القنطرة بوابة الصحراء الجزائريّة وقبلة التاريخ الإسلاميّ

تتميّز القنطرة الواقعة في مدينة بسكرة الجزائريّة، بأنها من أهم المواقع السياحيّة في الصحراء وبوابة الزيبان إلى المدينة، لا سيما أن هذه الرقعة السياحيّة بناها الرومان، وحوّلوها إلى

مركز للحضارة، ثم تحوّلت إلى منطقة جذب سياحيّ بامتياز في الربيع، من خلال توافرها على تضاريس رائعة تمتد على طول الطريق، والذي يربط عددًا من المدن الجزائريّة،من خلال

الجبال الخضراء، والتي تتعانق مع واحات النخيل، لتصنع لوحة زيتيّة فريدة من نوعها. وتتمتع منطقة القنطرة، بتوافرها على نسيج حرفيّ مميّز، خصوصًا باحتضانها لمعرض مفتوح دائمًا

أمام الزوّار، وفيه يتعرّف السائح على بعض المنسوجات منها الزربية البسكرية وفخار مشونش، إلى جانب عرض أواني فخاريّة تحمل طرازًا إسلاميًّا، وأخرى ذات أشكال هندسيّة تعكس

الروح الإبداعيّة للمرأة الجزائريّة، خصوصًا الصحراويّة منها، والتي تجسّد الخيمة والرمال الصفراء خلال صناعتها للحلي والألبسة التقليديّة، وكذلك بعض الزخرفات الأخرى. وما يزيد

المنطقة السياحيّة القنطرة شهرة، قربها من جامع سيدي عقبة وضريح الفاتح المعروف عقبة بن نافع الفهري، إلى جانب ارتباطه الوثيق بالمركب الإسلاميّ ذو الطابع العمرانيّ المتميّز،

والذي تقرّبه الواحة وهي مزارة تضم 314 جنديًّا من خيرة جيش عقبة بن نافع، استشهدوا أمام حصن تهودة، وتحتوي أيضًا على تحف ذات قيمة تاريخيّة وجماليّة المكان تظهر من خلال

باب المسجد الذي يزيد تاريخه عن ألف سنة, حيث يتميّز بنقائش عربيّة على الحجر من الحقبة الأولى للفتح الإسلاميّ للمنطقة, ويتعانق هذه المعلم مع الزخرفة الإسلاميّة لمعلم سيدي خالد،

المعروف لدى بعض المؤرخين بخالد بن سنان العبسي، وتعرف هذه المزارة بمهرجان سنوي ليلة 25 و26 من رمضان, حيث تُقام بها احتفالات وتجمّعات تصنع سياحة المنطقة، وتروّج لها في الوطن العربيّ.