غير بعيد عن الدار البيضاء، وفي هضبة تتعدى فيها درجة الحرارة الـ45 درجة صيفاً، وتنزل عن الصفر بدرجات، تعيش مئات الأسر القروية على واقع فقر مذقع، نساء ورجال وأطفال يواجهون ضنك الحياة بحمد الله على نعمه مهما شحت أو قلت، قرية تفخر باسمها "دوار الفقراء" (الدوار بمعنى حي مبني من طين وصفيح)، وهو الإسم المسجل لدى السلطات المغربية جغرافياً وإدارياً. بين القرية المذكورة والعاصمة الإقتصادية للمملكة المغربية مدينة المال والأعمال مسافة 120كيلومتراً، تقضيها سيارة في ساعة بينما يبحث سكان الدوار عن الماء لساعات. أغلب شباب القرية مهاجرون في أوروبا يعانون بدورهم الويلات لعدم قدرتهم على تأمين قوتهم اليومي في المهجر، وباتوا غير قادرين على العودة للإنفاق على أبنائهم وزوجاتهم، بينما كهول وشيوخ القرية يواجهون شظف العيش برعي الأغنام أو بيع الخضر في السوق الأسبوعي. صورة تبقى مقتضبة لواقع قرية تعيش الفقر في أسوأ تجلياته، بيد أن الصورة من شأنها أن تتحول إلى مشهد ثراء حقيقي يتطلع إليه أبناء القرية ممن خرجوا إلى ساحات الدوار، ترحيباً بوفد من العلماء والباحثين الأميركيين الذين تأكد لهم وجود مخزون بترول وغاز مهم في البلدة الفقيرة. الشركة الأميركية حظيت بصفقة تنقيب على الهيدروكربورات في المنطقة، وضعت اللمسات الأخيرة لانطلاق عملية التنقيب داخل النفوذ الترابي للجماعة، وعلى طول 40 كيلومتراً. المسؤولين المغاربة طالبوا من سكان القرية مساعدة الباحثين الأميركيين، وتقديم كافة أشكال العون لهؤلاء على اعتبار أن إيجاد النفط والغاز سيقلب حياة هؤلاء رأساً على عقب، وقد يحولهم من فقراء إلى أثرياء.