الإعلام مسؤول عن تحفيز المجتمع لمضاعفة العمل والإنتاج

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن سعي دولة الإمارات لتبوء أرقى مستويات الريادة في مختلف المجالات التنموية، هدف كبير يستدعي المشاركة الفاعلة والمؤثرة من القطاعات كافة في مسيرة البناء، بما يستوجبه ذلك من استنهاض الطاقات المبدعة كافة، وتحفيز إرادة المجتمع لخوض معترك المنافسة من مضمار التميز العالمي، وصولاً إلى أعلى المراتب، بما يؤسس لنموذج تنموي عالمي فريد، يقوم في جوهره على سعادة الناس وراحتهم.

وأوضح سموه أن الإعلام يتحمل جانباً كبيراً من مسؤولية تحفيز المجتمع، وتشجيع أفراده على مضاعفة العمل والإنتاج، وإذكاء الرغبة في المنافسة النزيهة، والحث على الإبداع، وتهيئة المجال للإتيان بأفكار غير تقليدية.

وقال سموه: «اختصار الزمن نحو المستقبل الذي نرجوه لدولة الإمارات والمنطقة، خيار استراتيجي، والإعلام شريك لنا في تحقيقه بتعريف الناس بكل ما يحمله الغد من فرص، والأخذ بيدهم للوصول لأفضل طرق الاستفادة منها، وكذلك ما قد ينذر به من تحديات، وكيفية الاستعداد لمواجهتها، والتصدي لها بحلول مبتكرة تعين على تحويلها إلى عناصر قوة تدعم طموحاتنا الكبيرة لمستقبل ينعم فيه الجميع بكل أسباب الرقي والتقدم».
جاء ذلك خلال استقبال صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دبي للإعلام، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، لفيفاً من القيادات الإعلامية الإماراتية، ورؤساء تحرير الصحف المحلية، وكبار مسؤولي المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية العاملة في الدولة، في اللقاء الرمضاني الذي نظّمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي مساء أمس في مدينة جميرا بدبي، حيث حرص سموه على مصافحة جميع الحضور، تقديراً من سموه للإعلام والإعلاميين.

وتطرق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى العديد من الموضوعات المتعلقة بتوجهات دولة الإمارات نحو تحقيق الريادة في المستقبل، وتعاطيها بكفاءة مع التحديات التي أفرزتها المتغيرات الإقليمية والعالمية، واضعة أمامها هدفاً استراتيجياً رئيساً، وهو صالح الناس وسعادتهم.

وقال سموه: «نتعامل مع التحديات المحيطة بحكمة وإدراك كامل لأبعادها، وتصورات واضحة ودقيقة لتداعياتها... ورؤيتنا تركز على المستقبل، ومبادراتنا ومشاريعنا لا تعيننا على سرعة بلوغه فحسب، ولكن تمكننا من شغل موقع الريادة فيه، فالإمارات تقدم القدوة في تطويع الظروف لصالح الناس وتوظيف الموارد والأفكار والطاقات بأسلوب مدروس، يضمن رقي المجتمع وراحة أفراده وسعادتهم، ويزيد من فرص التقدم والازدهار ليس فقط لشعبنا، ولكن لكل الشعوب الشقيقة والصديقة التي تشاركنا الأمل في مستقبل أفضل للجميع».

وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «العالم من حولنا يتغير بسرعة فائقة، والإمارات منذ انطلاق دولة الاتحاد، واكبت المتغيرات التي شهدها العالم على مدار العقود الأربعة الماضية، وأحسنت الاستعداد لكل ما قد يحمله المستقبل من تطورات، فقد نجح أبناؤنا في الاستفادة مما مهدت له تلك المتغيرات من فرص، وتجاوزوا بجدارة كل ما جلبه من تحديات، واليوم هدفنا أن نعزز مشاركتنا في تطوير حلول تخدم الإنسان في كل مكان، فالإمارات كانت وستظل منارة تشع الأمل، والإعلام البنّاء شريك أصيل لنا في مسيرتنا نحو المستقبل، يوضح المواقف ويبرز الحقائق ويوعّي الناس بحقوقهم ويثقفهم حول واجباتهم ومسؤولياتهم في مسيرة نتشارك فيها جميعاً، لنصل إلى ما نصبوا إليه من نجاح على المستويات كافة».

