القاهرة - وكالات
بعد مرور عام على انطلاقها تواصل مبادرة "نفهم" للتعليم عن بعد مسيرتها الرامية لتحسين النظام التعليمي في مصر، بحسب القائمين عليها. المبادرة التي أطلقتها مجموعة من الشباب المصري تشمل مراحل دراسية مختلفة تبدأ من التعليم الابتدائي وتنتهي بالتعليم الثانوي عبر موقع إلكتروني تفاعلي. ويتبنى الموقع (nafham.com) الوسائل التفاعلية كالفيديو ومواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ويوتيوب لشرح المناهج المعتمدة لدى وزارة التربية والتعليم المصرية. ويقول محمد حبيب، أحد القائمين على المبادرة، إنه من بين المواقع التي تقدم خدمة التعليم عن بعد باللغة العربية في منطقة الشرق الأوسط، موقع "نفهم" يعدّ الوحيد الذي يوفر 6845 فيديو لشرح نحو 3000 درس للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، ومن دون أي مقابل مادي. ويقسّم كل فصل دراسي إلى فصلين دراسيين، وتحت كل فصل دراسي توجد المواد الدراسية التي يمكن الحصول على الملفات المصورة التي تشرحها، بحسب حبيب. وتصل مدة الفيديو للدرس الواحد ما بين 15 إلى 20 دقيقة، يعقبه مجموعة من التدريبات والأنشطة التفاعلية. وتحصل المبادرة على المواد التعليمية المصورة الموجودة على الموقع إما من خلال إنتاج بعضها أو بجمع بعض الفيديوهات الموجودة على الإنترنت، وأحياناً يتم إنتاج بعضها بالتطوع كما يقول حبيب، حيث إن خمس الملفات المصورة الموجودة على الموقع تم إعدادها من قبل طلاب في المدارس لمساعدة زملائهم. وتابع "موقع (nafham.com) يحاول تقديم المناهج التعليمية بطريقة تعتمد على الفهم والتطبيق والتجارب العملية، وتجنب الطرق التقليدية والتي طالما اعتمدت على ذاكرة الطالب في حفظ المواد الدراسية دون فهمها وتحليلها. وهو وسيلة لتحجيم دور الدروس الخصوصية التي تستنزف ميزانية الأسرة المصرية". وأشار حبيب إلى أن التعليم عن بعد يسهم في التخفيف من اكتظاط فصول الدراسة مما يسهل على الطلاب التركيز على الدروس أكثر. ووفقا لإحصاءات مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، فإن قاعة الفصل الدراسي الواحد في المدارس الحكومية أصبحت تحتوي أكثر من 60 طالبا مما يضعف قدرة ملايين الطلاب على الفهم والاستيعاب داخل المدرسة. وأشارت إحصاءات وزارة التربية والتعليم بداية العام الجاري إلى أن نسبة التسرب من المدارس بلغت سبعة في المائة بينما عدد الطلاب ما قبل التعليم الجامعي يصل إلى نحو 18 مليون طالب، يضيف حبيب. ويوضح أن عدد الطلبة في الوقت الحالي يفوق بكثير سعة المدارس الموجودة، وهذا "يؤثر بشكل سلبي على التحصيل العلمي للطلاب وتنمية مهاراتهم، وفي نفس الوقت يفتح الباب للتسرب من المدارس". ويؤكد أن مبادرات التعليم عن بعد مثل "نفهم" قد تلعب دوراً في حل هذه المشاكل. من جانبه، يقول مصطفى فرحات، أحد المؤسسين إن المبادرة جاءت بعد أن أصبح الطالب المصري يعتبر العملية التعليمية "عبئاً ثقيلاً عليه بسبب طرق التعليم التقليدية التي تستخدم في المدارس وتفتقر إلى التفاعلية والتفكير النقدي". ويضيف للشرفة أن القائمين على المبادرة قرروا الاستفادة من شيوع استخدام الانترنت كأداة تعليمية كما هو الحال في جميع النظم التعليمية الناجحة في العالم، فيما لا يتوفر هذا الأمر في مصر. "نحاول من خلال هذه المبادرة أن نأخذ الخطوة الأولى في معالجة القصور في النظام الحالي مؤقتاً لحين نهضة التعليم المصري"، كما يؤكد مصطفى. وتقول مايا أحمد وهي طالبة بالصف الرابع الابتدائي إن موقع "نفهم" ساعدها في التخلي عن الدروس الخصوصية في مادة الرياضيات وإنها تنوي استخدامه في المستقبل. وتضيف "إحدى مميزات الموقع تكمن في إمكانية أن أستعرض الفيديو في أي وقت وأي عدد من المرات، ومن الجيد أن المدرّس متوفر 24 ساعة". أما محمود علي، وهو طالب بالصف الثاني الإعدادي، فيقول إنه استفاد كثيراً من دروس النحو الموجودة على الموقع وأنها كانت سببا رئيسيا في اجتيازه لامتحان اللغة العربية. ويشير إلى أنه تعرّف على الموقع بالصدفة من خلال تصفحه موقع الفيسبوك منذ عدة أشهر مثل العديد من زملائه.