صورة تعبيرية

يعاني الأطفال، في مرحلة الدراسة المبكرة، صعوبة في القراءة، حيث يكونون لايزالون في طور التعرف على الأحرف والكلمات، وقد يصابون بالقلق في حال لم يتمكنوا من مجاراة أقرانهم في ذات الصف، حيث تكون لديهم قابلية التعلم أسرع من غيرهم.

ويعرف أطباء موقع «مايو كلينك» قلق القراءة، باعتباره أحد اضطرابات التعلم، ويشمل صعوبةً في القراءة بسبب وجود مشكلات في التعرف على أصوات الكلام، ومعرفة مدى صلتها بالحروف والكلمات وتفكيك رموزها. أما السبب العلمي لعسر القراءة، فهو الفروق الفردية في مناطق الدماغ، التي تُعالج اللغة.

ولا يحدث عُسر القراءة نتيجة مشكلات تتعلق بالذكاء أو السمع أو البصر، بل يمكن لمعظم الأطفال المصابين بعُسر القراءة النجاح في المدرسة، من خلال التدريس الخاص، أو اتباع برنامج تعليمي تخصصي، كما يؤدي الدعم المعنوي دوراً مهماً أيضاً، حيث يؤدي التقييم والتدخل المبكران إلى أفضل النتائج. وقد يستمر عُسر القراءة، أحيانًا، من دون تشخيص لسنوات، ولا يُتعرف عليه حتى سن البلوغ، لكن يمكن طلب المساعدة في أي مرحلة.

ويشبه قلق القراءة إلى حد ما القلق من الرياضيات، حيث قد يتفاجأ الطفل من عدد الأحرف أو الأرقام، ولا يتم تأهيله نفسياً جيداً من قبل المعلم، لاستيعاب الأمر، ما يؤدي به إلى الخوف، وعدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة.

أما الأطفال الذين يظهر عليهم قلق أو عسر القراءة، فعلى والديهم دعمهم نفسياً وإلحاقهم ببرامج علاجية بالتنسيق بين المعلم والإدارة المدرسية والطبيب المختص، ومتابعة التعليمات التي يطلب الخبراء بهذا المجال تطبيقها في المنزل، لتخليص الطفل من هذا القلق، وتظهر علامات قلق القراءة على الطفل، في حال انخفضت قدرته على القراءة مقارنة بمتوسط عمره، فضلاً عن عدم فهم ما يسمعه من معلميه، وصعوبة الوصول إلى الكلمة الصحيحة أو تكوين إجابات للأسئلة، وقد تظهر لديه مشكلات في تذكر تسلسل الأشياء، عدا إدراك أوجه التشابه والاختلاف في الحروف والكلمات، وعدم القدرة على نطق الكلمات غير المألوفة، وصعوبة البلع، وقضاء وقت أطول من المعتاد في إكمال المهام، التي تشمل القراءة أو الكتابة، وتجنب الأنشطة التي تتضمن القراءة.

ويؤكد أطباء موقع «مايو كلينك» أن قلق وعسر القراءة يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في التعلم، لأن القراءة مهارة أساسية لمعظم المواد الدراسية، حيث يصبح الطفل المصاب بعسر القراءة بوضع سيئ في معظم الصفوف الدراسية، ويواجه صعوبة في مواكبة أقرانه. كما يُنتج مشكلات اجتماعية، منها تراجع ثقته بنفسه، وما يصاحبها من المشكلات السلوكية والقلق والسلوك العدواني واعتزال الأصدقاء والأقارب والمعلمين. كما يمكن أن يمنع عدم القدرة على القراءة والفهم، الأطفال من الوصول إلى المستوى المتوقع منهم أثناء نموهم، ويمكن أن يسبب هذا تأثيرات تعليمية واجتماعية واقتصادية سلبية على المدى الطويل.