الهواتف الذكية

أظهرت آخر إحصاءات صادرة عن خدمة تتبع سوق الأجهزة المحمولة عالمياً، التابعة لمؤسسة «آي دي سي» المتخصصة في بحوث سوق تقنية المعلومات، أن سوق الهواتف الذكية استطاعت إيقاف التدهور المستمر في المبيعات مع بداية عام 2017، وإيقافه عند أدنى نقطة وصل إليها خلال عام 2016، حينما سجلت المبيعات نمواً قدره 2.5% فقط.

وبرزت مؤشرات دالة على عودة الانتعاش إلى هذه المبيعات، خلال العام الجاري، لترتفع النسبة إلى 3.85%، وذلك بفضل أجهزة «فابليت» التي تجمع بين خصائص الهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي معاً في جهاز واحد، فضلاً عن طرز لهواتف محمولة ذات شاشات كبيرة تصل مقاساتها إلى خمس بوصات فأكثر.

وصدرت بيانات خدمة تعقب سوق الأجهزة المحمولة بـ«آي دي سي» في بيان نشرته غرفة الأخبار التابعة للمؤسسة، وتناول أوضاع سوق الهواتف الذكية، من حيث منصات التشغيل، أو نظم التشغيل التي تُستخدم مع هذه الهواتف، فضلاً عن التوزيع الجغرافي.

مبيعات هواتف «ويندوز»

توقعت «آي دي سي» أن تستمر الهواتف العاملة بنظام تشغيل «ويندوز» الذكية في التراجع، نظراً لأن العديد من مصنّعي الأجهزة الأصلية تخلّوا عن إنتاج هواتف تعمل مع هذه المنصة.

ونتيجة لذلك، فإنه يتوقع تراجع مبيعات عام 2017 بنسبة 69.5%، ليصبح المباع منها 1.8 مليون وحدة فقط. ومن غير الواضح، ما إذا كان لدى «مايكروسوفت» خطة واضحة لإقناع مصنّعي الأجهزة بالعودة الى إنتاج هواتف ذكية تعمل بـ«ويندوز».

توقعات الانتعاش

من حيث الصورة العامة، أظهرت البيانات أن مبيعات الهواتف الذكية عالمياً ستنتعش في عام 2017 وما بعده، لكن هذا النمو يتوقع أن يكون منخفضاً ويقل من 10%، إذ سيبلغ 4.2% في عام 2017، و4.4% في عام 2018، ما يشكل معدل نمو سنوي إجمالي مقداره 3.8% خلال الفترة من 2016 إلى 2021، كما يتوقع أن تصل المبيعات الى 1.53 مليار وحدة في عام 2017، ترتفع إلى 1.77 مليار وحدة في عام 2021.

«أندرويد».. سيادة مطلقة

ومن حيث منصات التشغيل، فإن «آي دي سي» لا تتوقع حدوث تغيير كبير، إذ ذكرت المؤسسة أن حصة نظام تشغيل «أندرويد» ستكون في حدود 85% من مبيعات الهواتف الذكية، ويستحوذ نظام تشغيل «آي أو إس» من «أبل» على البقية تقريباً.

أما النظرة إلى الهواتف الذكية المعتمدة على نظم تشغيل «مايكروسوفت ويندوز»، فلاتزال تكاد تكون معدومة، نظراً لعدم وجود شركاء من مصنّعي الأجهزة الحاملة للعلامات التجارية الأصلية. وعلى الرغم من أن نمو «أندرويد» يتراجع بانتظام، فإن «آي دي سي» لم ترَ بعد نقطة ستتقلص عندها المبيعات سنة بعد أخرى، نظراً للطلب على مزايا جديدة، مثل تقنيتي الواقع الافتراضي، والواقع المعزز.

منصة «آي أو إس»

أما بالنسبة لنظام تشغيل «آي أو إس»، فقد كان عام 2016 أول عام تعيش فيه شركة "أبل" الأميركية حالة التراجع في المبيعات سنة وراء أخرى، وحدث ذلك مع هبوط حجم مبيعات «آي فون» بنسبة 7%.

وتتوقع «آي دي سي» انتعاشاً قوياً في مبيعات «آي فون» في عام 2017 عقب إطلاق المجموعة المقبلة من أدواتها، مع شائعات عدة حول تغييرات تقنية، جنباً إلى جنب مع دفعة قوية للاحتفال بعيد الميلاد العاشر لـ«آي فون».

