حملات توعية لإنهاء العنف ضد المرأة

لجأ منظمو حملات للتوعية بأهمية وقف العنف ضد المرأة في بعض الدول العربية إلى أساليب مختلفة هذا العام لنشر رسائلهم.

وعلى عكس مبادرات سابقة تهدف لتعزيز المساواة بين الجنسين، ركزت حملة جديدة في مصر على مخاطبة الرجل لضمان مزيد من حقوق النساء، وفق "بي بي سي" عربي.

وفي إطار حملة "لأني رجل"، انتشر مقطع فيديو باللهجة المصرية يظهر رجلاً يتحدى عدداً من العادات الاجتماعية والمفاهيم التي ترسخ أدواراً اجتماعية تقليدية للرجل والمرأة.

واستندت الحملة على دراسة أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر، والمجلس القومي للمرأة بعنوان "مفهوم الرجولة"، ولكن تأجل إعلان نتائجها بعد الهجوم الدامي على مسجد في محافظة شمال سيناء.

أما في تونس، فأثارت حملة سميت "فدينا" باللهجة العامية أي "مللنا" ردود فعل غاضبة بسبب الـ"صدمة" التي أحدثتها في الشارع التونسي.

وتتزامن الحملتان مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة  25 نوفمبر (تشرين الثاني).

تقول منسقة برنامج "رجال ونساء من أجل المساواة بين الجنسين" في هيئة الأمم المتحدة للمرأة رشا أبو العزم لـ"بي بي سي" إنها تتوقع ردود فعل سلبية، ورفضاً، ومقاومة جزء كبير من الرجال: "لكن الردود السلبية ستكون مدخلاً ممتازاً للحوار على المدى الطويل حول المفاهيم غير الواقعية حيث اختلف دور المرأة حالياً في المجتمع من وجهة نظر اقتصادية واجتماعية".

وتضيف: " تهدف الحملة إلى دعوة الرجل ليكون شريكاً في تحقيق المساواة بين الجنسين، فالعائد إيجابي عليه وعلى المجتمع".

وكان نجم كرة القدم المصري محمد صلاح الذي يلعب مع فريق ليفربول الإنجليزي، أعلن دعمه للحملة على حسابه على موقع تويتر.

وتفاعل الآلاف مع تغريدة صلاح، وفي الوقت الذي حيَاه كثر على موقفه، طالبه آخرون بالتركيز على الكرة بدل  حقوق المرأة و"الرجل" - كما ينادي الفيديو - هو الأب الذي يشجع ابنته على لعب الرياضة، والزوج الذي يقوم بأعمال المنزل ويعتني بالأطفال مع زوجته لتتفرغ هي الأخرى لعملها، والأخ الذي يساعد أخته على متابعة تعليمها العالي، وزميل العمل الذي يثق بزميلاته، ويقف ضد التحرش بالنساء عموماً.

وإلى جانب الأشخاص ستركز الحملة على المستوى السياسي لتغيير بعض القوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية، وقوانين التحرش، والعنف ضد المرأة.

وفي حملة "فدينا" في تونس، انتشرت في الشوارع لافتات تظهر نساء أدرن ظهورهن للمشاهد، مع أسئلة وأجوبة كتبت باللهجة العامية مثل: "طفلة صغيرة اعتدوا عليها؟ ستكبر وتنسى" و"امرأة يعنفها زوجها؟ هذا قدرها"، و"امرأة تتعرض للتحرش في عملها؟ غيرها لم تجد عملاً".

وأثارت الحملة التي أطلقها صندوق الأمم المتحدة للسكان في تونس استغراب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.

ولكن الحملة تبعها جزء آخر حمل عنوان "#معادش_وحدك" لدعم المرأة بالقول إنها لم تعد وحيدة في مواجهة العنف الذي تتعرض له.

وتنشر الحملة رسائل توعية بين النساء حول حقوقهن في ظل القانون الجديد لمكافحة العنف ضد النساء، والجهات التي يمكن اللجوء إليها عند التعرض لأنواع العنف المختلفة.