراف مع ناديه، ولكن لو جاءتنا شكوى من الاتحاد الدولي سنحكم فيها وفق لوائحنا".

حوكمة

ومرت 6 سنوات على تلك الورشة، ولم يتقدم نادٍ محلي بأي شكاوى للاتحاد الدولي، واستقرت أمور التعاقد مع اللاعبين، والآن بعد الاستقرار الذي شهدته الفترة الماضية، والسعي لتطبيق الحوكمة، وضبط المصروفات والالتزام بسقف الرواتب، يقوم اتحاد الكرة بإلغاء هذا الشرط، ما ينسف كل جهود الحوكمة وتقليل المصروفات، خاصة أن الأندية سوف تتنافس وتزايد في ما بينها لضم اللاعبين الذين تجاوزت أعمارهم 18 عاماً، إضافة إلى سعي البعض بإغراء أولياء الأمور بهدايا ومبالغ مالية كبيرة لجذب أبنائهم لتلك الأندية، ما يخل بالنظم واللوائح، ويهدد مستقبل العديد من الأندية التي تقوم بالاهتمام بقطاع المراحل السنية، واختيار اللاعبين الموهوبين والصرف عليهم، حتي يشتد عودهم ويتم تصعيدهم للفريق الأول.

ثمار

وقال رئيس مجلس إدارة نادي شهير: "نعاني معاناة كبيرة في انتقاء وجذب المواهب الشابة، ونقوم بإعدادهم وتجهيزهم على مدى أكثر من 6 سنوات، مستعينين بأفضل المدربين والخبراء الفنيين، ونصرف الملايين حتي نوفق في تجهيز لاعبين على مستوى جيد يفيدون النادي والمنتخبات الوطنية، وبعد تعب تلك السنين والصرف المتزايد، وعند وقت حلول وقت قطف ثمار هذا الجهد، يتبخر حلمنا في تخريج لاعب متميز، ونجده ينضم لنادٍ آخر بكل سهولة، فهذا منطق غير مقبول، وله توابع سلبية عديدة علي المنظومة الكروية"، وتساءل: "هل يقدم اتحاد الكرة علي أفكار تدعم المنظومة، وتعيد الاستقرار لها أم يسهم في إحداث فوضى غير مبررة".