تساءل الكاتب البريطانى البارز باتريك كوكبرون عن مغزى عملية اغتيال أحد كبار ضباط الحرس الثورى الإيرانى فى الوقت الذى تتجه فيه طهران وواشنطن نحو المفاوضات وقال فى مقاله بالصحيفة: هل هى محاولة من جانب إسرائيل أو جماعة المعارضة الإيرانية مجاهدى خلق لتخريب المحادثات، أو على الأقل لإثبات أنهم لا يزالوا طرفا فى الصراع المستمر منذ عقود بين الحكومة فى طهران وخصومها الكثيرين ويشير الكاتب إلى أن أول شهادة على أحد المواقع الإيرانية ذكر أن مجتبى أحمدى، رئيس الحرب الإلكترونية الإيرانية قد عثر عليه مصابا بطلق فى الرأس خارج طهران، وأصدر الحرس الثورى بيانا ينفى اغتياله، إلا أنه اعترف بوقوع حادثة مروعة يتم التحقيق فيها. وبدا أن مقتل أحمدى هو الحلقة الأخيرة من سلسلة من عمليات القتل منذ عام 2007، والتى قتل فيها خمسة إيرانين مرتبطين بالبرنامج النووى بطهران فى هجمات متقنة ويتابع كوكبورن قائلا إن توقيت اغتيال أحمدى يثير الشكوك، حيث إنه يأتى بعد أيام قليلة من خطاب الرئيس الإيرانى حسن روحانى أمام الجمعية لعامة للأمم المتحدة بنيويورك ومحادثة هاتفية تاريخية أجراها مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما. ولا يشعر الجميع فى الطرفين بالرضا عن ذلك، فرئيس الحرس الثورى الإيرانى محمد على جعفرى، ذكر بشكل معلن أنه فى حين يتفق مع خطاب روحانى، إلا أنه كان يجب أن يرفض المكالمة الهاتفية حتى تظهر الحكومة الأمريكية صدقها مع إيران. وربما يشعر جعفرى بالقلق من أن واشنطن تعتقد أن إيران فى عجلة من أمرها بسبب التأثير المدمر للعقوبات الاقتصادية. ويمضى الكاتب قائلا إن هناك دافعا واضحا لتنفيذ هذا الاغتيال وإظهار أن أعداء الحكومة الإيرانية قادرين على الوصول وتحديد وقتل كبار المتخصصين فى الحرب الحديثة، ولكن ليس فقط هؤلاء المشاركين فى البرنامج النووى الإيرانى. ويذهب كوكبورن إلى القول إن اختيار هذا التوقيت قد يؤكد استمرار سيناريو الحرب بالوكالة الذى تحدثت عنه قناة "إن بى سى" الإخبارية الأمريكية، حيث أكدت بالأدلة ضلوع معارضين إيرانيين يتلقون الدعم المالى والتدريب من الموساد الإسرائيلى لتنفيذ عمليات داخل إيران المعروفة فيما يعرف باسم "شبكة ميك".