مؤسِّس شركة "مارس ون" باس لانسدروب

أكَّد مؤسِّس شركة "مارس ون" باس لانسدروب أن "شركته ستنزل الإنسان الأوَّل على سطح كوكب المرِّيخ بعد تسعة أعوام"، قائلا: إن الجمهور سيشاهد حياة البشر على الكوكب حتى موتهم.

وأضاف لانسدروب لـ "ديلي ميل" أن "الحدث لن يكون مثل برنامج "الأخ الأكبر على سطح المريخ"، بل ستكون القصة الأكثر إثارة على الإطلاق، فقد تشبه تمامًا الألعاب الأولمبيَّة، بحيث نشاهد الأحداث المهمَّة، ولا نشاهد الأشياء التي يفعلها الرياضيُّون عندما لا يلعبون".

ومن ناحيته، حاول لانسدروب تبديد أية مخاوف من موت سكان المريخ سوف في عمر صغير، مؤكِّدًا أنه "يعتقد أن الناس لن يعيشوا سن الشيخوخة فقط، ولكن متوسط أعمارهم عند الموت ربما سيكون أعلى على سطح المريخ"، قائلا: نحن لن نرسل الناس العاديين إلى المريخ، بل سنختار الأصحاء، لذا فاحتمال إصابتهم بالمرض سيكون أقل، وسيتناولون طعامًا صحيًّا، ولا يمكن أن تصدمهم سيارة، ما لم تحدث بعض الحوادث المأساويَّة على سطح المرِّيخ، والتي من شأنها أن تقلل متوسط العمر المتوقَّع، لكنه بأية حال سيكون أعلى من متوسط عمر البشر على الأرض.

وذكرت "ديلي ميل"، الجمعة "أن العديد من الخبراء يشككون في مغادرة البعثة للأرض، فهناك نقص في التمويل، ولا توجد مركبات فضائية وصواريخ، باعتبارها معدات مهمة، لذا من غير المرجح أن تمضي البعثة قدمًا".

فيما أكد لانسدروب أنه "عندما يسمع أي شخص هذا الموضوع للمرة الأولى، يفاجأ بأن البعثات سوف تتحقَّق في غضون عشرة أعوام بميزانية أقل 10 مرات من ناسا، لكنهم إذا قضوا وقتًا في دراسة "مارس ون" سيصدِّقوا أنها فرصة جيدة وأننا سنحقِّقها، بالإضافة إلى أنها خطة طموحة بشكل كبير، وهناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تسوء في خطة كبيرة مثلها، ولكني أعتقد أن لدينا خطة جيدة، ويمكننا التغلب على التحديات".

كيف ستقوم الشركة بالتغلب على بعض هذه التحديات بالضبط - التي يوجد منها الكثير - لا تزال غير واضحة.

وقال لانسدروب: إن الشركة تخطط لإرسال مسبار غير مأهول الى المريخ بحلول عام 2018، ولكن لم يبدأ تطويره حتى الآن. وسيكون ذلك بالمقارنة بمسبار ناسا (فينيكس)، الذي قد استغرق قرابة خمسة أعوام لبنائه، مضيفًا "نحن نعلم أننا على جدول زمني ضيق لهذه المهمة، ونحن بحاجة إلى اتخاذ الخطوات التالية في القريب العاجل، دون الخوض في أية تفاصيل".

ورغم رفض لانسدروب التحدث عن نوع الصواريخ التي ستستخدم للبعثة، قال: لدينا طلبات لمقترحات من شركات الصواريخ، وهو الشيء الأول الذي سنتعاقد عليه، عندما نعود إلى العمل مرة أخرى، فنحن لم نقرر بعد، مؤكِّدًا أنهم "سيتمكنون من الانتهاء من البناء بشكل أسرع من ناسا، لأنهم شركة خاصة".

وقال لانسدروب: نحن لسنا منظمة سياسية، لذلك نحن قادرون على إعطاء أجزاء رئيسية من المهمة لشركة كبرى أخرى، أما "ناسا" فلديها تعقيدات في إعطاء أجزاء من نظام مثل "أوريون" لشركات مختلفة، مضيفًا أنهم "ينطلقون من جدول زمني ضيق للغاية، فإن لم يعمل صاروخ واحد، أو تعطل المسبار على سطح المريخ قبل أن يذهب الناس، فإن ذلك سيؤدي إلى أعطال رئيسية ينتج عنها التأخير لمدة عامين".

