حول نشطاء أمريكيون الكذبة التي أطلقها مدونون محافظون حول علاقة المرشح لمنصب وزارة الدفاع الأمريكية تشاك هاغيل في منظمة "أصدقاء حماس"، إلى موقع هزلي اختاروا له حتى تصميماً بدائياً استهزاءً بمحاولات المحافظين إحباط تعيين هاغيل في هذا المنصب. ويتعرض ترشيح هاغيل للمنصب لحملة معارضة شديدة من قبل يهود أمريكيين، وسياسيين جمهوريين بالدرجة الأولى، وآخرين من اليمين المحافظ المؤيد للاحتلال الإسرائيلي، بسبب مواقفه المتكررة بشأن ملف الشرق الأوسط وإيران. وإن حاول تلطيف الأجواء مؤخراً، لكن ذلك لم يخفف من حدة الهجوم عليه. ويشار إلى أن هاغيل- وهو سيناتور جمهوري سابق- انتقد الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من مناسبة، وورد أنه قال إن "إسرائيل" تتحول إلى نظام فصل عنصري "أبارتهايد"، فضلاً عن تأييده لضم حركة حماس إلى المفاوضات، فضلاً عن معارضته لشن هجوم على إيران. وكان مدون محافظ يهودي أمريكي التقط إشاعة دون التأكد من مصدرها أو مصداقيتها حول دفع مبلغ من المال لهاغيل من أجل إلقاء خطاب لمنظمة "مؤسسة أصدقاء حماس"، وهي مؤسسة مختلقة، جاء الحديث عنها في سياق سؤال وجهه صحافي لمسؤول في الكونغرس الأمريكي حول معارضة هاغيل للاحتلال. ومع تناقل المعلومة، تحولت إلى إشاعة وزعها المدون دان شابيرو على عشرات الآلاف من المدونين الأمريكيين المحافظين على شبكات التواصل الاجتماعي، الذين بدورهم وزعوها بشكل واسع وتناولوها وكأنها حقيقة واقعة، لكن الصدمة جاءت لهم بعد خروج الصحافي لتفنيد هذه المعلومة. وقال الصحافي دان فريدمان من صحيفة "نيويورك دايلي نيوز" إن سؤاله جاء كمزحة مع المصدر البرلماني تحول إلى كذبة وإشاعة نشرت للنيل من ترشيح هاغيل للمنصب الذي يثير جدلاً سياسياً كبيراً في الولايات المتحدة بين المؤيدين للاحتلال من جهة ومن خلفهم المحافظون اليمنيون، والداعمون لترشيحه من قبل إدارة أوباما ومن والاها. ومع تفاعل الموضوع، تحول اقتناص شابيرو اليميني للكذبة وتحويلها إلى دعاية، إلى سخرية واضحة حولها ناشطون ليبراليون إلى موقع بدائي يعيد إلى الأذهان بدايات المواقع الشخصية على شبكة الانترنت مطلع تسعينيات القرن الماضي. وفتح الباب للمدونين للتعليق على هذه السقطة الواضحة لليمين الأمريكي المؤيد للاحتلال الإسرائيلي، وترويجه للأكاذيب، وربطت العديد من التعليقات بين طبيعة الموقع الهزلي "أصدقاء حماس" وبين التخلف الذي يصيب آلة الإعلام اليميني الأمريكي.