قوات السودان

تمثل الحرب الأهلية في دولة جنوب السودان الوليدة إحدى أكبر الأزمات الإنسانيّة التي تشهدها القارة السمراء بأسرها؛ حيث تزايُد عدد الضحايا من المدنيين يوميًا، ومع تلك المؤشرات الخطِرة قرَّرت مجموعة من سيدات جنوب السودان التصدي لتلك الأزمة باستخدام مكر "بنات حواء".

نساء جنوب السودان اقترحنّ بدء الامتناع عن المعاشرة الجنسية مع أزواجهنّ كوسيلة ضغط قد تؤتي ثمارها وتضع حدًا للحروب الأهلية التي تعصف بالبلاد والعباد.

وجاء هذا الاقتراح لتعزيز أسباب السلام والمصالحة في اجتماع شهدته نحو 90 سيدة ومن بينهنّ عضوات في البرلمان وعقد في العاصمة جوبا.

وجاء في صدارة البيان حثّ "جميع النساء في جنوب السودان على إنكار الحقوق الزوجية عن أزواجهنّ حتى ضمان عودة السلام إلى البلاد".

وكان هناك اقتراح آخر بمناشدة زوجة رئيس جنوب السودان سيلفا كير ونظيرتها زوجة القائد المتمرِد الأعلى رياك ماشار "بالضغط على أزواجهنّ لوقف الحرب".

وجاء في تصريح لعضو لجنة المصالحة والسلام المدعومة من قِبل حكومة جنوب السودان، لتوبايس اتاري أوكوري، لوكالة "فرانس برس"، أنَّ هذه الفكرة تبلور مدى خيبة أمل الشعوب في انتهاء الحروب، مضيفًا: "الشعب يعاني أشد العناء وأكثر المتضرِّرين هم النساء والأطفال والشيوخ".

ولقي الآلاف، حتى الآن، حتفهم جراء الحروب الأهلية بين القوات الحكومية والجنود المتمردين وقوات الميليشيات القبلية.

وتقدر أعداد النازحين بنحو مليوني نازح وهناك قرابة 100.000 لاجئ في مخيّمات قواعد الأمم المتحدة لحفظ السلام.

ويخشى الثيرون مغامرة الخروج من هذه المعسكرات القذرة التي وصفوها بأنها مجرد "سجون بلا أسوار ولكنها مكتظة الأعداد".

وصرّحت المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي، زينب بنغورا، أنَّ هذا الشهر شهد أقصى مستويات حالات الاغتصاب وهو أسوأ شهر على الإطلاق.