بنك مركزي

بعد أكثر من عشرة أشهر على رفعه للفائدة، باتت مصداقية أكبر بنك مركزي في العالم في خطر، فقد تنبأ أعضاؤه برفع الفائدة بشكل متتال في 2016 وبمعدل أربع مرات، لكنهم بدؤوا يتراجعون عن هذا الرقم حتى أصبح في النهاية مرة واحدة فقط! وحتى هذه المرة هي مهددة بأن لا تحدث وذلك تبعا لمن سيفوز في انتخابات الرئاسة الأميركية.

فقبل عشرة أشهر من اليوم رفع الاحتياطي الفيدرالي الفائدة لأول مرة منذ العام 2006 وكان الوحيد من بين البنوك المركزية الكبرى المستمرة حتى اليوم في تخفيض الفائدة وإعلان سياسات التيسير الكمي. ومنذ رفعه للفائدة توقع أعضاء الفيدرالي ومنهم يلين رفعا للفائدة 4 مرات خلال العام الحالي فما الذي حصل؟

ما حصل بدأ في ديسمبر حيث أظهر جدول توقعات الأعضاء أربع رفعات للفائدة في 2016 أي بشكل تقريبي مرة في كل اجتماعين من الاجتماعات الثمانية المجدولة هذا العام. في اجتماع يناير لم تُرفع الفائدة، وكذلك في اجتماع مارس! ولا في اجتماع أبريل أيضا والذي توقعته جانيت يلين رئيسة الاحتياطي الفيدرالي أن يكون "حيا" أي لم تستبعد رفع الفائدة فيه.

وأصبحت "يلين" من بعده تكرر عبارات "الرفع سيكون ملائماً في الأشهر القادمة" و عبارات "يمكننا رفع الفائدة في أي اجتماع". لكن الفائدة لم ترفع لا في اجتماع يونيو ولا في اجتماع يوليو. وبدأ تراجع الأعضاء بقولهم "مرتين من الرفع سيكونان كافيين" لكن الاجتماع المنتظر في سبتمبر الماضي لم يشهد أي رفع للفائدة! بل شهد تصريحا عظيما وهو "معظم الأعضاء يرون رفعا واحدا فقط للفائدة هذا العام". إذا من أربع مرات تقلص إلى مرتين ومن ثم إلى مرة واحدة!.

هذه كانت توقعات أعضاء الفيدرالي لأسعار الفائدة، فهل ستتراجع التوقعات ويصدمنا الفدرالي مجدداً بعدم رفع الفائدة هذا العام؟ يقول المراقبون أن من سيسكن البيت الأبيض هو من سيحدد قرار الفائدة. فلو دخل ترامب إلى البيت الأبيض سيكون للفيدرالي رأيا مختلفا فيما لو دخلت كلينتون.