القوارض

أوضح العلماء أن الفئران تستخدم نداءات عالية المهارة لجذب الإناث كنوع من المغازلة، لكن اكتشفوا أخيرًا أن الإناث تقوم بالرد والغناء مرة أخرى، ويعتقد العلماء أن الإناث ترد بأغنية مخصصة لإبداء اهتمامها بالذكر، ولكن لا يمكن سماع هذه الثنائيات الغنائية لأن صوتهم أبعد مما هو في متناول أذن الإنسان.
وكشفت الدراسة التي أجريت على الفئران في نيسان/أبريل أن ذكر الفئران يدعو الإناث من أجل التزاوج، ولكن لم يتضح من قبل أن الإناث تقوم بالرد تعبيرا عن الاستجابة مرة أخرى، على الرغم من أن كلا الجنسين يصدر نداءات صوتية يمكن تمييزها.

وطور باحثون من جامعة "ديلاوير" مجموعة دقيقة من الميكروفونات ووضعوها في غرفة لتحليل الأصوات الملتقطة من 4 فئران، وأوضح عالم الأعصاب في الجامعة جوشوا نينوبل أن أصوات الفئران تتراوح بين 35 إلى 125 كيلو هيرتز، في حين أن أذن الإنسان يمكنها فقط أن تدرك الأصوات التي تصل إلى 20 كيلو هيرتز، وأشار الباحث إلى أنه لا توجد علامة بدنية تشير إلى غناء الفئران.
وسمحت دقة النظام للباحثين بإمكانية تحديد أي صوت يخرج من أي من الفئران بدقة بلغت 97% وهو ما سمح للعلماء باكتشاف غناء إناث الفئران، وجمع الباحثون بيانات من اثنين من الذكور واثنين من الإناث، ولاحظوا التواصل بينهم خلال تتبع الذكر للأنثى، وكشفت نتائج الدراسة أن الأنثى التي تستجيب لغناء الذكر تبطئ من غنائها حتى يمكن للذكر أن يلحق بها بينما الإناث التي لا تستجيب للذكر تبقى تحافظ على سرعة غنائها .

وأوضح الباحثون أن غناء الأنثى هنا يعتبر وسيلة توضح للذكر ما إذا كانت الأنثى مهتمة بالتزاوج معه أم لا، وذكر العلماء في إطار دراستهم المنشورة في دورية "journal eLife" تبين لنا أن إناث الفئران تتفاعل مع الذكور بالغناء عند اهتمامها بالتزاوج، حيث يرتفع معدل التعبير الصوتي بين الإناث والذكور أثناء المطاردة، وتعتبر مشاركة الأنثى في هذا التفاعل الصوتي إشارة إلى زيادة تقبلها للذكر.
وكشفت أبحاث سابقة أن إناث الفئران تلد أطفال أصحاء وأكثر عددا إذا كانت مع ذكر من اختيارها، وأوضحت دراسة حديثة أجريت بواسطة جامعة "ديوك" في ولاية كارولينا الشمالية أن ذكور الفئران تغير طبقة صوتها اعتمادا على ما إذا كانت الأنثى على مرمى البصر أم لا.

ودرس الباحثون سلوك ذكور الفئران عند وضعهم في قفص واحد مع الإناث وعند تعرفهم على رائحتها فقط، واستخدم الباحثون أجهزة خاصة لتسجيل الأصوات، وكشفت النتائج أك ذكر الفأر يغني أغنية معينة إذا ما رأى الأنثى ويغنى أغنية أخرى إذا شم رائحتها، ويغني الذكر أغنية حادة ومعقدة للغاية إذا شم رائحتها فقط ربما لتسهيل عملية التعارف، ولكن عندما تكون الأنثى أمامه فإنه يغنى أغنية أكثر نعومة وبساطة.
وذكر الباحث  جوناثات شابوت في نيسان/ أبريل عند إطلاق الدراسة "ينادي الذكر على الأنثى بأغنية أكثر تعقيدا وعندما يراها يتحول إلى أغنية أكثر بساطة لتوفير طاقته للمطاردة والمغازلة في نفس الوقت"، وكانت الخطوة التالية للباحثين محاولة قياس ما إذا كان الصوت الذي تصدره الأنثى يتغير وفقا لتغير الذكر، وبحث العالم نينوبل في أنماط التواصل الاجتماعي لدى الفئران المصابة بالتوحد ويأمل أن يسلط عمله الضوء على هذه الحالة.