لعبة "كومباني أوف هيروز"

يحكي التاريخ أنه في عام 1942 وقع الجيش الألماني النازي في شرك على ضفتي نهر "فولغا" الروسي بين فكي قوات الجيش الأحمر المتمركزة في "كالاتش" و"ستالينغراد" ، وكانت درجة حرارة الطقس وصلت آنذاك إلى 30 درجة مئوية تحت الصفر، مما أدى الى قطع خطوط الإمدادات عن الجنود الألمان ، وعانوا من انخفاض حاد في المخزون الغذائي، الامر الذي اضطرهم إلى الاحتفال بعيد الميلاد المجيد على  لحم الخيول التي كانوا يمتطونها . كما ذكر التاريخ أيضا، أن سكان "ستالينغراد" لم يجدوا وقتها شيئا يأكلونه سوى الكلاب والفئران ، ولذا تناقص مع نهاية الحرب عدد سكان ستالينغراد من 850 ألف نسمة إلى 1500 فقط. ومن هنا تبدا حملة الترويج للفيديو جيم الشهير المعروف باسم "كومباني أوف هيروز 2 Company of Heroes " تحت عنوان "الموت والإضمحلال على الجبهة الشرقية". المعروف عن هذا الفيديو انه لعبة استراتيجية حربية يتوجب فيها على لاعبيها حشد وتجميع كل مواردهم وعتادهم وتشكيل وحداتهم وبناء دفاعاتهم الحصينية خلال فترة زمنية محددة بهدف التغلب على العدو. وكان أول ظهور لهذه اللعبة في عام 2006 وكانت بمثابة اول لعبة من هذا النوع التي يمكن استخدامها عبر نظام "ويندوز" على الكومبيوتر. ثم شهد هذا الجيم تطورا تحت عنوان (Company of Heroes: Tales of Valou) في عام 2008. وقد حظي هذا التطور بالمديح بسبب نجاحة في إضفاء سمة الحياة على مثل هذا النوع من ألعاب الفيديو الاستراتيجية الحربية. وفي هذا البرنامج، فإن جنود المشاة وفئات السيارات قد أصبحت متوازنة أما أسلوب التغطية وخطوط النار فقد حولت عملية اتخاذ الأوضاع المركزية إلى عملية في إطار فن التكتيك الحربي. وفيما يتعلق بالحروب والمعارك فهي كما كانت في الحرب العالمية الثانية تتسم بالسلاسة وأكثر احتكاكاً من خلال اقتحام خطوط العدو الأمامية والتطويق السريع باعتبار ان ذلك من الاستراتيجيات التي أثبتت نجاحها. وهذا الجيم يقدم بذلك نوعا مختلفاً عن ألعاب مثل "سوبريم كوماندور" و "ستار كرافت تو". ويقول خبراء الفيديو جيم " أن العناصر المكونة لجيم "كامباني أوف هيروز" التي كانت السبب في نجاحه تجارياً والتي جعلت منه جيم فيديو ممتعاً ، ظلت على ما هي عليه دون تغيير في الإصدار الجديد الذي يحمل اسم "كامباني أوف هيروز2  " ولم يجر خبراء التطوير في شركة "ريليك" سوى تغييرات بسيطة وعملية تعديل جرافيكية. ومع ذلك فإن الإصدار الجديد يتضمن قدراً من التعقيدات والصعوبات في مجال مناورات الدبابات حيث أن زيادة عدد الدبابات يعني أن كل دبابة سوف تقوم بدور أكثر براعة وتعدداً، ولن يكون هناك قاتلو جنود متخصصون أو منصات مضادة للدبابات، وإنما سيارات متعدد الأغراض للقيام بادوار دفاعية وهجومية. أما التقنيات البصرية في البرنامج، فقد تحتم تحديثها لاسيما وأنها لم تتغير على مدى ست سنوات ولهذا فإنه عندما تلتقي القاذفات مع الجسد فإن النتيجة تكون حافلة بالتفاصيل. ولم يخف البرنامج قسوة ووحشية الجيش الأحمر السوفيتي على الرغم من عدم الشعور بالبعد الحقيقي لطرفي الصراع او جرائم الحرب الروسية. اما عن عمليات الموائمة في البرنامج فقد تحسنت كثيرا حيث تنوع الخرائط مما يسهل عملية الاختيار في ما بينها ، كما أن اشتراك العديد من اللاعبيين في البرنامج يزيد من عملية المتعة ، كما أن اتساع نطاق مهمات التعاون تسمح باكتساب العديد من الخبرات والتكتيكات المتنوعة. وينصح الخبراء بضرورة القيام بلعب الجيم الأصلي أولا، ولكنهم يؤكدون أيضا على ضرورة عدم مشاهدة فيلم الفيديو الذي يلعب بطولته "فيني جونز"، تحت اي ظرف من الظروف حتى لا تفقد متعة الجيم.