منظمة الدول المصدرة للبترول “الأوبك"

على الرغم من الجهود التى تبذلها منظمة الدول المصدرة للبترول “الأوبك”  لضبط أسواق ومخزونات وأسعار النفط العالمية، إلا أن الزيادة الكبيرة فى الإنتاج الأمريكى من النفط الصخرى  تمثل شوكة فى ظهر جهود الأوبك، وبحسب التقارير فإن إنتاج الولايات المتحدة تخطى إنتاج السعودية  وروسيا كأكبر منتج للنفط.

وقالت وكالة الطاقة الدولية إن الولايات المتحدة ستتفوق على روسيا كأكبر منتج للنفط فى العالم بحلول 2019 على الأكثر مع استمرار ازدهار قطاع النفط الصخرى فى البلاد، قائلا “نمو النفط الصخرى الأمريكى قوى جدا، الوتيرة قوية جدا… الولايات المتحدة ستصبح منتج النفط الأول فى وقت قريب”.

 وارتفع مستوى إنتاج الخام الأمريكى فوق 10 ملايين برميل يوميا أواخر العام الماضى للمرة الأولى منذ سبعينيات القرن الماضى لتتفوق بذلك الولايات المتحدة على السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط فى العالم.

الانتاج الأمريكى
وسجل إنتاج النفط الأمريكى نحو 4.7 مليون برميل يومياً فى أكتوبر 2008 ثم بلغ  الذروة مسجلا  9.6 مليون فى أبريل 2015. ليزيد حاليا فوق الـ 10ملايين برميل، مع التوقعات بتجاوزه حاجز الـ 11 مليون برميل يوميا بحلول أواخر 2018  بحسب ما قالته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وهو ما يقود الولايات المتحدة إلى التفوق على روسيا أكبر منتج للخام فى العالم، والتى تضخ إمدادات دون هذا المستوى بقليل.تأتى زيادة الإمدادات الأمريكية فى الوقت الذى يقيد فيه منتجون آخرون كبار بينهم روسيا وأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك وعلى رأسها السعودية مستويات الإنتاج بهدف مساعدة الأسعار على الارتفاع، والقضاء على وفرة المعروض الضخمة التى أدت إلى تهاوى النفط الخام إلى أسعار متدنية للغاية العام الماضى.

وبفضل هذا الاتفاق صعدت أسعار النفط من أقل من 44 دولار للبرميل إلى مستوى تجاوز حاجز الـ70 دولار للبرميل فى يناير 2018 ، وهو مستوى لم يصل إليه مزيج القياس العالمى خام برنت منذ 2014 الذى بلغت فيه أسعار النفط أرقاما قياسية تجاوز الـ 115 دولارا للبرميل، قبل عادت وانهارت الى أقل من 35 دولارا قبل نهاية 2015.

النفط الصخرى يحطم جهود أوبك
وتستهدف دول أوبك المشاركة فى اتفاق خفض الإنتاج تقليص مخزونات الخام العالمية ، إلا  أن منتجى النفط الصخرى فى الولايات المتحدة التى لم تشارك فى الاتفاق يزيدون من الانتاج على امل الاستفادة من ارتفاع اسعار الخام لكن ذلك يعرض التوازن الدقيق الذى تم التوصل اليه فى الاسواق الى الخطر، وهو ما قد يتسبب فى هبوط أسعار النفط .

زيادة الإنتاج الأمريكى بالشكل الحالى وتصادفه مع رغبة عدد من الدول المشاركة فى اتفاق خفض الإنتاج على الخروج من هذا الاتفاق بنهاية العام الحالى ، سيعزز من وفرة المعروض فى الأسواق من جديد، وهو ما قد يخفض الأسعار بحسب ما يتوقعه مورغان ستانلى لأسعار النفط فى نهاية عام 2018 من 60 إلى 55 دولاراً للبرميل.

وهو ما ذهبت إليه مؤسسة جولدمان ساكس التى قالت هنا تكمن معضلة أوبك – إن العودة إلى طاقتها الإنتاجية فى عام 2018 لزيادة حصتها فى السوق من شأنها أن تؤدى إلى انهيار حاد فى الأسعار.”

فبحسب ما جاء فى تقرير الوكالة الدولية ان “الانتاج المتسارع فى الدول غير الاعضاء فى اوبك فى 2018 وفى مقدمتها الولايات المتحدة، سيزداد على الارجح اكثر من الطلب على النفط” ،  هو ما قد يدفع الأسعار إلى الانخفاض بحسب ما جاء فى التقرير الذى قال إن العوامل الاساسية فى اسواق النفط فى القسم الاول من 2018 لا تبدو مواتية كثيرا لتحسن الاسعار.

زيادة المخزون النفطى
وتوقعت الوكالة الدولية للطاقة أن تزيد  الدول خارج منظمة أوبك  إنتاجها بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، متجاوزة بذلك النمو فى الطلب العالمى ، حيث ستشكل الولايات المتحدة وحدها قرابة نصف تلك الزيادة فى المعروض، حيث من المتوقع  أن ينمو إنتاج النفط الخام الأمريكى بمقدار 780 ألف برميل يومياً فى العام القادم، وأيضا زيادة الإنتاج من البرازيل وكندا وبريطانيا وكازاخستان وغانا والكونغو خلال العام الحالى