أكد تقرير منظمة الصحة العالمية الأخير أن أكثر من ثلث عدد النساء في العالم ضحايا للعنف البدني أو الجنسي، ما يشكل مشكلة صحية عالمية ذات أبعاد وبائية. ووفقا للتقرير، فإن مهاجمة الغالبية العظمى من النساء أو إساءة استغلالهن من قبل أزواجهن أو أصدقائهن يسبب مشاكل صحية شائعة تعاني منها السيدات تشمل العظام المكسورة والكدمات ومضاعفات الحمل والاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى. وقالت شارلوت واتس، أحد القائمين على التقرير والخبير في السياسة الصحية في مدرسة لندن للصحة والطب الإستوائي، "إن هذا هو واقع الحياة اليومية بالنسبة العديد من النساء، وأنه ليس حال النساء الفقيرات فقط أو النساء في بلد معين بل هي قضية عالمية". وأشار التقرير إلى وجود ما يقرب من 38٪ من النساء ضحايا جرائم قتل أو اغتيال من أزواجهن أو أصدقائهن، و42% من النساء وقعن ضحايا للاعتداء الجسدي أيضا من قبل شركاء حياتهن، كما أن حالات الاغتصاب البارزة في الفترة الأخيرة في الهند وجنوب إفريقيا هي ما وضعت الضوء على معاملة النساء في جميع أنحاء العالم. ووجد التقرير أن العنف ضد المرأة هو أحد الأسباب الجذرية لمجموعة من المشاكل الصحية الحادة والمزمنة، والتي تتراوح من الاصابة المباشرة للإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، لفيروس نقص المناعة البشرية، إلى الاكتئاب والاضطرابات الصحية الناجمة عن تعاطي الكحول والمخدرات. وقال بيان مرفق للتقرير إن العنف يسبب مشاكل صحية "وبائية"، يجب للنظم الصحية في العالم أن تبذل جهودا أكثر للنساء اللاتي يتعرضن للعنف، خاصة أنهن الأكثر احتمالا للحصول على مرض الزهري، الكلاميديا، السيلان وهي أمراض جرثومية تنقل جنسيا، وخاصة مرض الإيدز الذي يزيد بمرة ونصف عن غيره، في بعض المناطق كجنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا. وفي هذا الصدد، توصي منظمة الصحة العالمية بإصدار مبادئ توجيهية للعاملين في مجال الصحة حول كيفية مساعدة النساء اللائي يعانين العنف المنزلي أو الجنسي، ويؤكدون على أهمية تدريب العاملين على كيفية التعرف عندما تكون النساء معرضات لخطر العنف من أزوجهن ومعرفة كيفية التعامل والرد.