الرئيسة الإثيوبية سهلى ورق زودي

تعهَّدت الرئيسة الإثيوبية سهلى ورق زودي التي انتخبت الخميس كأول امرأة تترأس إثيوبيا، بتعزيز السلام الدائم في أنحاء البلاد، ودعت إلى مواصلة الإصلاح في القيادات على جميع مستويات الحكم. ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية الإثيوبية (إينا)، فإن البرلمان الإثيوبي انتخب السفيرة سهلورق زودي رئيسة للبلاد بأغلبية كبيرة، خلفاً للرئيس السابق مولاتو تشوم، كأول امرأة تحتل هذا المنصب الرفيع في تاريخ إثيوبيا.

وأبدت الرئيسة زودي عقب مراسم تعيينها كأول رئيسة امرأة للبلاد، سعادتها وامتنانها لمجلس النواب، ولتعيينها، وقالت: "يسعدني أن أعبر عن امتناني العميق، لمجلس النواب لتعييني لأصبح رئيسة هذه الأمة، حتى أتمكن من خدمة بلدي وشعبي". ودعت إلى امتداد الإصلاحات القيادية لمختلف المناطق ومستويات الحكم لإتاحة الفرصة للأجيال، بقولها: "يجب أن يمتد إصلاح القيادة إلى المناطق، وعلى جميع مستويات الهيكل الحكومي، بطريقة عميقة لإعطاء الفرصة والأمل للأجيال المقبلة".

وشدَّدت على أهمية استمرار الإصلاحات التي تشهدها بلادها حالياً، وأوضحت أن برنامج الإصلاح يشجع ويعزز القدرة والمشاركة العادلة بين النساء والرجال، بما يمكّن إثيوبيا من الخروج من الفقر. ودعت الأطراف، حكومة ومعارضة، للعمل على تعزيز السلام والوحدة والمساهمة في التنمية والتركيز على القضايا الأساسية. وأكدت على أهمية الوحدة بين قطاعات المجتمع كافة من أجل التنمية السلمية في البلاد، مشيرة إلى التحديات التي تواجه بلادها، بقولها: في هذه الفترة يواجه البلد عدداً من التحديات، ولا ينبغي لنا الدخول في مواقف يدعو فيها البعض للسلام، في حين يعمل آخرون لتعويق الإصلاح.

وفي خطوة غير مسبوقة، كوّن رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد حكومته الجديدة منتصف الشهر الحالي من عشرين وزيراً نصفهم نساء، وكلف ضمنها سيدة بحقيبة وزيرة الدفاع كأول إثيوبية تحتل هذه المنصب الحساس، وثاني امرأة أفريقية تصله.

يشار إلى أن الدبلوماسية الإثيوبية سهلورق زودي كانت قد شغلت الكثير من المناصب الدستورية في بلادها والمنظمات الدولية. وعملت ممثلاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لدى الاتحاد الأفريقي، ورئيساً لمكتبها في الاتحاد الأفريقي. كما عملت زودي سفيرة لبلادها في كل من السنغال، وفرنسا، والمغرب، وتونس، وسفيرة متجولة في كل من مالي، والرأس الأخضر، غينيا بيساو، جامبيا وغينيا، خلال الفترة 1989 – 1993، ثم انتقلت إلى جيبوتي خلال 1993 – 2002، وأصبحت الممثلة الدائمة لإثيوبيا في "إيغاد" التي يقع مقرها في جيبوتي. كما عملت سفيرة لبلادها في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو).

وشغلت زودي منصب الممثل الخاص للأمم المتحدة لإعادة بناء دولة أفريقيا الوسطى، إلى جانب الكثير من المناصب الرفيعة ممثلة لبلادها في الاتحاد الأفريقي، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية، إضافة إلى منصب مدير عام مكتب الأمم المتحدة في نيروبي، بعد اختيارها من قبل الأمين العام السابق بان كي مون. وقالت بعد انتخابها "أيقونة" لمرحلة جديدة، في هذا البلد الذي يعاني الفقر ويواجه اضطرابات "إذا انعدم الأمن في بلد ما، فإن الأمهات يصبن بخيبة أمل ويدفعن الثمن؛ لذلك نريد أن نعمل من أجل السلام من أجل أمهاتنا".