شركة اتصالات

 قال المهندس صالح العبدولي الرئيس التنفيذي لمجموعة اتصالات إن "اتصالات" تعتزم ضخ أكثر من 3 مليارات درهم قيمة الاستثمارات المقررة خلال عام 2017 في البنية التحتية وتحديث شبكات الهاتف المتحرك والألياف الضوئية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال العبدولي في تصريحات صحفية على هامش مشاركة " إتصالات " في " المؤتمر الدولي للاتصالات المتحركة MWC 2017 " والذي انطلقت فعالياته في 27 فبراير الماضي في مدينة برشلونة إن قيمة وطبيعة هذه الاستثمارات تم تحديدها بناء على مستويات التغطية الحالية والمستهدفة لشبكات "اتصالات" في الدولة ووفقا لعمليات التطوير اللازمة في إطار مشروع تمديد شبكة الجيل الخامس " 5G " .. مشيرا الى أن التحول إلى هذه الشبكة يتطلب تهيئة البنية التحتية والمنظومات القائمة بما يتوافق مع المعايير الدولية ذات الصلة.

وأكد أن شبكة "اتصالات" إحدى أكبر وأسرع وأحدث الشبكات على مستوى المنطقة وذلك بفضل الاستثمارات المتواصلة التي فاقت 28 مليار درهم خلال السنوات الماضية بعدما تجاوزت مستويات التغطية لشبكة الجيل الثالث 99 في المائة و الجيل الرابع 95 في المائة من المناطق المأهولة بالسكان في الدولة.

وأوضح أن شبكة الألياف الضوئية الواصلة إلى المنازل شهدت نموا مميزا خلال العام الماضي الأمر الذي أسهم في إعتلاء الدولة المرتبة الأولى في نسبة النفاذ وفق تصنيف المجلس العالمي للألياف الضوئية للعام 2016 متخطية بذلك العديد من دول العالم المتقدم حيث بلغت معدلات التوصيل للمنازل نسبة 93.7% وهو ما يعد إنجازا جديدا للدولة يعكس حالة التفوق والريادة التي تشهدها على مختلف الاصعدة.

وأضاف العبدولي إن "اتصالات" عززت حضورها في ميدان الابتكار وتقديم حلول مبتكرة من خلال استثمارها في شبكة الجيل الخامس في دولة الإمارات بعدما قامت بإنشاء بنية تحتية حديثة مبنية على شبكة ألياف ضوئية ضخمة وتقنيات الحوسبة السحابية والأنظمة الافتراضية والتي تطورها بشكل مستمر كحجر أساس لبناء شبكة الجيل الخامس إلى جانب إنشاء القاعدة الأساسية لإنترنت الأشياء والتي تدعم إدارة جميع الخدمات والتطبيقات اللازمة لإنشاء المدن الذكية في الدولة على شبكة الجيل الخامس وذلك بإدخال معايير وتقنيات متطورة إلى شبكاتها القائمة لتمهيد الطريق نحو إنشاءهذه الشبكة.

ونوه إلى أن " اتصالات " تعتزم العام الحالي إجراء اختبارات ميدانية متقدمة بالتنسيق مع مزودي التكنولوجيا العالمية لتحقيق كفاءة عالية بالإضافة لأعلى سرعة بيانات ممكنة مشيرا الى أن الإطلاق التجريبي الأولي لهذه الشبكة في النصف الثاني من العام الحالي 2017.

وقال العبدولي : "نحن على مشارف مرحلة انتقالية هامة تمثل فيها التكنولوجيا الرقمية الدور الأبرز في تشكيل قطاع الاتصالات العالمي وسيكون لثورة الأجهزة المتصلة أثر كبير على هذا القطاع " ..موضحا أنه وفقا لأحدث التقارير المتخصصة فإنه بين عامي 2016 و2022 من المتوقع أن ينمو عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت بنسبة 10% سنويا وأنه من أصل 29 مليار جهاز متصل في عام 2022، سيكون 18 مليار جهاز متصل بتقنية إنترنت الأشياء ما سيؤدي إلى حدوث نمو هائل في حجم البيانات.

