صحيفة الخليج

اكدت صحيفة الخليج في مقال لها اليوم ان رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز مصاب جلل وكبير أصاب الأمتين العربية والاسلامية بمشاعر الحزن والأسى.

وقالت تحت عنوان "وداعا ملك المحبة" ..المقام مقام بيان مشاعر الحزن لغياب الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله لكن تلك المشاعر تختلط في الوجدان الجمعي يقينا بعلامات الزهو وإشارات الاعتداد ففي إرث الراحل الكبير ما يدعو إلى مزيد ثقة واطمئنان وفي تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أنه على نهج أبيه وإخوانه وأنه مكمل مسيرة أخيه الراحل الكبير ما يكرس إحساسا عاما مبنيا إلى ذلك على قواعده المنطقية والموضوعية بأن الملك عبدالله بن عبد العزيز إنما أسس لمستقبل الوطن والشعب وإن من طبيعة النجاحات التي حققها بسبب من قوتها وصلابتها أنها لا تنقطع أو تنب ت عن سياق هي أجدر به وهو بها أليق سياق عنوانه السياسة مطوقة بالمحبة .

ذلك هو عبدالله بن عبدالعزيز وذلك هو الملك الشهم في أخلاقه وأعماله حتى تربع على عرش القلوب وفي مناقبه ذلك التواضع اللافت الذي جعل أداءه في القيادة والإدارة والحكم يتسم بكل سهل ممتنع وبكل ما يصعب حتى يخال أن تحققه مستحيل فيما هو متحقق لا محالة بالنيات الصافية والأعمال الوافية ويدرك الجميع أن منجز الرجل يكتمل أو يكاد بإرادة الرجال ويتسق مع بعضه بعضا فلا يصدر إلا عن الاستعداد والموهبة ولا يكون إلا عن حكمة وعي التجربة .

وكان الملك عبدالله على مستوى الداخل السعودي والإقليم رجل علم ومعرفة وإشعاع وتنوير . يتجلى ذلك أكثر ما يتجلى في تعظيمه للعلم وأهله وفي انصرافه طيلة حياته إلى تجويد التعليم والإسهام في نشره إلى أدنى وأقصى الأماكن وكذلك في تقديره لدور الإعلام الذي شهد في عهده قفزات واسعة سواء لجهة تطوير البنية التقنية أو لجهة تعزيز قيمة حرية التعبير الأمر الذي أدى مباشرة إلى تعزيز قيمة الحوار في مجتمع انتظر ربما في فضاء الأمل ثم قيض الله له رجلا علمته الحياة عبر العقود أن تحقيق الحلم ممكن طالما أن الحلم في حد ذاته ممكن .

ولا عجب في أن تتلقى دولة الإمارات قيادة وشعبا نبأ وفاة الملك عبدالله برد فعل من فقد القائد المخلص والأب الحنون فقد أسهم الملك مع أخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله في تأسيس وتنمية علاقة شراكة استراتيجية بين الإمارات والسعودية وشعبيهما الشقيقين هي اليوم الأنموذج الأمثل الذي يحتذى وكما كان الراحل العزيز على المستوى الداخلي صاحب مبادرات ومواقف كان بالصفة ذاتها وهو يقود دفة السياسة متعاملا مع الخارج باتزان العادل وبصيرة الرائي الحصيف . لقد عمل خليجيا وعربيا نحو لم الشمل ورأب الصدع وعمل دائما لمصلحة قضية فلسطين معتبرا إياها كما هي في الواقع قضية العرب المحورية والأولى وعندما عصفت بمناطق متفرقة من الوطن العربي الكبير أنواء ما سمي "الربيع العربي" كان الاحتكام إلى حكمة الملك عبدالله ورشد حكمه ما أسهم في التخفيف من بلاء كثير ووصول بلاد وشعوب إلى بر الأمان بأقل قدر من الخسائر .

رحم الله عبدالله بن عبدالعزيز وأجزل له العطاء في دار البقاء وألهمنا جميعا من بعده جميل الصبر والسلوان . "إنا لله وإنا إليه راجعون"