منطقة القرن الأفريقي تزداد قحولة

اعتبرت دراسة أميركية أن القرن الأفريقي يزداد قحولة بسبب الاحترار المناخي، ما يتناقض مع توقعات سابقة بحلول مناخ أكثر رطوبة في هذه المنطقة غير المستقرة التي تعاني من أزمات مزمنة مرتبطة بالجفاف.

واعتبر علماء في الجيوفيزياء في جامعتي أريزونا وكولومبيا في نيويورك نشرت دراستهم مجلة "ساينس أدفانسيز" الأميركية، أن هذا الجزء من أفريقيا يعاني من قحولة متزايدة مع الاحترار المناخي الذي سجل في القرن الماضي، بوتيرة غير مسبوقة.

وأكد العلماء أن هذه المنطقة تعاني بانتظام من مراحل جفاف هائلة منذ عقود، مضيفين أن مستوى المتساقطات سيتراجع تدريجياً خلال موسم الأمطار المهم جداً بين آذار (مارس) وأيار (مايو) في الجزء الشرقي من القرن الأفريقي الذي يضم الصومال وجيبوتي وأثيوبيا.

وتتناقض هذه التوقعات مع نماذج مناخية تفيد بأن الاحترار سيؤدي على العكس إلى مزيد من المتساقطات في الربيع.

وأوضحت أستاذة علم الجيوفيزياء في جامعة أريزونا جيسكيا تييرني، أن "بيانات علم المناخ القديم في آخر ألفيتين، تُظهر أن القرن الأفريقي يصبح أكثر قحولة عندما تكون حرارة الأرض أعلى، وأكثر رطوبة عندما تكون الأرض أكثر برودة".

وأظهرت نتائج تحليل أجراه العلماء على عينات من رواسب بحرية قديمة أخذت من خليج عدن وتعود إلى أربعين ألف سنة، أن الطبقات الرسوبية محفوظة بشكل ممتاز، ما سمح للباحثين بالعودة في الزمن عقداً بعد عقد.

واحتسب الباحثون درجات الحرارة مع تحليلهم المواد الكيميائية التي خلفتها بكتيريا بحرية قديمة في الرواسب، وتعرفوا إلى مستويات القحولة بعدما حللوا الأحماض الدهنية الآتية من زيت أوراق أشجار النبات الأرضي.

وعندما يكون المناخ أكثر جفافاً يكون محتوى "الديوتيريوم" وهو هيدروجين ثقيل، أكبر في هذه الأحماض. ومع أن القرن الأفريقي عرف مرحلة طويلة من الرطوبة خلال العصر الجليدي الصغير بين العامين 1450 و1850، وجد العلماء ارتفاعاً كبيراً في نسبة "الديوتيريوم" في القرن العشرين، ما يشير بوضوح إلى أن المناخ أصبح أكثر قحولة.