دعا محافظ بنك الجزائر المركزي، محمد لكصاسى، مساء السبت بواشنطن، المجموعة الدولية لتقديم الدعم القوى للدول العربية التى تمر بمرحلة انتقالية تسببت فى زعزعة استقرار هذه الدول على الصعيدين السياسى والاقتصاد الكلى. وتطرق "لقصاسى" فى اجتماع اللجنة النقدية والمالية الدولية لصندوق النقد الدولى، للوضع الراهن فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معرجا على ما الأوضاع فى دول الربيع العربى وانعكاسات الأحداث فى المنطقة على الوضع الاقتصادى والسياسى لهذه الدول، وفقا لبيان صدر عن البنك المركزى الجزائرى، اليوم الأحد. وقال "لقصاسى" إنه من الأهمية بمكان تقديم دعم قوى من المجموعة الدولية للدول العربية التى تعيش أوضاعا صعبة جراء الأحداث التى شهدتها خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا على ضرورة أن يكون الدعم الأكبر من صندوق النقد الدولى. ودعا محافظ بنك الجزائر المركزى صندوق النقد والمؤسسات المالية الدولية لانتهاج سياسة مرنة فى تعاملها مع الدول العربية. وأبدى صندوق النقد الدولى، فى تقرير حديث له، استعداده للتعاون مع سلطات دول التحول العربى، كما التزم بحوالى 10 مليارات دولار فى ترتيبات تمويل مع الأردن، المغرب، تونس، واليمن، وقال إنه يجرى محادثات بشأن إمكانية تمويل متوسط الأجل مع اليمن. ووقف محافظ البنك المركزى الجزائرى على الضغوط التى يعيشها الاقتصاد الدولى، خاصة الوضع فى منطقة اليورو وأزمة الموازنة فى الولايات المتحدة الأمريكية التى تلقى بظلالها على الاقتصاد العالمى برمته، إضافة إلى التراجع الملحوظ فى نمو اقتصاديات مجموعة البريكس (الهند، روسيا، الصين، البرازيل، وجنوب أفريقيا)، وساهمت الجزائر فى أكتوبر 2012 فى دعم موارد صندوق النقد الدولى القابلة للإقراض بـ5 مليارات دولار. ورفضت الجزائر المضى فى اتفاقات ثنائية مع دول الربيع العربى لتقديم قروض أو المساهمة بودائع فى البنوك المركزية للدول التى تعانى من أزمات على غرار تونس والمغرب أو مصر، مكتفية بتقدم معونة عاجلة لتونس بقيمة 130 مليون دولار حوالى نصفها فى شكل هبة والنصف الآخر قرض بشروط ميسرة. وتوقع صندوق النقد الدولى أن تحقق بلدان التحول العربى (مصر، الأردن، المغرب، وتونس) معدل نمو متوسط 3% فى عام 2013 من 2.5% فى عام 2012، مع حدوث ارتفاع هامشى يعكس الانتعاش الوليد فى قطاعى السياحة والصادرات، وانتعاش الزراعة ما بعد الجفاف فى المغرب.