سطح المريخ

باتت مرحلة التوصل إلى احتمالية وجود حياة على سطح المريخ قريبة، وذلك في أعقاب إعلان وكالة "ناسا" عن اكتشاف علمي ضخم لتدفق المياه على سطح الكوكب الأحمر.

وأكدت الوكالة أن "أصابع الظلام" التي تم رصدها في المريخ من خلال الصور الواردة عبر المتتبع الاستكشافي لكوكب المريخ من المرجح بأنها تشير إلى تدفق المياه عبر الكوكب أو على سطحه أو في باطنه.

 

وبظهور هذه العلامات التي تمتد وتبقي معتمة بتغير المواسم، فإن ذلك بمثابة أول دليل على هذا النوع من الاستكشافات على سطح كوكب آخر، وبالتالي أولى الخطوات نحو التأكيد على أن الحياة من الممكن بأن تكون متواجدة في العالم الغريب الخارجي.

وأوضحت الوكالة أن عندما تكون درجة الحرارة أعلى من 10 درجات تحت الصفر فهرنهايت "23 درجة تحت الصفر سليزية"، تظهر هذه العلامات في مواقع متفرقة على سطح المريخ، بينما تختفي في الأحيان التي تكون فيها الأجواء أكثر برودة.

 

وكانت هذه الاكتشافات تم نشرها في مجلة "علوم الأرض الطبيعية"، وتم مناقشتها خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته وكالة "ناسا" في المقر الرئيسي للوكالة في واشنطن.

ومن جانبه أوضح جون جرونسفيلد وهو رائد فضاء ومدير بعثة "ناسا" للعلوم، أنه بالبحث عن الحياة في الكون، جاء تدفق المياه على سطح كوكب المريخ ليثبت احتمالية وجود حياة بالفعل.

وأضاف مايكل ماير من مختبر الدفع بالنفاثات، أنه إذا نظرنا لكوكب المريخ منذ ثلاثة ملايين عام، فسوف نرى أجواء مختلفة للغاية.

ويعد العثور على دليل قاطع من الماء السائل على سطح كوكب المريخ، إشارة واضحة على أن الحياة قد تكون هناك يومًا ما في ذلك العالم الخارجي، على الرغم من أن وجود الماء والأملاح لا يضمن وجود حياة على ذلك الكوكب وفقًا للباحثين الذين عقدوا مقارنة بين ذلك الاستكشاف المتعلق بكوكب المريخ، وصحراء "اتكاما" الواقعة في أميركا الجنوبية والتي لا تعيش فيها الميكروبات نتيجة قدرة الأملاح على امتصاص الماء في المنطقة.

ولكنّ المتتبع الاستكشافي لكوكب المريخ كشف عن وجود بيركلورات الصوديوم، وبيركلورات المغنيسيوم، وكلورات المغنيسيوم، التي بإمكانها التقليل بشكل ملحوظ من كل نقطة تجمد للماء.

وفي أعقاب إعلان وكالة "ناسا" عن ما توصلت إليه، صرّح مايكل ماير بأن الخطوة المقبلة هي استخدام هذه البيانات في محاولة للعثور على مصدر لهذه المياه، كما أنه سوف يتم الحفر في هذه المناطق وسحب عينات لتحليلها من المركبات العضوية.

وأفاد ماير بأن الصور الواردة تكشف عن وجود أماكن على كوكب المريخ أشبه بالقارة القطبية الجنوبية، ولكن ذلك لا يؤكد على وجود محيطات في ذلك الكوكب على غرار تلك الموجودة في كوكب الأرض، فكوكب المريخ ليس هو ذلك الكوكب الذي تعد أرضه قاحلة جافة كما كنا نظن من قبل بعد اكتشاف وجود الماء السائل على سطحه.