دولة الإمارات

تحيي الإمارات اليوم العالمي للبيئة الذي يصادف اليوم، إذ كثفت مختلف المؤسسات بالدولة جهود التوعية بأهمية الحفاظ على التنوع البيئي والبيولوجي، مسلطة الضوء على الدور الريادي للدولة في الحفاظ على البيئة واستدامة مواردها الطبيعية عبر زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة والنظيفة، وإطلاق المبادرات لإحداث تغيير إيجابي من خلال الحث على حماية البيئة والتوازن البيولوجي.

وتولي الدولة اهتماماً كبيراً بالتنوع البيولوجي والحفاظ على الأنظمة البيئية من خلال العديد من القوانين والتشريعات التي تهدف إلى استدامة الموارد الطبيعية وترشيد استهلاكها، إضافة إلى إنشاء المحميات الطبيعية، كما تسهم الإمارات العالم في تركيز الجهود على هذه القضية البيئية الملحة.

وقال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: «يكتسب يوم البيئة العالمي أهمية خاصة مع انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، إذ أسهمت إجراءات الإغلاق والحجر الصحي وتوقف حركة الطيران والمواصلات في تراجع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم.

وبدأت نتائج الإجراءات تظهر للعيان، إذ أبلغت العديد من البلدان التي طبقت الإغلاق الجزئي أو الكامل عن انخفاض ملحوظ في الانبعاثات الملوثة وغازات الدفيئة، وسجلت صور الأقمار الاصطناعية مؤشرات لتحسن جودة الهواء، وتقترن هذه الانبعاثات عادةً بالأنشطة وبشكل أساسي بالمواصلات والقطاع الصناعي».

ويسهم «يوم البيئة العالمي» في تركيز الجهود العالمية على هذه القضية البيئية الملحة وإحداث تغيير إيجابي، من خلال حث المعنيين على حماية البيئة والتوازن البيولوجي، وتعزيز المسؤولية الفردية والجماعية تجاه القضايا البيئية لمواجهة التغير المناخي، وتحقيق التوازن بين التنمية والحفاظ على الموارد الطبيعية.

وأضاف الطاير: «بفضل رؤية وتوجيهات قيادتنا الرشيدة، تولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً كبيراً بالتنوع البيولوجي والحفاظ على الأنظمة البيئية من خلال العديد من القوانين والتشريعات التي تهدف إلى استدامة الموارد الطبيعية وترشيد استهلاكها، إضافة إلى إنشاء المحميات الطبيعية.

وتضطلع هيئة كهرباء ومياه دبي بدور رائد في الحفاظ على البيئة من خلال زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة والنظيفة، وإطلاق العديد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى ترشيد الاستهلاك لحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان استدامتها لأجيالنا القادمة.

وتتويجاً لهذه الجهود، حصدت الهيئة العديد من الجوائز في مجال البيئة من بينها جائزة الشرف العالمية للبيئة من بين 7 مؤسسات فقط حول العالم وبتقديرات كاملة، وكذلك جائزة الخمس نجوم في البيئة من مجلس السلامة البريطاني لتسعة أعوام على التوالي، وهو الأمر الذي يضع الهيئة في صدارة المؤسسات المستدامة بامتثالها الكامل لجميع المتطلبات والمواصفات البيئية المحلية والعالمية مع صفرية المخالفات البيئية في جميع مرافق الهيئة».

وقال فهد أحمد الرئيسي، المدير التنفيذي لـ «ورشة حكومة دبي»: «يأتي الاحتفال باليوم العالمي للبيئة في وقت يحتّم توحيد وتوجيه الجهود الدولية لمواجهة التحديات الناشئة، وتوفير السبل الضامنة لاستدامة الموارد الطبيعية التي تمثل الثروة الحقيقية لبناء المستقبل.

وخطت دولتنا خطوات متقدمة على درب حماية البيئة، مع إرساء دعائم متينة لتحقيق النهضة الحضارية الشاملة ومراعاة الاستدامة البيئية باعتبارها أولوية قصوى في إطار رؤية الإمارات 2021 التي تستهدف ضمان استمرارية التنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والأمن البيئي.

وفي ظل التوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة، نسير قدماً على درب العمل البيئي، واضعين على عاتقنا مسؤولية دفع النشاط الاقتصادي دون المساس بالموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي، استرشاداً بحكمة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل حماية البيئة مسألة تهمنا جميعاً في قوله: إنها مسؤولية الجميع، ومسؤولية كل فرد في مجتمعنا».