وأضاف إن التحول الرقمي أولوية استراتيجية قصوى بالنسبة إلى معظم الشركات العالمية في وقتنا الحالي وهذا ما دفعنا إلى إطلاق وحدة "اتصالات ديجيتال" العام الماضي لتكون مشرفة على الاجندة الرقمية للمجموعة في جميع الأسواق ومسؤولة عن تنفيذ مشاريع التحول الرقمي الخاصة بالمجموعة في السوق المحلي .. مشيرا الى أن "اتصالات" وفرت بنية تحتية متقدمة وحلولا ذكية لمشروع "دبي باركس آند ريزورتس" " والذي يمثل أحد أنجح مشاريع الترفيه الذكي بالمنطقة.

ونوه إلى أن التحول الرقمي يشكل فرصة سوقية طموحة في دولة الإمارات العربية المتحدة والعديد من الأسواق التي تعمل فيها المجموعة وتعمل "اتصالات" على الاستفادة منها بهدف المساهمة في تحقيق أهداف القيادة الرشيدة وتنفيذ التحول الرقمي في الدولة وبناء المدن الذكية.

وأكد أن الاستفادة من حجم وقوة شبكة " اتصالات " باعتبارها أحد أكبر مزودي حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الشاملة في المنطقة يساهم في تطويع مجمل هذه الإمكانات الضخمة مع قدرات التكيف السريع وخبرات ومنصات "اتصالات ديجيتال" المدعومة بنخبة من أفضل خبراء التقنيات الرقمية ومتخصصي البيانات والمهندسين الرقميين إلى جانب أصول تقنية رائدة مثل مراكز البيانات ومنصات متخصصة بالأنظمة السحابية والأمن الإلكتروني والاتصال بين الأجهزة " M2M " وإنترنت الأشياء وحلول التحليلات والبيانات الكبيرة وبوابات الدفع الرقمية بالإضافة إلى مراكز تحكم بتقنية إنترنت الأشياء والأنظمة الأمنية والسحابية، لتحقيق أقصى استفادة ممكنة على المستويات كافة.

و قال العبدولي إن سوق الاتصالات المحلي يتسم بمستويات عالية من المنافسة وقد أظهرت "اتصالات" العام الماضي نشاطا تسويقا ملحوظا من خلال العدد الكبير من العروض التي طرحتها في السوق المحلي، الأمر الذي يصب في النهاية في مصلحة العملاء.

وأشار إلى البنية التحتية التي طورتها "اتصالات" بمليارات الدراهم لتقديم مستويات الجودة الكبيرة والسرعات العالية والتقنيات الحديثة التي يتمتع بها العملاء اليوم في دولة الإمارات مؤكدا أن الدولة تصدرت العالم العربي في مؤشر الجاهزية الشبكية ضمن تقرير تكنولوجيا المعلومات العالمي 2016.

وأكد العبدولي السعي الدائم لتقديم أفضل التجارب للعملاء من خلال طرح عروض بيانات ومكالمات تنافسية تقدم لهم مستويات عالية من القيمة المضافة والتوفير وترقى في الوقت ذاته إلى ما يتطلعون إليه من مستويات الجودة والاعتمادية.. وقال : " نواصل دائما دراسة متطلبات عملائنا بشكل أفضل لنتمكن من تصميم منتجات وعروض تلبي احتياجاتهم وتسعدهم، وسنواصل تطوير خدمة العملاء للوصول بها إلى مستويات ترقى إلى ولائهم الراسخ لشركة "اتصالات".

 وعلى صعيد قطاع الأعمال نوه العبدولي إلى أن "اتصالات" تمتلك محفظة واسعة من الخدمات والحلول المتكاملة والشاملة لمختلف القطاعات بدءا من تجهيزات الاتصال المكتبية ووصولا إلى حلول الربط الشبكي والخدمات المدارة للأعمال موضحا أن "اتصالات" توفر للشركات الصغيرة والمتوسطة باقات مصممة خصيصا لتقديم أفضل قيمة ممكنة وتتيح لها الاستفادة من سعات كبيرة من الخدمات الشاملة.

