الغلاف الجوي للمشتري

كشفت دراسة جديدة أن الرياح الشمسية يمكنها تسخين الغلاف الجوي للمشتري إلى ضعفي العمق الذي يمكن أن تبلغه على الأرض، وتبدو التغييرات في الرياح التي تسبب ظهور الشفق في أقطاب المشتري، شبيهة تماما بما تظهر عليه في كوكبنا، حيث تؤدي إلى استجابات سريعة في كيمياء ودرجات حرارة الغلاف الجوي للعملاق الغازي.

ودرس الباحثون من اليابان الكوكب العملاق باستخدام تلسكوب لتحليل الحرارة في قمة "مونا كيا" في جزيرة هاواي.

وتحدث العروض الضوئية للشفق على الأرض، في القطبين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية، وتعرف هذه العروض أيضا باسم الأنوار الشمالية والجنوبية، وباسم الريح الشمالية "بوراليس".

ويحدث الشفق القطبي عندما تضرب الجزيئات المشحونة القادمة من الشمس الذرات في الغلاف الجوي للأرض، وتتفاعل الجسيمات الواردة على الغلاف الجوي، مع الغازات المختلفة مثل الأوكسيجين والنيتروجين، فتتم استثارة تلك الذرات وتسخينها لتعطي ألوانا مختلفة باختلاف درجات ارتفاعها.

أقرأ أيضًا

العلماء يكتشفون كوكب "زحل الحار" الذي يتميّز بارتفاع درجات الحرارة

وهذه الظاهرة ذاتها التي تحدث على كوكب المشتري، إلا أن الأبحاث الجديدة تظهر أن الغلاف الجوي للكوكب العملاق يتم تسخينه في عمق أكبر بكثير من الأرض، مع اختراق الجزيئات الحيوية إلى المستوى الأدنى من الغلاف الجوي العلوي، المسمى الستراتوسفير.

ويقول الباحثون إن هذه الجزيئات تتعمق في الغلاف الجوي مرتين إلى ثلاث مرات أكثر من نظيراتها على الأرض.

وقال معد البحث جيمس سينكلير، عالم الفيزياء في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأميركية، في كاليفورنيا، إن تأثير الرياح الشمسية في كوكب المشتري هو مثال واضح على شدة قساوة الطقس الفضائي. وأضاف: "نرى أن للرياح الشمسية تأثيرا أعمق مما هو معتاد".

وتمكن العلماء من التقاط صورة حرارية لطبقة الستراتوسفير لكوكب المشتري، تحدد المناطق ذات درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة باستخدام كاميرا الأشعة تحت الحمراء متوسطة التبريد والطيف الضوئي أو كما تعرف اختصارا باسم "COMICS".

ولاحظ العلماء أنه مع بقاء الرياح الشديدة على المشتري ليوم كامل، تغيرت كيمياء الغلاف الجوي للكوكب وارتفعت درجة الحرارة فيه.

وقال جلين أورتن، وهو عالم كواكب في مختبر "Jet Propulsion": "الأمر المذهل في النتائج، هو أننا تمكنا من ربط التباينات في الرياح الشمسية بالاستجابة لها في الستراتوسفير، لأول مرة".

وأضاف: "الاستجابة لهذه الاختلافات سريعة للغاية بالنسبة لمثل هذه المساحة الكبيرة".

ومن خلال فهم كيفية تفاعل الرياح الشمسية مع أجسام مختلفة في النظام الشمسي، يهدف الباحثون إلى معرفة المزيد حول كيفية تطور الكواكب وأجوائها.

قد يهمك أيضًا : 

سيدات يكشفن تجاربهن السيئة مع بيئات العمل الغير مناسبة لطبيعتهن 

 "ناسا" تختبر المروحية المُقرَّر إرسالها إلى المريخ 2020