جدير بالذكر أن تجاهل لانسدروب للنظريات يجعل الأمر كله شبيه بعمليات النصب والاحتيال، بحيث يصبح الموضوع في النهاية مثل فيلم "عرض ترومان"، يوهمون المشاهد أنهم ذهبوا إلى المريخ، بينما كانوا في الواقع على الأرض.

وبشأن كيفية اختيار الطاقم النهائي، قال لانسدروب: إن قائمة المتقدمين طويلة، لكنهم قللوا الاختيارات لتصبح من 3 إلى 6 مجموعات، مكونة من 4 أشخاص، وسيبدأ التدريب اعتبارا من عام 2016 حتى 2024، تحسبا لقضاء بقية حياتهم على سطح المريخ، وسيشمل التدريب المهارات الهندسية لإصلاح أي عطل والمهارات الطبية تحسبا لمرض أي شخص، والمهارات الزراعية، مضيفا "هذا هو السبب في أننا نخطط لثمانية أعوام للتدريب، في حين أن رواد فضاء ناسا يعملون في غضون عامين".

وأكد لانسدروب أن "أفراد الطاقم سيضطرون للتخلي عن وظائفهم من أجل التدريب، ولكنه سيعطيهم راتبا من قبل الشركة، مثل رواد الفضاء في وكالة "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية"، مضيفا أن "أحد أهم عوامل القلق للطاقم قد يكون أنه بعد أن أمضى 9 أعوام في مجال التدريب، إذا كان لم يذهب إلى المريخ لسبب ما، فإنه سيكون قد أضاع سنوات قليلة جدا من حياته".

وأكد لانسدروب أنه "ليست الفرق كلها التي ستدرب ستطير، بحيث سيبعث أربعة في العام 2024، و4 آخرين في العام 2026، وبحلول ذلك الوقت بعض الناس سيكونون كبروا في السن، وسيتم استبدالهم بسبب الكفاءة، فالشيء نفسه يحدث في وكالات الفضاء"، مضيفا أنه "لا يرى أية مشكلة مع ذلك، فالجميع يقدمون مساهمة كبيرة للبرنامج، وأن ردود الفعل على النظام، سواء في حالة الذهاب إلى المريخ أم لا، هي مكافأة في حد ذاتها رغم أن المكافأة ستكون أعلى إذا فعلوا"، قائلا: المهمة الكبرى هي الكرز فوق الكعكة، ولكنني راض بالفعل عن الفطيرة التي لدينا اليوم.

وبشأن المسكن على سطح المريخ، قال لاسندروب: إن لدينا عقدا مع شركة الفضاء لنظام دعم الحياة، وستتاح النتائج العامة قريبا، بعد أن تستعرض "مارس ون" النتائج في أوائل آذار/ مارس.

ويرى لانسدروب أنه "لا يحتاج لتطوير نظام هبوط جديد إلى المريخ، رغم التخطيط للهبوط بشيء أكبر بكثير مما حدث في أي وقت مضى".

يذكر أن واحدا من أكبر الانتقادات لـ "مارس ون"، أنهم زعموا أن الجمهور سيكون قادرا على المشاركة في البعثة.

وقال لانسدروب: في العام 2025 سيتمكن 4 مليارات شخص من الوصول إلى الإنترنت، وهكذا سيشاهد 97% منهم البشر يهبطون على سطح المريخ. لقد قمنا بإعداد تقدير للعرض في وسائل الإعلام، بحيث يمكننا الحصول على مقارنة ما بين اليوم والعام الأول للبشر على كوكب المريخ. ويتوقع انخفاض كبير في العائدات بعد العام الأول، ولكن متابعة البعثات تقدر بـ 26 بليون إسترليني (4 مليار دولار) في عامين، والتي تعادل عائدات دورة أولمبية كاملة، متابعا "3% من الجمهور سيكون قادرا على تمويل بعثات متابعة إلى المريخ، كما أن العرض على وسائل الاعلام لن يكون المصدر الوحيد للدخل".

كانت ذكرت دراسة MIT أن "المستوطنين الأوائل يمكنهم البقاء أحياء 68 يوما على سطح المريخ، إذا كانوا لم يستخدموا الموارد المحلية".