سيدات يختبرن الأمومة للمرة الأولى

إنها لحظات يصعب وصفها، فرحة عميقة ومبهمة وفيها من الفرادة ما يجعلها شديدة الخصوصية والفرادة. هذا هو لسان حال الأمهات بعد أن عشن تجربة الأمومة وطعمها للمرة الأولى.
وبين ألق الغبطة وسطوة الألم، تتجسد حركة الحياة في صرخات الجنين الأولى، معلنة عن انبعاث الأمل وتحقق الأمنيات واقتراب عهد فرح جديد واستثنائي، حيث النظرة الأولى، ولمسة الود الأولى التي تختصر تعويذة المحبة الخالدة.

في هذه القرية نفسها المحصنة بأسوار الحنو الشاهقة، تقبع أسرار "الأمومة الساحرة"، وتلتقي تفاصيل الكينونة البشرية بالفرح الذي كرسه على التوالي سحر تجارب "أمهات المرة الأولى".
فرحة الإماراتية رقية الخاجة لم تكن سهلة الوصف، وهي تهم بالخروج من باب المستشفى، فردت قائلة: "سعيدة جداً بولادة ابني (جمال)، والتي تمت بإحاطة طبية خاصة من مختلف الأطباء والمختصين في المستشفى، وهذا ما جعلني أتجاوز المراحل الصعبة للولادة، وأتمنى من الخالق ألا يحرم أي امرأة من هذا الشعور الجميل الذي غير حياتي من أول لحظة، رغم كل الصعوبات والأرق وقلة النوم، لكنني كنت سعيدة بهذا الشعور"، وتضيف: "هو شعور رائع وجميل يحمل الكثير من معاني الرضا، لكنني غير قادرة حقاً على استنباط توصيف يعادل ما أشعر به الآن من سعادة أنا وزوجي، برؤية ولدنا سالماً، ومهما يكن التحضير لهذا اليوم كبيراً على الصعيد النفسي فتجربة الأمومة لأول مرة تبقى شعوراً مختلفاً تماماً".

وتختم رقية حديثها، قائلة: "هي مناسبة استثنائية، لأقدم كل عبارات الشكر والامتنان والتقدير لأمهاتنا، وأتمنى لهن دوام الصحة، فهذه التجربة جعلتني أفكر في تجربة أمهاتنا اللاتي كانت ظروفهن أصعب في غياب العناية الكافية ومستلزمات الرفاهية وحتى المسكنات الطبية اللازمة للولادة، ورغم ذلك كن ينجبن خمسة وستة أطفال، وكن سعيدات بتجربتهن". وتابعت "سنظل محظوظات بمساعدة الأولياء والمعينات المنزليات والزوج والحضانات، بخلاف أمهاتنا اللاتي تحملن كل أعباء تربيتنا وتنشئتنا، وصولاً إلى مساعدتنا اليوم على تربية أبنائنا".