"نَفعَ الناسِ" أخلاق نبـوية

يحثنا القرآن الكريم ورسولنا الأمين محمد -صلى الله عليه وسلم- على نَفْعِ الناسِ فى كُلِّ صغيرةٍ وكبيرة، فـ "لا تَسْتصغِرْ عَمَلًا ما دام نافعًا، ولا تظنَّ أجْرَهُ وإنْ تأخَّرَ ضَائعًا، فالأمورُ الصغيرة قد تنفعك فى الأوقات العَصِيبة".

وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- "يُصَفُّ (يقف) أهلُ الجنة وأهلُ النار يوم القيامة صُفُوفًا، فَيَمُر الرجُلُ مِن أهلِ النار على الرجُلِ مِن أهلِ الجنة، فيقول: يا فلان: أمَا تذكر يوم ناولتك طَهُورا (ماء للوضوء)؟ فيشفع له . ويمر الرجل على الرجل، فيقول: أما تذكر يوم استسقيتَنى فَسَقَيتُكَ شَرْبَةً؟ قال: فيشفع له. ويمر الرجل على الرجل فيقول : يا فلان ، أما تذكر يوم بَعَثتنى لحاجةٍ كذا وكذا فذهبتُ لك (أى : لأقضيها)؟ فيشفع له ".

وكان نبينا صلى الله عليه وسلك هو الأنفع للخَلْقِ فكان سَيِّدَهُم، ويَتَميز الإنسانُ فى عَصره إذا زاد نفعًا على مَن سَبَقُوه، ويكونُ مِن القِلَّة المخصوصة إذا تميز فى النفع عمَن عَاصَرُوه، ويكونُ مِن أهل العِزَّةِ والنُّدْرَةِ إذا استمر نفعُهُ فى شيءٍ لِمَن لَحِقُوه، فيكونُ فى هذا الشيء إنسانَ الماضى والحاضر والمستقبل، فَمَا بَالُنا بنبينا الكامل المُكَمَّل، الذى فَاقَ الخَلْقَ جميعًا فكان فى كُلِّ شيءٍ هو الأوَّل رحمة، وحُسْن عِشْرَةٍ، وتَوَاضُعٌا، وتَعَايُشٌا مع كُلِّ المِلَل، فكان كما وَصَفَ نَفْسَهُ "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلا فَخْرَ ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ وَلا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَأْخُذُ بِحَلَقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ وَلا فَخْرَ، وَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِى وَلا فَخْرَ".