مدينة غرداية الجزائريَّة

تشكِّل المعالم الأثريَّة والقصور السّبع في مدينة غرداية الجزائريَّة فسيفساء رائعة شكّلت من جمال المكان قلعة من قلاع عبق الماضي الممتدّ عبر الأمكنة والأزمنة التي تتعانق مع الحاضر وفيها تمتزج جماليَّة الكثبان الرَّمليَّة والتي تشكّل هي الأخرى أشكالًا هندسيَّة متنوِّعة تعطي للزَّائر صورة حقيقيَّة عما تختزنه الصَّحراء العميقة من طبيعة خضراء ومياه رقراقة تنبثق من الصّخور المتراصّة والمتلألئة كحبّات الياقوت ، تحاذيها ثروات باطنيّة فيها امتداد لا ينتهي، وجمال ساحرٌ يمزج فيه الإنسان أصالته وتقاليده و عاداته.

وتعدّ هذه المنطقة مقصد الزوار ومحبي التبرك بالأولياء الصالحين والذين يجدون راحتهم في إشعال الشموع وعود العنبر والذي يترك هو الآخر عبقًا يفوح من القلاع الشامخة والتي ما زالت تتحدى الطبيعة وهمجية الإنسان كأنها تبحث عن هوية وموطن لها لدرجة أن الثقافة الجزائرية عجزت عن تغيير بعض الجدران المهترئة والمتطايرة، لأن في هذا المكان تعشش الطيور بمختلف أنواعها منها اللقلق والذي يصنع هو الآخر من القشة اليابسة وكرًا له ليحرس القصور السبع وكل ما تتوفر عليه القلعة المترامية الأطراف عند ضواحي غرداية السياحية.

ومن أهم المعالم الأثرية والعمرانية نجد المعالم الدينية كالمساجد العتيقة والقصور ومصليات المقابر وكذا المعالم ومن أهم الأسوار والمداخل وأبراج المراقبة المتواجدة في الواحات نجد بني يزقن ومن المعالم الأخرى المميزة لتاريخ المنطقة والتي ما زالت تحافظ على عراقتها وأصالتها سوق بني يزقن الذي ما زال حتى الساعة يعتمدان على طريقة البيع بالمزاد العلني. وغرداية بجمالها وروعة مكانها وأصالة حضارتها وترحاب سكانها سياحة لا تنتهي تبقى دائمًا جوهرة الجزائر العميقة نظرًا لروعة المكان ورحابة قلوب أهلها الكرماء.