انتقد ساسة الاتحاد الأوروبي واشنطن بشأن ما يتردد حول قيامها بجمع كم كبير من بيانات مستخدمي الانترنت، وطالبوا وزير العدل الأميركي بتوضيح هذا الأمر، وذلك عندما يشارك في محادثات مع الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع. عبر عدد من القيادات السياسية في أوروبا عن مخاوف من تعرض مستخدمي الانترنت الأوروبيين للمراقبة في إطار البرامج الأميركية التي اكتشف أمرها بعدما تحدث مسرب المعلومات الأميركي إدوارد سنودان للإعلام، في السادس من حزيران/يونيو الجاري. وأفادت تقارير بأنه في إطار برنامج سري أطلق عليه اسم "بريزم"، دخلت الاستخبارات الأميركية مباشرة على خوادم شركات انترنت كبرى مثل "غوغل" و"فيسبوك" للاطلاع على رسائل بريد إلكتروني واتصالات صوتية ومقاطع فيديو وصور واتصالات أخرى. وقال المفوض الأوروبي لسياسات المستهلكين تونيو بورغ، خلال ناقشات في البرلمان الأوروبي: "برامج مثل بريزم، والقوانين التي تسمح بمثل هذه البرامج، قد تهدد الحق الأساسي لمواطني الاتحاد الأوروبي في الخصوصية وحماية البيانات". وأضاف أن زميلته، مفوض شؤون القضاء والحقوق الرئيسية والمواطنة في الاتحاد الأوروبي، فيفيان ريدينج سوف "تثير هذه القضية بقوة وعزم عندما تلتقي هولدر ومسؤولين أمريكيين آخرين في اجتماع وزاري دوري مقرر في دبلن يوم الجمعة المقبل". وقال بورج: "تربطنا علاقة خاصة بشركائنا الأمريكيين، ولكن لايجب أن يستغل أحد هذه العلاقة الخاصة حتى لا يتقيد بالقانون ولا يتقيد بالمعايير الدولية". انتقاد لتصريحات أوباما وتعهد أعضاء في البرلمان الأوروبي من مختلف الأطياف السياسية بتأييد ريدينغ، حيث أخذوا موقفا بشكل خاص إزاء تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما التي أوحت بأن استهداف الأجانب هو الأكثر ترجيحا. وقال العضو الألماني المحافظ مانفريد فيبر عن التصريحات "ليس مقبولا … أن يكون لدى الولايات المتحدة معايير مختلفة لحماية بيانات الأجانب (من ناحية) والأميركيين (من ناحية أخرى) .. بياناتي تخصني - هذا حجر زاوية للتفكير الأوروبي بشأن حماية البيانات". أما العضوة الهولندية الليبرالية صوفيا انتفيلد، فقالت إن "أوروبا عازمة على العودة إلى وضعها كأقرب حليف للأميركيين في الحرب ضد الإرهاب .. إنني على يقين من أننا سنستمر كحلفاء لهم، ولكن في هذا يجب ان نتفق". ودعا العضو البريطاني كلاود مورايس إلى اعطاء "اهتمام خاص" لقضايا البيانات خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة حول اتفاق تجارة حرة تاريخي، مؤكدا أن قضية بريزم "سببت لمواطنينا خرقا كبيرا في الثقة". وأشار إنتفيلد أيضا إلىإمكانية تضرر العلاقات الدولية. وتساءلت: "كيف لنا أن ندعوا حكومات، على سبيل المثال، مصر أو إيران أو أي دولة أخرى على عدم التجسس على مواطنيها لأن ذلك ليس له مكان في النظم الديمقراطية، في حين نرتكب نحن الخطأ نفسه في حق مواطنينا.. إننا نفقد المصداقية". أما يان فيليب ألبريشت، من حزب الخضر الألماني " فقد قال: "الأمر يتعلق بسيادة القانون والديمقراطية ، لأن كلاهما لا يتفق مع المراقبة الجماعية". (خدمة