الأجهزة اللوحية في المدارس

أصبحت التكنولوجيا على غرار الأجهزة الذكية العنوان الأبرز في مجتمعاتنا، من خلال استخدامها في كل مناحي الحياة، بل أضحت الرقم الصعب، الذي لا يمكن تجاهله باعتباره حلقة وصل بين الفرد والعالم، ناهيك عن المؤسسات والدوائر الحكومية، التي أضحت تستعمل الأجهزة الرقمية في معاملاتها كافة لإنجازها اختصاراً للوقت والجهد، وعلى شاكلة المعاملات والتعاملات انضم سلك التربية إلى هذا المجال الرحب في العالم الرقمي، وبات وسيلة في إنجاح العملية التعليمية على أكمل وجه حسب ما بُرمج له، ولكن عندما تعتمد التقنيات الحديثة في العملية التعليمية اعتماداً مطلقاً، فعندها يُفتح باب التساؤلات على مصراعيه حول مدى نجاعته بالمطلق لا سيما إذا أُهمل دور الطالب ومهاراته واعتماده بشكل كلي على تلك الوسائل الرقمية، على غرار اعتماده على الأجهزة اللوحية، التي تفقده مهارة الكتابة، وابتعاده بشكل واضح عن الدفاتر وما تشكله من مساحة لا بأس بها ينثر فيها إبداعاته في الكتابة والرسم وغيرها من المهارات.

أقرأ أيضًا:  المدرسة الرسمية في لبنان تواجه أزمة فقدان الثقة وتحديث المناهج

حاولت «صوت الامارات» أن تسبر أغوار هذه الإشكالية، من خلال الاقتراب من أولياء أمور ومعنيين، للوقوف على تداعيات الاعتماد الكلي على الألواح الإلكترونية في العملية التعليمية، وما تتركه من آثار قد تسهم في إضعاف مهاراته في الكتابة والتواصل مع الدفتر، الذي كان ولا يزال يعني الكثير للطالب في جميع مراحله الدراسية، إضافة إلى عدم تواصله مع الأهل لا سيما إذا لم يكونوا على دراية تامة بالتقنيات الحديثة.

قيمة

فقد أوضح أولياء أمور بأن الأنظمة الحديثة المستخدمة في العملية التعليمية واستبدال الكتب والدفاتر المدرسية يؤثر سلباً على أبنائهم في مهارة الكتابة، حيث تفقدهم قيمة استخدام الورق في التعليم.

ولفتوا إلى أن استخدام الأنظمة الحديثة تفقد أولياء الأمور متابعهة دراسة أبنائهم، فمن جانبه قال ولي الأمر عمرو الزيات، إن الاستغناء عن الكتاب يؤثر سلباً على الطالب وذويه من خلال عدم إلمام ولي الأمر بمهارات تمكنه من التعامل مع الإنترنت كالمعلمين وأصحاب الاختصاص، لذلك يكون الوالدان في دائرة منعزلة عما يدرسه أبناؤه في المدرسة وفي حال كان على علم فلن يكون ملماً بشكل كامل بهذه التقنيات.

وأكد أن كثيراً من أولياء الأمور يضعون الجهاز اللوحي في تناول الأطفال بدلاً من منحهم أقلاماً يخططون بها، ويتعودون على مسك القلم واستخدامه، وهو ما يفقده مهارات الكتابة، مشيرين إلى أن هناك أبناء لا يجيدون مسك القلم، ما يجعل أولياء الأمور يعانون من عدم استجابة الأبناء لاستخدام القلم، وما يضعف مهارة الكتابة للأجيال الجديدة. 

