يسود الاعتقاد لدى المجتمع المغربي أن العيش في البوادي يضمن لصاحبه أو صاحبته العمر المديد، فالقرى عنوان الابتعاد عن منغصات الحياة والتلوث والضجيج وحوادث السير القاتلة، إلا أن إخبارية رسمية مغربية قلبت موازين الظن، وبات العيش قرب مصحة في المدينة أنفع وأضمن من العيش قرب وادي تحفه الأشجار من كل جانب، فالمندوبية المغربية السامية للتخطيط عممت نتائج إحصائياتها الأخيرة والتي أفادت أن وفيات الأمهات في القرى هو ضعف نظيره بالمدن (148 وفاة لكل 100000ولادة). وفي ما يتعلق بمعدلات الوفيات، فإن النساء القرويات يعشن في المتوسط 6,4 سنوات أقل من نظيراتهن الحضريات، ويفسر هذا التفاوت بالارتفاع النسبي لمعدل الوفيات لدى صغيرات السن، إذ أن 32 رضيعة من أصل 1000 في البوادي يتوفين قبل بلوغهن عاماً كاملاً. وأبرز التقرير ذاته، أن الأسر التي تعول على المرأة في توفير معيشتها تعاني من فقر مذقع في القرى بالمقارنة مع المدن، حيث لا يتعدى دخل هذه الأسر 8,4 دراهم مغربية سنويا (أقل من دولار). ورغم أن عادات الزواج المبكر لدى القرويات المغربيات قد أخذت في التراجع، ووصل متوسط سن الزواج لدى النساء بالقرى حوالي 26 عاما، فإن معدل الخصوبة شهد ارتفاعا كبيرا، إذ بلغ العام الماضي 2,7 طفل لكل امرأة. يذكر أن عدد النساء المغربيات بلغ عام 2011 حوالي 16,4 مليون إمرأة أي ما يمثل 50,8 من مجموع السكان، وتعيش 41,6 منهن في البادية، وهن يشكلن الفئة الأكثر نشاطاً في سوق الشغل وغالباً ما يشتغلن بالفلاحة.