القطب الشمالي للشمس

كشّف علماء الفلك، عن نظرة غير مسبوقة للقطب الشمالي للشمس، من خلال صورة مذهلة، يمكن أن تُحدث ثورة في مجال فهمنا لسطح نجم مجموعتنا الشمسية.

وتُقدم الصورة رؤى جديدة، بشأن كيفية تشكل العواصف التي تضرب الأرض بالجسيمات المغناطيسية، ويقول الباحثون إن الصورة الاصطناعية للقطب الشمالي الشمسي، هي واحدة من أفضل الصور حتى الآن للمنطقة الغامضة.

وأوضحت وكالة الفضاء الأوروبية، "لقد أرسلنا بعثات عديدة إلى الفضاء لدراسة الشمس، ومع ذلك، ركزت معظم المركبات الفضائية بشكل رئيس على المناطق الاستوائية في الشمس"، وأدى هذا النقص في بيانات التصوير إلى إجبار الباحثين على تجميع صور للمناطق القطبية على الشمس.

وتستنبط الصورة مشاهدات "Proba-2"، ذات العرض المنخفض للشمس، لإعادة تكوين مشهد قطب النجم، وفي حين أن الأقطاب لا يمكن رؤيتها مباشرة، تقوم المركبة الفضائية بمراقبة الغلاف الجوي الشمسي وتجمع البيانات على طول خط نظرها، بالإضافة إلى تحليل الغلاف الجوي الممتد بشأن قرص الشمس "التوهج الظاهري حول القرص الرئيس للشمس، والذي يمتد على القطبين".

وقالت وكالة الفضاء الأوروبية، "يمكن للعلماء استخدام هذا الأمر لاستنتاج مظهر المناطق القطبية"، ومن أجل تقدير خصائص الغلاف الجوي الشمسي على القطبين، يصور العلماء باستمرار القرص الرئيسي للشمس، ويدرسون جزءًا صغيرًا من البيانات المأخوذة من المناطق الخارجية والعليا للنجم أثناء دورانه، لتعويض حقيقة أن الشمس لا تدور بسرعات ثابتة على جميع خطوط العرض.

وقال الباحث، ماثيو ويست، إن المجال الأكثر وضوحًا للبحث يدور بشأن دراسة الثقوب التاجية القطبية، وخاصة حدودها، ولاسيما دراسة ديناميكية عملية تعرف باسم إعادة الاتصال المتبادلة، التي تحدث بين المنطقة المفتوحة والمغلقة، وفي المقاييس الزمنية الأطول، يمكننا أيضًا دراسة تشكيل الثقوب التاجية القطبية".

كما يتم دراسة انتشار الموجات في المناطق القطبية، وعمليات التسخين على الشمس، وتهدف "Solar Orbiter" التابعة إلى وكالة الفضاء الأوروبية، إلى سد فجوة المعرفة هذه عند إطلاقها، في عام 2020.

ومن المقرر أن تدرس هذه المهمة الشمس بالتفصيل، وكيفية تأثير المجال المغناطيسي وانبعاثات الجسيمات على بيئتها الكونية، بما في ذلك مساحة الفضاء التي نطلق عليها اسم "الوطن".