عاد تهريب المازوت إلى سابق عهده عند الحدود اللبنانيّة ــ السوريّة الشرعية وغير الشرعيّة. لكن المفارقة هذه المرة تكمن في الطريقة التي يعتمدها المهربون. هؤلاء يشترون كميات المازوت اللبناني التي تدخل سوريا عبر المعابر الشرعيّة، ويعيدون تهريبها إلى الأراضي اللبنانيّة عبر المنافذ الجبليّة في جرود بلدة عرسال والمعابر الترابيّة في منطقة مشاريع القاع. يشرح أحد أبناء عرسال لـ«الأخبار» كيف يباع المازوت بأسعار تراوح بين 13 و14 دولاراً أميركياً للصفيحة الواحدة، أو نحو 20 ألف ليرة لبنانيّة، أي بأقل من السعر الرسمي في لبنان بنحو 5 آلاف ليرة. لكن كيف يجري ذلك فيما تعيش السوق السوريّة أزمة فقدان هذه المادة؟ يجيب: «الأمر ليس معقداً إذ تدخل كميات المازوت سوريا عبر الحدود الشرعيّة بموجب بيانات رمزيّة، وتعفى من رسم الضريبة التي تفرضه الدولة اللبنانيّة على صفيحة المازوت في السوق المحليّة أي نحو 13 ألف ليرة». هذا المبلغ هو هامش الربح الذي يستفيد منه الناشطون على خط التهريب، يقول الرجل كاشفاً عن عمليات تسهيل دخول هذه الكميات الكبيرة لبنان، تجري بالتعاون بين المجموعات المعارضة المسلحة في سوريا وأشخاص لبنانيين يدفعون ثمن البضاعة نقداً وبالدولار الأميركي حصراً. ويشير إلى أنّ بعض العمليات تجري بمعرفة بعض الضباط في الجيش السوري، الذين نجح المهربون بفتح خط تواصل معهم. ويلفت إلى أنّه «تم دفع مبلغ 150 مليون ليرة لبنانيّة لأحد ضباط النظام، لتسهيل عبور الصهاريج المحملة بمادة المازوت المهرب لمدة أسبوعين من الأراضي السوريّة إلى عرسال ومشاريع القاع». ويؤكد الرجل أنه اشترى قبل يومين صهريجاً من المازوت بسعر 50، 13 دولاراً للصفيحة الواحدة. هذا في البقاع الشمالي، أما شرقاً وتحديداً في منطقة جرود قوسايا المحاذية لسلسلة الجبال الشرقيّة، فتهريب المادة يجري بواسطة صهاريج تعبر الجبال باتجاه الأراضي السورية بحماية من عناصر الموقع العسكري التابع للجبهة الشعبيّة ــ القيادة العامة المنتشرين في تلك المنطقة، وتتحدث المعلومات الواردة من هناك، عن قيام عناصر الموقع بتجميع الصهاريج في أمكنة آمنة تمهيداً لمواكبتها إلى الداخل السوري من قوة مؤللة من الجيش السوري، وأحياناً بحماية جوية من المروحيات العسكريّة. في سياق آخر، يذكر أنّ المنطقة الممتدة من تلال عنجر حتى مرتفعات بلدة قوسايا شهدت في الاسبوع الماضي اشتباكات مسلحة وتبادلاً كثيفاً لإطلاق النار من أسلحة حربية متوسطة وخفيفة، دوت أصداؤها في القرى المحاذية للسلسلة الشرقية.