انخفضت أسعار العقود الآجلة لمزيج برنت دون 111 دولاراً للبرميل أمس الجمعة مع تراجع الطلب المتوقع في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم لعدم حدوث تقدم في محادثات الميزانية الأمريكية الرامية إلى تفادي أزمة مالية. وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بينر أمس الخميس إنه لم يتم إحراز أي تقدم حقيقي في المحادثات الرامية لتجنب اتخاذ إجراءات تقشفية بقيمة 600 مليار دولار من خلال خفض الإنفاق وزيادة الضرائب وهي إجراءات تعرف باسم «الهوة المالية» وتبدأ في العام المقبل. ويخشى خبراء اقتصاد أن يقع الاقتصاد الأمريكي في هاوية الركود إذا لم يمكن تفادي نشوب أزمة مما يعرض الاقتصاد العالمي للخطر ويضعف من الطلب العالمي على الطاقة. وتراجعت أسعار العقود الآجلة لمزيج برنت عشرة سنتات إلى 110.66 دولار للبرميل، كما انخفض سعر العقود الآجلة للخام الأمريكي عشرة سنتات أيضا إلى 87.97 دولار للبرميل. وقال كارستن فريتش محلل النفط في كومرتس بنك «يبدو أنه لم يتحقق تقدم ملحوظ في الخلاف حول الميزانية الأمريكية مما دفع المتعاملين إلى جني الأرباح». وأضاف «إذا أمكن تفادي الهوة المالية ستزيد الأسعار ولكن سيظل برنت على الأرجح في نطاقه الحالي بين 108 دولارات و115 دولاراً للبرميل». وأشار مسح أجرته «رويترز» إلى أن منظمة أوبك التي تضم 12 عضواً لاتزال تنتج أكثر من مليون برميل يومياً فوق المستوى الذي تستهدفه وهو 30 مليون برميل يوميا. ورغم ذلك تواصل أسعار النفط الارتفاع بسبب الأزمة السياسية في مصر والعقوبات الغربية المفروضة على إيران. ويقول محللون إنه من غير المرجح أن تؤثر الأزمة في مصر على صادرات النفط بالشرق الأوسط غير أن السوق لا ترغب أن تستبعد تماماً خطراً ربما يهدد الإمدادات القادمة من منطقة مسؤولة عن ثلث إنتاج النفط العالمي.