صدر أخيرا العدد 16 من مجلة الجزيرة على الآيباد متضمنا العديد من المواضيع المتنوعة التي تعالج قضايا سياسية واجتماعية وفكرية، وأفرد ملف العدد للحديث عن النكبة في ذكراها الـ65. وذكر نبيل السهلي في مقال له بالمناسبة أن الحركة الصهيونية اعتمدت على ركيزتين أساسيتين لفرض صورة ديمغرافية تجعل من اليهود أكثرية على حساب العرب الفلسطينيين، تمثلت الركيزة الأولى في ارتكاب المجازر لطرد غالبية الفلسطينيين من أرضهم، في حين ارتبطت الركيزة الثانية بالقيام بعملية إحلال للمهاجرين اليهود في المناطق الفلسطينية المحتلة. وأوضح الكاتب في المقال نفسه أن إسرائيل فشلت في تحقيق تلك الأهداف رغم الجهد السياسي والمالي الذي بذلته في سبيل ذلك. وبحسب التقارير المنشورة ضمن الملف نفسه، فإن الذكرى أكدت كذلك فشل رهان إسرائيل على عوامل الزمن والبعد والنسيان لفك الارتباط بين فلسطينيي الشتات والأرض المحتلة، حيث خلد الفلسطينيون الذكرى عبر القارات الخمس بتنظيم أنشطة فنية وثقافية وفكرية عديدة تشدد على حق العودة وضرورة تحرير الأرض. وقد شهدت بريطانيا أكثر الأنشطة وأهمها وهي التي تحمل رمزية الهم الفلسطيني منذ صدر وعد بلفور من أراضيها، عندما وقع وزير الخارجية البريطاني وقتذاك آرثر جيمس بلفور في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1917 تصريحا مكتوبا يتعهد فيه بإقامة "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين"، واشتُهر التصريح باسم "وعد بلفور". وتضمن العدد كذلك مقالا يرصد ويحلل ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات الأردنية التي شهدت هذا العام تصاعدا كميا وكيفيا غير مسبوق بات يهز أركان المجتمع والدولة معا، ويشكل صدمة للنظام التعليمي والنظام الاجتماعي أيضا. أما الكاتب عبد الله البريدي فتحدث في مقاله عن الواقع المعرفي المعيش في العالم العربي، وقال إنه "لا يبشر بالخير في مجال بناء مجتمع معرفي". وتحدث الكاتب بصراحة صادمة وكشف في مقاله عما رأى أنها "بعض الأسباب الجوهرية التي تقودني إلى تقرير أن الوضع العربي الحالي لا يمكن أن يقود العرب إلى بناء مجتمع المعرفة ولو استمروا ألف سنة وسنة أو امتلكوا مائة ألف جامعة وجامعة". العدد يتضمن كذلك مقالا لعبد الجليل المرهون الذي تحدث عن "النزوح السوري الكبير"، مبرزا أن التقديرات تشير إلى أن عدد اللاجئين قد بلغ نحو أربعة ملايين نسمة، أو ما نسبته 18% من الشعب السوري، دون احتساب مئات الآلاف من السكان الذين توزعوا على أقاربهم في أرياف البلاد ولم يتم تسجيلهم حتى اليوم بوصفهم نازحين. وخصص العدد السادس عشر من المجلة مجالا لعرض كتابين أثارا جدلا واسعا بمجرد صدورهما، الأول عنوانه "ثقافة التحريم" لمؤلفه عبد الله بن سليمان العتيق (الطبعة الأولى/ 2013)، والثاني عنوانه "السلفيون والربيع العربي: سؤال الدين والديمقراطية في السياسة العربية" لمؤلفه محمد أبو رمان (الطبعة الأولى/2013). وبعيدا عن مشاكل السياسة وتفاصيلها المتشابكة، تم تخصيص مجال للأخبار الخفيفة المتنوعة في العدد نفسه، ليتنقل القارئ ما بين "طائرة بدون طيار لمراقبة ملاعب الإمارات" و"إندونيسيا تلغي قطارات النساء لقلة الطلب" و"الحشرات قد تكون غذاء المستقبل" بالإضافة إلى أخبار خفيفة أخرى.