الصين ترغب في اكتشاف الحياة على الكواكب الأخرى بواسطة أكبر تليسكوب في العالم

دشنّت الصين أكبر تليسكوب لاسلكي في العالم حيث دخل مرحلة الاختبارات المكثفة، والذي شيدته بكين مؤخرًا تحت مسمى تليسكوب الفتحة الكروية ذات الخمسمائة متر (فاست)، وقد انتهى الباحثون الصينيون من إنشاء الطبق اللاقط العملاق، الذي يبلغ قطره 500 متر أي ما يعادل تقريبًا حجم ثلاثين ملعب كرة قدم، فيما بدأ بالفعل التقاط أولى إشاراته من الفضاء.
وقد أُقيمت احتفالية رسمية، الأحد الماضي لافتتاح المنشأة الجديدة، والتي تُعد جزءً من برنامج الصين لتصبح مركز قوة في علوم الفضاء، والذي قالت عنه أنه خطوة في عالم اكتشاف ما إذا كان هناك كائنات فضائية، وسوف تستغرق فترة التجارب 3 أعوام على الأقل للنظر في كفاءة عمله وفقًا لمعيار الأداء، حتى يصل إلى مرحلة التشغيل الكامل، ويتكون المرقاب من آلاف اللوحات الثلاثية، ويعد أكبر تليسكوب في العالم حتى أن التليسكوب الأكبر السابق في بورتريكو يبدو كالقزم بجواره، والذي كان يبلغ حجمة 305 مترًا.
ويقع التليسكوب اللاسلكي الجديد في حفرة طبيعية واسعة في مقاطعة قويتشو جنوب غرب الصين، والذي لطالما كان مشروعًا طموحًا للمراصد الفلكية الوطنية في الصين، وأحتاج المشروع إلى أكثر من عقدين ليتحول إلى حقيقة، حيث طرحت فكرته أول مرة في عام 1993، واستمرت دراسة الجدوى 14 عامًا، واستغرق إتمام تشييده أكثر من 5 أعوام، فيما بلغت تلكفته 180 مليون دولار، ويعمل التليسكوب من خلال الاستماع واستجماع موجات الراديو التي تطلقها أية أجسام حائمة في الفضاء، كما يمكنه رصد الموجات اللاسلكية من على مسافة عشرات مليارات السنوات الضوئية ومن أكوان بعيدة.
وأكد البروفيسور بينغ بو إن الآلة الجديدة استطاعت اكتشاف موجات الراديو من ثلاثة نجوم نابضة، وهي النجوم التي تدور بسرعة، والنجوم عالية الكثافة. وتمثل تلك النجوم الهدف العلمي الرئيسي لفريق العلماء الصينيين، إلا أن هناك حاجة ماسة للمزيد من الاختبارات حتى يصل التليسكوب إلى العمل بكامل طاقته، والتي ستتضمن ضبط التوليف وكذلك معايرة الأعداء وفقًا للمعدلات.
ويستغرق التليسكوب التقليدي عامين تقريبًا ليعمل بكامل طاقته، لكن بالنسبة لهذا التليسكوب العملاق فإنه سيحتاج إلى 3 أعوام ليعلن افتتاحه للعالم رسميًا،
وسوف ينضم لفريق العمل بعض علماء الفلك الدوليين لإجراء بعض التجارب العلمية في مرحلة الاختبار، وعندما يعمل التليسكوب بكامل طاقته فإنه من الممكن أن يغير فهمنا وتصورنا عن الكون، من حيث رؤية النجوم الأولى وقت تكونها وكذلك البحث عن علامات الحياة على الكواكب الأخرى، وسيتيح هذا التليسكوب الضخم للصين البحث في أعماق الفضاء، بشكل أبعد من أي دولة توصلت إليه، نظرًا لأنه يكشف المجرات البعيدة ويسبر أغوار الكون.