وأضاف: «تمضي الإمارات باتجاه الريادة البيئية، في ظل إطلاق حزمة من المشاريع الطموحة التي تعتبر من بين الأبرز عالمياً في مجال الطاقة الشمسية والمتجددة، والتي تمهد الطريق أمام مرحلة جديدة من الاستدامة، لا سيّما في ظل الاستعدادات الجارية للأعوام الخمسين المقبلة.

ونجدّد في ورشة حكومة دبي الالتزام بمسؤولياتنا الوطنية والأخلاقية تجاه المحافظة على الموارد الطبيعية، مع مواصلة جهودنا التوعوية والتثقيفية وتبني أفضل الممارسات الدولية الضامنة لامتثال معداتنا ونشاطاتنا وعملياتنا التشغيلية لأعلى معايير الاستدامة والأمن البيئي، تماشياً مع التوجه الوطني في الحفاظ على البيئة باعتبارها المورد الأغلى والأهم.

ونؤكّد سعينا المستمر لدعم الإنجازات السبّاقة التي تجعل الإمارات قوة مؤثرة في دعم الجهود العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، مع تعزيز المساعي الرامية إلى بناء بيئة آمنة ونظيفة ومستدامة تضمن استمرارية التنمية والرخاء والسعادة للأجيال الحالية والمستقبلية».

معرض افتراضي

وسلطت بلدية دبي الضوء في يوم البيئة العالمي 2020 على الجهود تجاه البيئة المحلية ونظمت معرضاً بيئياً افتراضياً بغرض تمكين أفراد المجتمع من الاستمتاع بالاطلاع على لوحات تم رسمها من قبل 15 فناناً عالمياً بالتعاون مع art4you غاليري، إذ تأخذك هذه التجربة في جولة افتراضية بين 60 لوحة تعبر عن الطبيعة المحلية والعالمية وتجسد صور للحياة الفطرية والنباتات.

كما تجمع هذه المنصة 15 رسام من مختلف أنحاء العالم، هذه الجولة الافتراضية متاحه لكل أفراد المجتمع ولكل الأعمار من خلال الرابط وستسهم هذه الجولة في رؤية كل الأعمال الفنية بشكل واضح ودقيق، كما أن الدخول إلى صفحة المعرض متاح على مدى اليوم.

وأوضحت البلدية أن عمليات الحفاظ على مختلف القطاعات البيئية الهواء والماء والتربة من التلوث والاستنزاف تعد من أهم الأولويات التي تحرص بلدية دبي على تعزيزها وتنميتها بما يتوافق مع التوجهات الوطنية ورؤية خطة دبي 2021، إذ دأبت بلدية دبي خلال السنوات الماضية على تنفيذ حزمة من المبادرات البيئية والمشاريع الاستراتيجية للحفاظ على جودة الهواء بمدينة دبي، بما يضمن ديمومة سعادة شعبها وقاطنيها وزائريها، وتعد استراتيجية جودة الهواء بإمارة دبي 2017-2021 التي أطلقتها الدائرة في عام 2017 إحدى أهم تلك المبادرات التي تسهم في تحسين جودة الهواء بالإمارة.

وأكدت البلدية استمرار أعمالها والتزاماتها تجاه البيئة والطبيعة بكل كفاءة وفعالية مهما كانت طبيعة وحجم التحديات الراهنة، ومنها تلك المتعلقة بوجود تحدٍّ عالمي يهدد صحة وسلامة المجتمعات متمثل بجائحة فيروس كورونا، حيث إن ذلك يأتي من حرصها على الحفاظ على البيئة وموارد الطبيعية لأجيال الحاضر والمستقبل.

تغيير إيجابي

وجددت مؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي «إمباور»، أكبر مزوّد لخدمات تبريد المناطق في العالم، التزامها بحماية البيئة، عبر التركيز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتقديمها لخدمة تبريد المناطق ذات الكفاءة العالية ضمن أعلى المعايير وأفضل الممارسات العالمية.

 

وقال أحمد بن شعفار، الرئيس التنفيذي لإمباور: «يعتبر يوم البيئة العالمي الذي تقوده الأمم المتحدة للبيئة منذ عام 1974 محطة عالمية مهمة تحشد الجهود لتوعية المجتمعات بتحديات البيئة وتأثير التغير المناخي على الأرض ومواردها الطبيعية، وتعمل إمباور على التصدي لتلك التحديات عبر الاستثمار والابتكار في المجالات المتعلقة بتحديث وتطوير تقنيات تبريد المناطق وفقاً لأفضل الممارسات العالمية التي تسهم بدورها في تقليص استهلاك الطاقة وتوفير خدمات تبريد صديقة للبيئة وأكثر فاعلية».

