صحف الإمارات

اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بمسيرة البناء والتنمية التي تشهدها الدولة منطلقة فيها من موروثها الحضاري والثقافي كركيزة رئيسة من ركائز قاعدة انطلاقنا نحو المستقبل .. بجانب تصويت البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي .. إضافة إلى الحرب الكارثية التي تغرق فيها سوريا ونتج عنها حوالي خمسة ملايين سوري محاصر في الداخل.

وتحت عنوان " الإمارات .. جذور ومستقبل " قالت صحيفة " البيان " .. إن نهضة الأمم وصعودها لا يأتيان من فراغ وكل حاضر مزدهر وراءه تاريخ من العمل الشاق والبناء المستمر القائم على موروث ثقافي واجتماعي قوي يشكل حجر الأساس في مسيرة البناء والتنمية.

وأضافت الصحيفة أن دولة الإمارات العربية المتحدة نموذج واضح على هذه الجذور والأسس والقواعد التي كانت هي المحرك والدافع القوي لبناء المجتمع المتحضر المتماسك والصامد في وجه كل التحديات ولأن جذور هذا المجتمع راسخة في الأرض وفي الإنسان استطاع شعب الإمارات بتمسكه بتاريخه وعاداته وتقاليده وبموروثه العقائدي والاجتماعي أن يبني حاضرا مليئا بالإنجازات العملاقة وأن يتطلع إلى مستقبل من التفوق والتميز تكون له فيه الريادة على المستوى العالمي.

ونوهت في ها الصدد بما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" ـ خلال حضوره جلسة نادي دبي للصحافة ــ حيث قال سموه " الموروث الحضاري والثقافي لدولة الإمارات يشكل ركيزة رئيسة من ركائز قاعدة انطلاقنا نحو المستقبل نستمد منه الدروس والعبر ونستلهم من محتواه الفكر الخلاق والنهج المبدع في العمل بأسلوب نحقق به طموحات شعب اختار أن يكون التميز عنوان إنجازاته وعقد العزم أن تكون سعادة الناس هي أهم ثمرة يجنيها من وراء تلك الإنجازات" .

وأكدت الصحيفة أنها " الإمارات التي أبهرت العالم ليس فقط بإنجازاتها العملاقة وطموحاتها التي لا تعرف الحدود ولا المستحيل بل في نفس الوقت بتمسكها بجذورها وموروثها التاريخي " .

وفي موضوع آخر وتحت عنوان " دومينو الخروج الأوروبي " رأت صحيفة " الخليج " .. أن الاتحاد الأوروبي قد يكون من دون بريطانيا أفضل حالا وأقدر على تصحيح مساره وتحاشي المثالب والأخطاء التي رافقت مسيرته ويبدأ بتطوير هيكليته وآلياته بما يتوافق مع الهدف الكبير الذي سعى إليه المؤسسون وهو المزيد من التكامل والترابط على طريق قيام الوحدة الأوروبية .

وأشارت إلى أنه بعد ظهور نتائج الاستفتاء البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي تزايدت المخاوف من تفشي ظاهرة الخروج وانعكاساتها السلبية على الاتحاد سياسيا واقتصاديا وأمنيا في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعصف ببعض دول الاتحاد وتصاعد المد اليميني الداعي للانعزال ورفض التنازل عن شيء من السيادة الوطنية لمصلحة الوحدة والتكامل. لذا ظهرت أصوات تدعو إلى اغتنام الفرصة والمبادرة إلى تجديد الاتحاد وإطلاق آليات عمل جديدة وفعالة تعمل على تعزيز وتثبيت أركانه وتحول دون تعرضه للأزمات وخصوصا لجهة مواجهة المشاكل التي طرأت مؤخرا ومنها مسألة الهجرة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة في بعض دول الاتحاد وأيضا العمل على القيام بإصلاحات اقتصادية لمصلحة الطبقة الوسطى التي تضررت كثيرا من العولمة والقبضة القاسية للشركات والمصارف والشروط المجحفة لدعم الدول المتعثرة .