وأكد العبدولي أن التوطين وتأهيل القيادات أولوية في "اتصالات" التي لها تاريخ طويل في توطين وتمكين كوادرها من خلال العديد من البرامج والمبادرات التي استهدفت استقطاب الكفاءات والخريجين الجدد وأصحاب الخبرة من الإماراتيين ضمن الاختصاصات التي تحتاجها الشركة لتدريبهم وتأهيلهم وتعيينهم ضمن حسب الاختصاص مشيرا إلى أن نسبة التوطين الحالية في "اتصالات" تقارب 47% من إجمالي الموظفين ونحو 37% من الإدارة العليا.. ولفت إلى أن الشركة حققت نتائج مرضية في هذا الإطار ورفعت معدلات التوطين في مختلف إداراتها وأقسامها.

وحول تأهيل القيادات قال العبدولي إن "شركة بحجم اتصالات تعمل ضمن 17 دولة يستوجب الأمر منها ضرورة وجود قيادات تتمتع بمستويات احترافية مميزة من المؤهلات القيادية والقدرة على اتخاذ القرار ولذلك فإن الاستثمار في الكفاءات القيادية أولوية بالنسبة لجعل"اتصالات" مزودا رائدا شاملا لخدمات وحلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة ..

مشيرا إلى أنه من خلال برنامج قادة المستقبل تم تخريج المئات من القادة الأكفاء والذين تركوا بصمة راسخة في مسيرة اتصالات وأضافت :" نحن نستعد هذا العام لإطلاق دورة جديدة من البرنامج لإعداد وتأهيل 110 قادة على مدار عامين من التدريب ".

وحول الاستراتيجية المقبلة للمجموعة قال العبدولي إنه " باعتبار أن اتصالات انتقلت من مرحلة مزود لخدمات الهاتف المتحرك إلى مزود شامل لخدمات وحلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فإن ذلك يضعنا أمام مهمة كبيرة تتطلب منا تبني كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا والاتصالات والعمل على امتلاك المقومات المطلوبة لنتمكن من مواكبة تلك التطورات بما في ذلك الموارد البشرية والأصول ذات الصلة والخبرات المتخصصة وقدرات الابتكار بالإضافة إلى سرعة التكيف والتي تعتبر عاملا غاية في الأهمية في ظل الوتيرة السريعة التي يتطور فيها المشهد العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات .

وأوضح أنه ولتلبية تلك التحديات سنعمل خلال 2017 وعلى امتداد 2018 على الانخراط بشكل أكبر في مشاريع التحول الرقمي انطلاقا من دولة الإمارات امتدادا للأسواق الآخرى التي تعمل فيها المجموعة وذلك في إطار رؤيتنا الاستراتيجية الرامية إلى قيادة المستقبل الرقمي لتمكين المجتمعات والمساهمة في تحقيق الأجندة الوطنية على مستوى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتحول الرقمي مدفوعين بحضورنا القوي في المجالات الرقمية وذلك عبر شراكاتنا في عدد من المشاريع الرائدة مثل "دبي باركس آند ريزورتس" ومعرض إكسبو دبي 2020 بالإضافة إلى المشاركة القوية في المشروعات الوطنية الرائدة في كافة القطاعات لاسيما قطاعات الصحة والتعليم بالتزامن مع التوجهات الحكومية نحو رفع مؤشرات السعادة ونعمل كذلك وفق استراتيجية تحقق قيمة مضافة للعملاء والمساهمين بالتزامن مع مواصلة الاستثمار في مستقبل الشركة على المدى الطويل لتوفير ما يتطلع إليه عملاؤنا في العصر الرقمي، وبالشكل الذي يخدم الأجندة الوطنية الهادفة إلى تعزيز النمو الاقتصادي والقدرة التنافسية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وأكد ان " اتصالات " الى جانب تطوير أعمالها الرئيسية وتجربة العملاء ستعمل على إقامة الشراكات المناسبة ومواصلة الاستثمار في الابتكار والمنصات الذكية والبيانات الكبيرة وتحسين التكاليف والكفاءة التشغيلية لتعزيز مكانة المجموعة.

على صعيد متصل حصلت " اتصالات " خلال فعاليات المؤتمر على جائزة العلامة التجارية الأولى في الشرق الأوسط .