وذكرت «آي دي سي» أنه لاتزال هناك تساؤلات حول دورة حياة أطول لـ«آي فون»، لأن هناك عدداً من الأسواق حقق فيها الهاتف مستويات عالية من الانتشار.

وفي هذه النقطة يقول نائب رئيس برنامج تتبع سوق الأدوات المحمولة في «آي دي سي»، رايان ريث، إنه لا يرى أي توجه محدد في ما يخص طول عمر «آي فون»، فعند تحليل السوق يكون هناك العديد من التوجهات المختلفة تحدث بالفعل.

وأضاف: «في بعض الأسواق، التي تعتمد بكثرة على الهواتف ذات الكلفة المنخفضة مثل الصين، بدأنا نرى المستخدمين يشترون تدريجياً المزيد من الأدوات العالية المستوى، ويحدث ذلك بسبب عدم الرضا عن الأدوات التي اشتروها سابقاً، ومن ثم فهم يبحثون عن مجموعات أفضل من الوظائف».

أما الأسواق الناضجة المتقدمة، فإن ساحة الهواتف العالية المستوى تشهد تنافسية أكثر من أي وقت مضى، وهذا ما اتضح جلياً عبر الإعلان عن عدد من الهواتف الذكية عالية المستوى في «مؤتمر برشلونة العالمي للمحمول» مارس الجاري.

«فابليت».. تقود السوق

بدوره، قال مدير البحوث في خدمة «آي دي سي» لتتبع أسواق الأجهزة المحمولة، أنتوني سكارسيلا، إنه «على الرغم من النمو الذي وصل إلى 2.5% في مبيعات الهواتف في عام 2016، فإن فئة (فابليت) حققت نمواً سنوياً بلغ 49% من عام إلى آخر، مع استمرار المستهلكين في الاندفاع نحو الأجهزة ذات الشاشات الكبيرة في كل من الأسواق الناشئة والمتقدمة على السواء».

ورأى سكارسيلا أن أجهزة «فابليت» ستكون القوة الرئيسة التي تقود السوق إلى الأمام بفضل الوفرة من الأجهزة ذات الميزات الغنية في كل من شريحة الأجهزة منخفضة المواصفات، والعالية المواصفات معاً.

مبيعات متوقعة

وتتوقع «آي دي سي» أن يبلغ إجمالي مبيعات أجهزة «فابليت» عالمياً نحو 680 مليون وحدة في عام 2021، بمعدل نمو سنوي إجمالي يصل الى 9.2% خلال الفترة من عام 2016 الى عام 2021، مقارنة بالهواتف المحمولة الذكية التي ستنمو بمعدل 1.1% فقط خلال الفترة نفسها، لتثبت أن الأكبر هو الأفضل، أو على الأقل الأكثر شعبية، في مجال الهواتف الذكية. أما بالنسبة لـ«أندرويد»، استمرت سوق الشرق الأوسط وإفريقيا ووسط وغرب أوروبا، أكبر الأسواق التي تقود حجم المبيعات، تليها آسيا والمحيط الهادئ، باستثناء اليابان، بمتوسط سعر بيع راوح بين 150 و200 دولار.

وفي عدد كبير من الأسواق الناضجة، مثل أميركا الشمالية وغرب أوروبا، فقد وصل متوسط سعر البيع الى الضعف، وكان سبباً كبيراً دفع مصنّعي الأجهزة الأصلية إلى إطلاق طرز مهمة في هذه الأسواق أولاً. وتتوقع «آي دي سي» أن تنمو مبيعات هواتف «أندرويد» ذات الشاشات مقاس خمس بوصات وأكبر، من 75% في عام 2016 إلى 91% في عام 2021.

«آي فون».. عام تحوّل

وبحسب «آي دي سي»، ستستمر «أبل» في تحقيق نحو 50% من مبيعات «آي فون» بين كل من أميركا الشمالية وغرب أوروبا. وفي آسيا والمحيط الهادئ، باستثناء اليابان، ستستمر مبيعات «أبل» في النمو مدفوعة بالأساس بالطلب المستمر على «آي فون» في الصين التي استحوذت على نحو 30% من مبيعات «آي فون» خلال 2016، ويتوقع أن تنمو إلى 36% في عام 2021.

وتعتقد «آي دي سي» أن 2017 سيكون عام تحوّل بالنسبة لـ«آي فون» مع مبيعات يتوقع أن تنمو بمعدل 4.9% عن مبيعات عام 2016.