تدريب

من ناحيتها أكدت سمية سيف محمد ولية أمر أن المدارس جاءت حاملة في جعبتها نظاماً تعليمياً متطوراً هذا العام، يتماشى مع توجهات ومتطلبات العصر الرقمي وميول الطلاب، وجعلت المناهج التعليمية تحت تصرف الطالب بكبسة زر، كما جعلت المعلم يرى ما يتصفحه الطالب والاطلاع على واجباته وإتاحة التحدث معه خارج ساعات الدوام المدرسي، جميعها أشياء إيجابية تخلق بيئة تعليمية جاذبة، ولكن هناك أولياء أمور يفتقدون التعامل مع تلك التكنولوجيا الحديثة فيستوجب على المدارس أن تفعل عمليات التدريب بشكل مستمر لأولياء الأمور لمعالجة القصور حتي يتمكنوا من متابعه أبنائهم.

ولفتت إلى أن المدرسة قامت بعمل ورشة واحدة في بداية العام لتشرح عملية استخدام البرنامج المستحدثة في العملية التعليمية من دون التأكد من حاجة ذوي الطلبة لأكثر من ورشة، فضلاً عن عمل استبيان لأخذ التغذية الراجعة من أولياء الأمور حول مدى استجابتهم في التعامل مع تلك هذه البرامج ومتابعة أبنائهم.

ضعف النظر

من جانبه ذكر محمود أبو الفتوح ولي أمر ومهندس حاسبات ومعلومات، أن خبراء ومتخصصين قدّموا الكثير من النصائح والإرشادات لتقليل حجم الأضرار، ما يعد أولوية للمدارس، ومنها ما يقع على عيون الأطفال الصغار من تأثير استخدام الأجهزة اللوحية والتكنولوجية، ومنها تحديد ساعتين يومياً لعمر سنتين حتى 9 سنوات، موزعين على ساعات اليوم، ولكن في المدرسة يستخدم الطالب الأجهزة لمدة 4 ساعات متواصلة من دون مراعاة المضاعفات التي قد يتسبب فيها.

ونصح أبو الفتوح المدارس بوضع شاشات واقية وتنظيف شاشة التابلت بشكل يومي من النصائح الهامة لاستخدام الأطفال حفاظاً على قوة النظر، واستبدال الشاشات المكسورة أو التي يصعب معها الرؤية، وذلك حتى لا تزيد درجة تركيز الطفل على شاشة هذه الأجهزة، ويزيد الإجهاد وتتعرض العين للجفاف، ومن النصائح أيضاً تخفيف إضاءة الهاتف ودرجة السطوع وجعلها متوسطة، فلا تكون قوية جداً فتضغط على العين ولا ضعيفة فتحتاج إلى درجة تركيز أكبر وإجهاد أكثر، كما يجب أن تتلاءم إضاءة الجهاز الإلكتروني مع إضاءة المكان المتواجد فيه الطالب. 

فقدان

وذكرت ولاء بدر ولية أمر أن استخدام التكنولوجيا في التعليم تنعكس إيجاباً على العملية التعليمية، وتسهم في عملية التطوير التي تسعي وراءها كل المؤسسات التعليمية، إضافة إلى تأثيرها على استيعاب الطلبة وتعزز من دور المعلم من خلال استخدامها في المناهج الدراسية. 

وأضافت أن استخدام الحاسب الآلي أو الجهاز اللوحي صار أمراً محتوماً، حيث أصبح توجُّه هذا الجيل، ما يدفع بالمدارس أن تطور من ذاتها وتدخل هذه التكنولوجيا ضمن عملها اليومي وهو ما جعل الطلاب يفتقدون مهارات الكتابة، التي يتبعها مهارة القراءة. 

من جانبه قال المهندس أحمد عمر بالحمر ولي أمر، إن التعليم الحديث يجذب الأبناء ولكن يصعب على الآباء التعامل معه ومتابعه الأبناء وهذا ما يؤدي إلى اعتماد الطالب على عدم فهم والديه، لما يتلقاه من تعليم داخل المدرسة والاكتفاء بكلمة أنجزت الواجبات المنزلية، معتبراً أن هذا النظام الحديث يجعله غير مبال بأهمية ومدى المسؤولية، التي تقع على عاتقه في المذاكرة.

