النفط

تتوجه الأنظار إلى منتدى الطاقة الدولي الذي يعقد في الجزائر وسط تحديات عدة تواجه أسواق الطاقة، وتساؤلات بالجملة حول ما إذا ستتوصل دول "أوبك" إلى اتفاق حول تجميد الإنتاج.

وتعود بدايات منتدى الطاقة الدولي الذي يعقد هذا العام في دورته الخامسة عشرة إلى العام 1991، عندما عقدت أول جلسة وزارية في باريس ليتخذ بعدها من الرياض مقراً رئيسياً للأمانة العامة في العام 2002.

وقد تطور منتدى الطاقة الدولي ليصبح إحدى المنصات الأكثر شمولا للحوار، إذ يجمع بين المستهلكين والمنتجين لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بقطاع الطاقة العالمي.

وهو يضم أكثر من سبعين عضوا يمثلون 90% من الطلب والمعروض من النفط العالمي، وإمدادات الغاز، ويعقد مرة كل عامين على الأقل.

ويشارك في المنتدى، وكالة الطاقة الدولية ودول "أوبك" ومنتدى الدول المصدرة للغاز، فضلا عن وزراء الطاقة للدول الأعضاء وخبراء في قطاع الطاقة، إضافة إلى ممثلي شركات النفط والغاز.

أما هذا العام، فتتجه الأنظار بشكل أكبر إلى هذا المنتدى، إذ سيعقد على هامشه اجتماع لأعضاء منظمة "أوبك"، سيبحث ملف تجميد الإنتاج بغية رفع الأسعار التي تشهد هبوطا حادا منذ حوالي عامين.

في المقابل، تبقى النظرة متشائمة لأسعار النفط، حيث توقعت وكالة الطاقة الدولية استمرار تخمة المعروض حتى الأشهر الستة الأولى من 2017 على الأقل، وذلك بسبب هبوط حاد في نمو الطلب العالمي على النفط بالتزامن مع ارتفاع المخزونات وزيادة الإمدادات.

ومن بين أهم الأحداث التي سبقت انعقاد منتدى الطاقة الدولي، ولا شك أنها ستترك بصماتها على مجريات الاجتماعات، الاتفاق بين السعودية وروسيا على هامش قمة العشرين في هانغتشو الصينية، لضمان الاستقرار في أسواق النفط، وتشكيل لجنة عمل مشتركة لمراقبة العوامل الأساسية في سوق النفط.

وقد أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح في حينها أن هذا الاتفاق الثنائي يهدف إلى تشجيع الآخرين للتعاون من أجل التوصل إلى تفاهمات مشتركة حول الأسواق، وما يجب اتخاذه من إجراءات، مشيراً إلى أن مجموعة العمل ستعكف على تقديم التوصيات بالإجراءات والخطوات المشتركة اللازمة لضمان الاستقرار في سوق النفط.

كما سبق ذلك اجتماع الدوحة في أبريل الماضي، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن تجميد الإنتاج لرفع الأسعار، وقد أشارت السعودية في حينها إلى أنها منفتحة للفكرة لكن بمشاركة جميع أعضاء "أوبك" بما فيهم إيران التي غابت عن الاجتماع، إضافة لأكبر المنتجين من خارج المنظمة ومن بينهم روسيا.

وكان وزير النفط الإيراني، قد صرح بأن بلاده ستنضم إلى محادثات تجميد الإنتاج عندما يصل إنتاجها إلى أربعة ملايين برميل يومياً. هذا ويقف الإنتاج الإيراني بنهاية أغسطس عند 3 ملايين و650 ألف برميل يوميا.

ويتوقع البعض أن الحديث قد يتحول من تجميد الإنتاج إلى الالتزام بسقف محدد لتشجيع انضمام الأعضاء المترددين.

وأكدت وكالة الطاقة الدولية أن السعودية استعادت لقب أكبر منتج في العالم متفوقة على الولايات المتحدة، حيث وصل إنتاج الممكلة إلى نحو 12.6 مليون برميل يوميا في أغسطس، فيما بلغ الإنتاج الأميركي 12.2 مليون برميل يوميا.