وأضاف أن دور إمباور يتجاوز تقديم خدمات تبريد المناطق للمباني التي وصلت إلى 1180 مبنى، لأكثر من 120000 متعامل في دبي، بل تجاوزته إلى تحقيق إنجازات بيئية مرموقة، فقد وفرت المؤسسة من الطاقة الكهربائية أكثر من 1,224 ميغاوات من الكهرباء وأكثر من 326 مليون غالون من المياه المحلاة بنهاية 2019، ما يدعم توجهات وخطط الإمارة في ترشيد وتوفير استهلاك طاقة تبريد المناطق.

وبالتالي الإسهام في تعزيز وحماية الموارد الطبيعية وخفض انبعاثات الكربون التي تتبنى معايير عالية فيما يتعلق بالمسؤولية الخضراء. فمنذ إنشائها، وضمن إطار حرصها على حماية البيئة، اتبعت «إمباور» سياسات حديثة وفعالة تسهم في تعضيد الجهود الدولية لتفعيل التغيير البيئي الإيجابي.

تعزيز الاستهلاك المستدام

وحرصت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية على تنفيذ المبادرات التي تسهم في حماية البيئة وتعزيز الاستهلاك المستدام للموارد الطبيعية.

وكرست الهيئة جهودها كافة للاستفادة من التكنولوجيا المتطورة والابتكارات الحديثة لتوفير المياه والطاقة، والمحافظة على التنوع البيولوجي، وتعزيز الاستهلاك المستدام للموارد الطبيعية وفق أسس علمية.

 

وأكد سعيد البحري العامري، المدير العام للهيئة، التزام الهيئة بتعزيز استدامة نحو 24 ألف مزرعة بإمارة أبوظبي وزيادة الرقعة الخضراء، باعتبارها من أهم عوامل تحسين البيئة والظروف المناخية.

وقال: «إن المحافظة على البيئة مسؤولية جماعية تتطلب تكاتف جهود الحكومات ومختلف مؤسسات المجتمع، لترسيخ أنماط حياة صديقة للبيئة تضمن التنوع البيولوجي والاستهلاك الرشيد والمستدام للموارد الطبيعية».

وأشار إلى حرص الهيئة على استشراف المستقبل الزراعي في ظل التغيرات المناخية من خلال دراسة وتحليل العلاقة بين المناخ والزراعة في الإمارة، إذ يتم الاعتماد على نتائج هذه الدراسة في التخطيط المناسب لتنمية قطاع الزراعة وفهم الاتجاهات المستقبلية لاحتياجات السوق من المحاصيل الزراعية، ومساعدة صناع القرار على صياغة القرارات المتعلقة بالإنتاج.

وبيّن أن الهيئة تعمل، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، على إعداد خطة زراعية تنموية مستدامة يتم تنفيذها العام المقبل، بهدف تحسين إدارة الموارد الطبيعية وحماية البيئة، كما تطور مشاريع بحثية بالتعاون مع إدارة التنمية الريفية بجمهورية كوريا الجنوبية، بهدف تطوير نموذج من البيوت المحمية الذكية وأنظمة التبريد الملائمة لبيئة الإمارات يساعد على خفض استهلاك المياه في أنظمة التبريد.

وأوضح أن الهيئة تجري مسوحات للآفات الزراعية في إمارة أبوظبي، كما تطبق برنامج الممارسات الزراعية الجيدة «جلوبال جاب»، وهي معايير للإنتاج الزراعي من شأنها ضمان حماية البيئة وسلامة الغذاء والعاملين في إنتاجه.

وأشار إلى أن الهيئة تنفذ العديد من المشاريع البحثية والتدريبية لنشر المعرفة وبناء قدرات المزارعين بشأن أفضل الممارسات الزراعية الخاصة بنظام الزراعة المائية، وتطبيق أفضل التقنيات في هذا المجال لزيادة كفاءة استخدام المياه في الزراعة، وتعزيز استدامة القطاع وتشجيع المزارعين على استخدام مصادر مياه غير تقليدية في الزراعة لتعزيز الاستدامة الزراعية.

قد يهمك ايضا 

الإمارات تحتفل باليوم العالمي للبيئة الجمعة

زلزال يضرب منطقة الحدود العراقية الإيرانية