ولفتت إلى أن بريطانيا كانت مستفيدة أكثر من غيرها داخل الاتحاد وأعطيت امتيازات خاصة لم تحصل عليها دولة أخرى فهي ظلت خارج "شينغن" لحرية التنقل كما احتفظت بعملتها الوطنية " الإسترليني " ولم تنضم إلى العملة الموحدة " اليورو " وأدى اندماجها في سوق أوروبا الموحدة إلى تحقيق مكاسب واضحة من حيث النمو وفرص العمل ومع ذلك قرر البريطانيون الانكفاء والقبول بخطاب أنصار المغادرة الذي استحضر روح "دنكرك" في العام 1940 أمة تقف وحدها .. تقاوم غزو الأساطيل والجيوش .. ودائما مستقلة عن أوروبا بشكل قوي .

وقالت الصحيفة في ختام افتتاحيتها إن قادة أوروبا الذين قرروا المباشرة في دراسة تداعيات خروج بريطانيا سوف يدرسون أسباب هذا الخروج ويبدؤون العمل على أساس أن بريطانيا لم تعد جزءا من أوروبا وأنهم خسروا شريكا تجاريا مهما لكنهم تخلصوا أيضا من "شريك مزعج" لطالما وضع العصي في دواليب محاولات التطوير وعارض الكثير من الإجراءات المالية وسعى إلى تحسين شروطه للبقاء في الاتحاد على حساب الدول الأخرى .

وحول تداعيات الأزمة السورية وتحت عنوان " 5 ملايين محاصر سوري في الداخل " قالت صحيفة " الوطن " .. كم هي كارثية هذه الحرب المجنونة التي تغرق فيها سوريا ومع كل إحصائية تواكب يوميات الموت التي يئن تحتها ملايين السوريين يتكشف تباعا حجم الويلات التي أتت على كل شيء وأوصلت البلد إلى حالة الدمار وبات مهددا بالتقسيم فضلا عن مآس إنسانية قل نظيرها كواحدة من أكبر الأزمات في العصر الحالي منذ عقود .. لافتة إلى أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى وجود خمسة ملايين سوري بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة وهم يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها بزيادة قدرها مليون شخص عن التقديرات السابقة .

وأضافت أن الويلات التي تبدو بلا افق لنهايتها تتفاقم مع ترجيح التحليلات ترحيلها عاما إلى الأمام بانتظار وصول الرئيس أو الرئيسية الأمريكية الجديدة إلى البيت الأبيض لاعتماد الإدارة الأمريكية نهجا يثير الانتقادات ويوصف بسلبية كبرى تجاه معاناة شعب وأزمة دولية باتت تهدد الاستقرار العالمي برمته .

وشددت على أن الشعب السوري لا يز ال مصمما على انتزاع حقوقه المشروعة وحقه بمستقبل آمن بعيدا عما يعانيه من آلة القتل التي يعتمدها النظام والمليشيات الإرهابية الداعمة ومواقف إيران التي سببت كوارث ومجازر أتت على مئات آلاف السوريين من ضحايا الحرب التي يدفعون ضريبتها من دمهم دون ذنب .

وأكدت " الوطن " أن القرارات الدولية لا تكتسب شرعيتها من الجهة التي تصدر عنها فقط وإنما العبرة بإلزامية التنفيذ الواجبة خاصة عندما تكون الجهة التي أقرتها مجلس الأمن الدولي ومهما كانت التوجهات لا يمكن أن تكون الحلول الإسعافية كافية ولن يغني عن حلول جذرية تحتاجها سوريا وهذا كله رهن بتوافق عالمي واسع وخاصة من قبل صانعي القرار على خطوات متعاقبة وفق جدول زمني تعلي الجانب الإنساني لصالح تطلعات الشعب السوري وأهدافه المشروعة وفق ما سبق وتم الاتفاق عليه في " جنيف1 " .