أسيرات "داعش" منبوذات اجتماعيًا

كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أنّ الأطباء في كردستان يخالفون القانون بإجراء عمليات الإجهاض للأيزيديات اللاتي تم إطلاق سراحهن بعد استعبادهن جنسيًا على يد عناصر تنظيم "داعش".

وأوضحت المنظمة في تقرير حديث لها، أنَّ الفتيات الأيزيديات يعانين من صدمة شديدة بعد أشهر من الاغتصاب والتعذيب على أيدي مسلحي "داعش"، مشيرة إلى أنَّ بعض الناجيات يشعرن بالنبذ في مجتمعاتهن المحلية بسبب حملهن بعد عودتهن من الأسر.

وأكد التقرير أنَّ بعض الأطباء الأكراد يؤدي عمليات الإجهاض غير القانونية، فضلًا عن عمليات لاستعادة العذرية، وبعض الناجيات لا يزيد عمرهن عن ثمانية أعوام، وذلك بعدما اختطف "داعش" 40 ألف شخص تحت تهديد السلاح عندما هاجموا القرى الأيزيدية خلال الصيف الماضي.

وأضاف: "تواجه النساء اللاتي هربن من قبضة التنظيم المتطرف العزلة التي فرضتها عليهن المجتمعات الدينية، وتلجأ بعض الفتيات إلى عمليات الإجهاض، المحظورة في كردستان حتى في حالات الاغتصاب، فضلًا عن جراحات ترقيع غشاء البكارة".

وأشار إلى أن المئات من الأسيرات تمكن من العودة إلى أسرهن، إما عن طريق الهرب أو إطلاق السراح، وكان يتم معاملة الكثير منهن كعبيد لممارسة الجنس، كما وصل الأمر لدرجة جرائم ضد الإنسانية، مشدّدًا على أنَّ الحملة المرعبة من الاغتصاب المنهجي ترقى إلى مستوى جرائم حرب.

وقد جمعت "هيومن رايتس ووتش" شهادات من حوالي عشرين من الإناث اللاتي هربن من "داعش"، بعد خضوعهن للاغتصاب والاعتداء الجنسي والاستعباد الجنسي والزواج القسري وهذه الأفعال تشكل جرائم حرب، كما تحث الناجيات للحصول على العلاج الطبي والنفسي.

وأكدت امرأة من الناجيات تدعى "رشيدة" أن شقيقها طلب منها الانتحار إذا لم تتمكن من الهروب من "داعش"، وأضافت: "الرجل الذي اختارني، أبو غفران، أجبرني على الاستحمام و بينما كنت في الحمام حاولت أن أقتل نفسي بعد أن وجدت بعض السم في المنزل".

وتابعت: "أخذته معي إلى الحمام وكنت أعرف أنه سام بسبب رائحته، ووزعته على بقية الفتيات، وخلطناه مع بعض الماء وشربناه، لا أحد منا توفي ولكننا جميعا شعرنا بالمرض".

يأتي هذا بعد مرور أسابيع فقط من إطلاق سراح 216 من الأيزيديات وقالت المجموعة، إنهن تم تكديسهن على متن حافلة صغيرة وتم اقتيادهن إلى مراكز "البيشمركة"، ولم يتضح السبب الذي دفع المتطرفين للإفراج عن الأسيرات، حيث أطلقوا سابقا سراح 200 أخريات في ظروف غامضة.

وأعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي أنَّ أعضاء "داعش" قد ارتكبوا جرائم الإبادة الجماعية ضد الأقلية الأيزيدية ذات الغالبية الكردية.