تواجه منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) التى تأسست فى مطلع الستينات، ولا تزال تنتج نحو 40% من النفط العالمى، تحديات قصيرة وطويلة الأجل، داخلية أكثر منها خارجية. ففى المدى القريب، تواجه المنظمة التى تضم 12 دولة بينها 6 دول فى الشرق الأوسط، و4 دول فى أفريقيا، واثنين فى أمريكا الجنوبية، ارتفاع الإنتاج النفطى فى الولايات المتحدة إلى حوالى 8 ملايين برميل يوميا، وهو أعلى مستوى منذ ثمانينات القرن الماضى، وكذا ارتفاع الإنتاج فى كندا والبرازيل، هذا من الخارج، فيما تعد طموحات إيران والعراق بشأن رفع مستويات الإنتاج أبرز تحديات الداخل. وعلى الرغم من أن معظم الزيادة فى الولايات المتحدة تواجه تعطل الإنتاج فى ليبيا بسبب عدم الاستقرار فيها، إلا أن صادرات الولايات المتحدة أجبرت بالفعل السعودية للحد من مستويات الإنتاج فى بعض الأحيان للحفاظ على الأسعار، ومن المتوقع أن ينمو إنتاج الولايات المتحدة من النفط بقيمة مليون برميل/ يوميا فى عام 2014، ما قد يشكل عبئا على نقاط السعر التفضيلى لأوبك، وهو 100 دولار للبرميل. ويذكر معهد ستراتفور، مركز دراسات إستراتيجى وأمنى بالولايات المتحدة، أن منظمة أوبك تواجه أيضا تحديات فى المدى الطويل، فيما يتعلق بإنتاج إيران والعراق، إذا رفعا البلدان معا الإنتاج إلى مستوى معقول قابل للتحقيق (11 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020 )، ما يعنى زيادة قدرها 5 إلى 6 ملايين برميل / يوميا فوق المستويات الحالية. وقد أبقت أوبك خلال اجتماعها الأسبوع الماضى، على مستوى إنتاجها الحالى عند 30 مليون برميل يوميا للنصف الأول من العام المقبل 2014، لكن طموحات إيران والعراق، قد تضغط على أوبك لرفع مستوى إنتاجها. وتم تنشيط قطاع الطاقة العراقى على مدار السنوات الخمس الماضية، وينتج الآن ما يقرب من 3.5 مليون برميل يوميا، مستهدفة إنتاج 9 ملايين برميل يوميا، بحلول عام 2020.