أربع نساء في قارب يخضن غمار المحيط الهادي

تحاول أربع نساء أن يكن أول فريق نسائي يبحر من دون أي دعم عبر المحيط الهادي من أميركا إلى أستراليا، في رحلة قد تستغرق ستة أشهر في قارب وردي يُدعى "دوريس".

وبدأت النساء الأربع تدريبات للتعامل مع الظروف الشاقة التي قد تواجههم خلال الرحلة التي تبلغ مسافتها 8.446 ميلًا, حيث سيكون عليهن قضاء ساعتين على المجاديف وساعتين للنوم لمدة ستة أشهر.

وبصرف النظر عن قضايا مثل الحرمان من النوم والظروف الجوية السيئة، والإصابة بالقروح، والتعرض لأشعة الشمس والخلل المحتمل للمعدات، فإنَّ الطاقم يحتاج للتدريب أيضًا على التعامل مع التحديات النفسية للرتابة، وأماكن المعيشة المحدودة وكذلك الاتصالات الصعبة مع العالم الخارجي.

وترفض النساء الأربع اللاتي يشرعن في هذه الرحلة الاستثنائية على متن قارب وردي طوله 29 قدمًا وعرضه 7 أقدام يسمى "دوريس", وصفهن بالهائلات، ويؤكد أنَّهن ما هن إلا نساء عاديات.  

ويتكون الفريق من أخصائية العلاج الطبيعي للمعاقين وقائدة الفريق لورا بينول (31عامًا) من كورنوال, ومدير عمليات السفر ناتاليا كوهين (40عامًا) من مانشستر, والمحامية إيزابيل بورنهام، (30عامًا) من كامبريدج, ومدير حملة لشركة السفر إيما ميتشل (29عامًا) من مارلو.

والطاقم الذي يسعى إلى جمع ما يزيد عن ربع مليون جنيه لجمعيتين خيريتين, وهما "المشي مع الجرحى"، و"رعاية الناجين من سرطان الثدي", أمامه أسبوعين فقط للشروع في رحلتهم.

وصرحت لورا بأنَّ "هذه الرحلة هي 85 % نفسية في كيفية التعامل و15% بدنية، ولكن ستتأثر حالتنا النفسية، فالسعرات الحرارية ناقصة، وهناك حرمان من النوم المتوازن".

وأضافت ناتاليا "إنَّ قوتنا الذهنية ستكون حيوية, وأعتقد بأنَّ علينا جميعًا عبور المحيط الهادئ، بأي شكل من الأشكال, نحن نريد تشجيع الآخرين ليكون لديهم إيمان للقتال والتغلب على الشدائد مهما ألقت الحياة من صعوبات في طريقك, أعتقد أنك تستطيع أن تفعل أي شيء هيأت عقلك لفعله".

بشأن الوزن والعضلات

وأوضحت لورا "إنَّ مجموعات العضلات الرئيسية التي نتدرب عليها تكون عن طريق رفع الأثقال، وتمارين الضغط، والساق، وتمارين الذراع الواحدة والتدعيم الأساسي"، مشيرة إلى أنَّ نساء الطاقم وجهن جهودهن لزيادة الوزن بنسبة 10 إلى 15%  بدهون من أجل الحصول على الطاقة المخزنة, بمعدل سبعة إلى عشرة كيلوغرامات لكل منهما.

واستطردت ناتاليا "خلال الرحلة سندخل في نمط نوم متعدد الأطوار من خلال اتخاذ قيلولة قصيرة متكررة على عكس نمط النوم الطبيعي، والذي يستغرق سبع أو ثماني ساعات، لدينا ساعتين للنوم وساعتين للتجديف, وطالما أنه يمكن أن ننجح في الحصول على دورة كاملة من النوم، في المتوسط ما بين 45 إلى 90 دقيقة في كل وردية، فإننا نعتقد أن الجسم سيكون لديه وقتً كافٍ للراحة، والسماح بإطلاق الهرمونات الضرورية".

التعامل مع الإجهاد

وبيَّنت ناتالي "إنَّ الموضوع باختصار هو إدراك ما هو الإجهاد بالنسبة إلى كل واحدة مننا، ماذا يحدث لأجسامنا في مستوى بدني وعاطفي معين وكيف نتصرف؟، لقد مارسنا استراتيجيات المواجهة التي تعتمد على تقنيات التنفس، والصور، والموسيقى والكتابات العقلية لمساعدتنا في التعامل مع الإجهاد".

التعامل كفريق واحد

وأكدت ناتالي "إنَّ النساء لم يعرفن بعضهن البعض من قبل واتحدن فقط لغرض هذه الحملة، إنَّ الأمر يكمن في التعلم من المواقف، وضمان أن نتطور باستمرار، والثقة في بعضنا البعض وقوة فريقنا".

كن إيجابيًا

وشدَّد على "أنَّ عقولنا أقوى أداة لدينا يمكن الاستفادة منها، وسنحتاج إلى الاعتماد على استراتيجيات وتقنيات التعامل للحفاظ على تفاؤلنا, سيكون لدينا بلا شك أيام أكثر صعوبة، وأعتقد أنَّه عندما يكون لشخص يوم سيئ، فإن الآخر قد يكون لديه يوم موفق".

حافظ على تركيزك

ويشكل الحفاظ على التركيز تحديًا كبيرًا للفريق, وتؤكد ناتالي "إنّ اللحظة التي نصل فيها إلى هاواي يمكن أن تكون لحظة احتفال؛ ولكن ذلك لا يعني أننا وصلنا, فلا زال علينا الكثير كي نحافظ على تركيزنا، فبعد الوصول إلى الميناء، علينا تطهير وتنظيف "دوريس" ثم الاستحمام، عندها فقط يمكننا الاسترخاء ونعلم أننا وصلنا بسلام".

وكتبت "دوريس" رسالة نصية إلى 70300 شخص للتبرع بـ3 جنيهات ة أو شراء ميل من رحلتهم مقابل 10 جنيهات إسترليني، وكتابة اسمك داخل المقصورة لتحفيز الفريق عندما يكونون في البحر".