 

دور الإعلام الوطني
ودعا سموه الإعلاميين إلى مواصلة دورهم في كشف الأجندات الخاصة التي تسعى إلى قلب الحقائق وتضليل الناس، ليكون الإعلام دائماً حائط صد يصون المكتسبات ويحمي المجتمع مما قد يستهدفه من نوايا سيئة لا تهدف إلا إلى إثنائه عن عزيمة البناء والتطوير، منوهاً سموه بدور الإعلام الوطني في هذه المرحلة المهمة التي تخوض فيها الإمارات حرب الشرف والكرامة ضد الإرهاب ومغتصبي الحقوق، التزاماً بموقفها الثابت تجاه إعلاء كلمة الحق والوقوف إلى جانب أصحابه.

وقال سموه: «الإعلام اليوم لا يملك إلا أن يكون مرآة للحقيقة، والمتلقّي اليوم أصبح قادراً أكثر من أي وقت مضى على الفرز والتمييز بين مصدر يصدقه القول وآخر يُضلله، ونحن لا نخشى على مجتمعنا وشبابنا من الأكاذيب؛ لأنهم تربوا على الأخلاق التي تركها فينا زايد، فهي الحصن الذي يصونهم، ويحفظ عليهم وطنهم، ويعزز يوماً بعد يوم دعائم عزته وأسباب رفعته».

دور الشباب في المرحلة المقبلة

وحول دور الشباب في المرحلة المقبلة، قال سموه: «الشباب ثروة نستثمر في تنميتها، والعائد خير يعم الأمة ويرقى بها إلى أعلى المراتب، ولكونهم القوة الدافعة نحو المستقبل، حرصنا على إمدادهم بكل مقومات النجاح من تعليم رفيع المستوى في أفضل الجامعات والمعاهد العلمية، وإشراكهم في صنع القرار بتمكينهم من شغل المناصب القيادية، وأوكلنا إليهم مهمة وضع التصورات التي يمكننا من خلالها العبور بسرعة وتمكن إلى المستقبل، ليكون لنا موقعنا المتميز فيه، وكلنا ثقة في قدرة شبابنا على تحقيق المأمول منهم وزيادة».

وخلال اللقاء الذي حضره معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة، رئيس المجلس الوطني للإعلام، ومنى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، أعرب الإعلاميون المشاركون في الأمسية عن سعادتهم بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، واعتزازهم بحرص سموه على لقاء الإعلاميين في مختلف المناسبات والاستماع إلى أفكارهم وآرائهم ومقترحاتهم، بما يعكسه ذلك من اهتمام بقيمة وأثر الإعلام كعنصر مهم من عناصر منظومة التنمية المتكاملة، وهو الاهتمام الذي يتجلى في العديد من الملامح، ومن أبرزها تهيئة دولة الإمارات لمناخ داعم للإعلام والإعلاميين يسمح لهم بالإبداع، ويعينهم على تأدية رسالتهم على الوجه الأكمل في إطار من الحرية الواعية والمسؤولة.

الإمارات إلى واحة للأمل

وأشاد الإعلاميون بإسهامات دولة الإمارات في مختلف ميادين العطاء، والتي جعلت منها نموذجاً يحتذى به في نشر أسباب الأمل والسعادة بين الناس، الأمر الذي جعلها قبلة لكل من يسعى إلى تحقيق التميز في الحياة من مستثمرين ومبدعين ومبتكرين في شتى المجالات، لتتحول دولة الإمارات إلى واحة للأمل والتفاؤل، ومنصة انطلاق نحو المستقبل بمداد من الطموحات الكبيرة التي تسعى القيادة الإماراتية إلى ترسيخ أسسها جسراً للعبور إلى المستقبل وسلماً للارتقاء لأعلى مراتب الناجح في شتى المجالات، لتظل الإمارات المثال والقدوة، ولتبقى نقطة مضيئة في منطقة أثقلت كاهلها التحديات.

وأشار المشاركون في الأمسية إلى المناخ المميز الذي وفرته الإمارات للعمل الإعلامي، والذي كان من أهم أسباب ازدهاره على أرضها، حيث حرصت الدولة على توفير العديد من المناطق الحرة التي خصصتها للأنشطة الإعلامية، وقدمت من خلالها باقات خدمات نوعية تراعي احتياجات الإعلاميين، لتتحول تلك المناطق إلى نقاط جذب قوية، استقطبت كبريات الشركات والمؤسسات الإعلامية العربية والعالمية، وأسست مجتمعات تضم آلاف الإعلاميين من مختلف التخصصات.