يشكو خريجو الجامعات في الأردن من صعوبةِ إيجاد فرصِ عمل لهم، وفي المقابل تشكو شركات كثيرة من نقصِ الكفاءات العملية لدى خريجي الجامعات، لذلك تركز الجامعة الألمانية الأردنية في عمان على سد هذه الفجوة.الطالب جمال سكجها، طالب علوم النقليات، يعمل كمتدرب في شركة أرامكس،  DWرافقته في مخازن الشركة، حيث يعدّ مع زميله بعض البضائع للشحن. مجال النقليات أو الخدمات اللوجستية، مجال معقد ومتطور تكنولوجيا، يقول عنه جمال إنه  "مجال مطلوب وجديد".يقع مكتب شركة أرامكس في عمان وتعمل الشركة على مستوى عالمي، وتوظف في الأردن وحدها أكثر من ألف شخص. رئيس العمليات في أرامكس، إياد كمال، يقول إن شركته ترحب دائماً بالأيدي العاملة المؤهلة، غير أنه ينتقد نظام التعليم في الأردن: "معظم التعليم في الجامعات للأسف نظري. وكلما قام الطالب خلال دراسته الجامعية بالالتحاق بدورات عملية أو تدريبات، كلما أثار اهتمامنا بشكل أكبر". لذا تتعاون شركة أرامكس مع الجامعة الألمانية الأردنية في عمان، والتي تحاول أن توفر للطلاب دراسة تراعي احتياجات سوق العمل.علوم النقل والخدمات اللوجستية في الجامعة الألمانية الأردنيةالحاجة الماسة إلى خبراء الخدمات اللوجستية جعل الجامعة تدشن قسم علم النقليات الوحيد في الأردن. طريقة الدراسة الحديثة جعلت جمال يختار هذا القسم: "مبدئيا الحياة الجامعة هي تجربة، أكثر من كونها فرصة لاكتساب المعرفة، ولكن اكتساب المعرفة شيء مهم بالطبع. بالإضافة إلى أن المدرسين ينقلون المعلومة بطريقة عملية وليس فقط نظريا دون اللجوء إلى الحفظ"تأسست هذه الجامعة الحكومية على نموذج جامعات العلوم التطبيقية الألمانية بمرسوم ملكي، ويقول رئيس الجامعة لبيب خضرة إن الجامعة تطور أقسامها بالتعاون مع مختلف قطاعات الاقتصاد. يتعلم الطلاب بالجامعة اللغة الألمانية، ثم يتدربون سنة كاملة  في ألمانيا. ويوضح خضرة "الآن عند رجوع الطلاب من ألمانيا واكتسابهم لمهارات عالية، لاحظنا أن هناك نوعا من الرضا لدى المصانع الوطنية، عن خريجيننا الطلبة. معظم الطلبة الخريجين في الجامعة، يجدون أماكن عمل."وهذا شيء تستفيد منه أيضاً شركة أرامكس، وكذلك الطالب جمال سكجها ابن العشرين عاما. جمال يرى في مجال الخدمات اللوجستية، وربما هنا في أرامكس بالذات، مستقبله المهني، فهو "يفضلها على كل الشركات". ويضيف: "يكفي أن جو العمل وما يقدمه الزملاء، يعطي الشركة مزايا تفوق كل الشركات الأخرى في الأردن."تستغرق دراسة علوم النقليات أربعة أعوام، يتخللها عام تدريبي في ألمانيا. ولا يزال جمال يستعد لهذا العام التدريبي، وهو متأكد أنه سيحصل بعد التخرج على عروض عمل جيدة.