وذكر أن الكتاب يعد من أهم وسائل المعرفة على الإطلاق، وركيزة حضارية مهمة تسهم في بلورة شخصية الفرد والمجتمع على حد سواء، فالكتاب عنوان لشتى أنواع المعارف، وعليه تتوقف سعادة الفرد، ورقي المجتمعات، وهو عنوان لإبداع المبدعين وتنافسهم في شتى العلوم والمعارف، لذلك فإن له فوائد عظيمة، وسبل متنوعة للاهتمام به لذلك لا بد من الاهتمام بآليات تلقي المعلومة من الكتاب.

وأوضح أن عزوف الأطفال عن القراءة والتوجه إلى الأجهزة اللوحية، جعلتهم بعيدين عن الكتابة ومهاراتها، كونهم لم يشعروا ويلمسوا الكتب، ويُسحروا بعطر الورق والحبر.

ولفت إلى أن اعتمادهم على الأجهزة اللوحية في الدراسة وحل الفروض المنزلية أفقدتهم الحس بالكتابة، وقللت من قدراتهم في التعامل مع القلم، ما أثر على جودة الخط العربي، الذي كنا نعكف الساعات في خط الواجبات بأقلامنا الزرقاء والملونة أيضاً.
 
05

يشمل التعليم الإلكتروني على 5 إيجابيات، وهي توفير الوقت والجهد على الطالب، حيث إنه لا يحتاج إلى أقلام وكراسات، واكتساب المعلومات بشكل سريع، ومشاركة المعلومات بين الطلبة، وتعليم الطالب كيفية الاستفادة من الحاسب الآلي ودفعه إلى التميّز، وتحوّل التعليم إلى تفاعلي والابتعاد عن التقليدي. 

 زيادة

أكدت شركة «آي لايف ديجيتال تكنولوجي» ومقرها المنطقة الحرة في جبل علي «جافزا» زيادة الإقبال على منتجات الشركة الإماراتية خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى نمو مبيعات أجهزة التابلت وأجهزة الحواسيب المحمولة الاقتصادية في الربع الثاني للعام الجاري 2018 مقارنة بالأعوام السابقة.

06

يشمل التعليم الإلكتروني على 6 سلبيات، وهي ضعف التعامل المباشر بين المعلمين والمتعلمين والتركيز بالدرجة الأولى على الجانب المعرفي، كما يضعف المهارات الاجتماعية لدى المتعلمين، ويضعف تمكين المعلمين من التعرف إلى مواهب وقدرات الطلبة، كما يشمل على صعوبة الطلبة في التعبير عن آرائهم وأفكارهم كتابياً، كما يُفقد مستخدمي التعليم الإلكتروني المهارات الكتابية.

كشف مؤشر «المستخدمون المتصلون» في تقرير «ميغا تريند 2018» الذي تصدره مؤسسة «يورومونيتور إنترناشيونال»عن احتلال الإمارات الترتيب الأول عربياً والشرق أوسطياً في مستوى شراء الفرد للأجهزة الإلكترونية.

وجاءت الإمارات في المؤشر الثامنة عالمياً قبل ​فرنسا​ و​ألمانيا​ والمملكة العربية ​السعودية​ وروسيا​، فيما احتلت ​أستراليا​ الترتيب الأول عالمياً يليها ​الولايات المتحدة الأميركية​ ثم ​كوريا الجنوبية​ فاليابان.

ويرصد مؤشر امتلاك الأفراد لأجهزة ​الكمبيوتر​، و​الهواتف الذكية​، و​الأجهزة اللوحية​، وأجهزة الملاحة، والقارئات الإلكترونية وأجهزة التصوير والألعاب وغيرها من الأجهزة السمعية والبصرية التي تتصل بالإنترنت من أجل التوصيل مع ​المحتوى الرقمي​ والتفاعل معه.

قد يهمك أيضًا:

كيف تكتشفين معاناة الطفل من مشكلة في المدرسة ؟

مدرسة إماراتية تقترب من دخول موسوعة "غينيس" العالمية