دمشق - ميس خليل
يعتبر حمام أمونة الدمشقي، من أقدم الحمامات الدمشقية، ويعود تاريخ إنشاءه إلى نحو 800 عام، إذ كان من أوائل الحمامات الدمشقية التي خصصت للنساء.
ومن أهم العادات التي اتصف بها حمام أمونة، هو استقباله للعروس الدمشقية التي كانت تذهب إلى حمام السوق قبل يوم زفافها، بصحبة مجموعة من السيدات من قريباتها، إضافة إلى يوم الحنة أيضًا الذي يعد من أهم الأيام التي تزور فيها العروس حمام السوق، إذ توضع نقوش الحنة على يديها وقدميها.
وأضاف مدير الحمام بسام كبب، أنَّه أعيد ترميم حمام أمونة في 2006، حفاظًا على طابعه الآثري القديم، رغم إضافة بعض التقنيات الحديثة له من ناحية خدماته.
بدوره، أوضح مدير صالة الاستقبال والمشرف العام على حمام أمونة أميمة عباد، أنَّه قديما لم يكن هناك حمامات متوافرة في المنازل، وكان الناس يذهبون إلى حمام السوق مرتين في الأسبوع كمعدل وسطي، إذ كانت زيارة الحمام تأخذ منحيين الأول يكمن في الاستحمام والثاني هو حب الاجتماع، إذ كانت النساء تصطحب معها وجبات الغداء الشهية وأهمها أكلة المجدرة التي يطيب أكلها بعد الاستحمام، وأصبحت زيارة الحمام لدى النساء أشبه بنزهة يحضرن لها وينتظرنها بفارغ الصبر.
وبيّنت عباد، أنَّه في وقتنا الحاضر بعد أنَّ أصبحت الأبنية الحديثة تحوي حمامات بداخلها جميع تقنيات الاستحمام تفي بالغرض، أصبحت زيارة حمام السوق بالنسبة للنسوة تراثًا وحنينًا للماضي، إذ توجب إدخال الحداثه إليه ليستقطب النساء.
وأشارت عباد، إلى أهم ما أضيف إليه من تطورات وجود مختصات لرسم الحنة ومختصات لتنظيف البشرة وللمساج والمعالجات الفيزيائية والتكييس بالطرق الحديثة، إذ تدهن البشرة بكريمات خاصة ثم تكيس وهناك خلطات من الكريمات الخاصة أيضًا "بالنفاس" وأخرى "للعرائس".
ونوْهت، أنَّ حجرات خصصت لخدمة وضع المناكير والبديكير، فمنذ عشرة عقود أصبح أكثر زائري الحمامات من المجموعات السياحية، وهذا ما أعطانا حافزًا لمزج الحديث مع القديم ليبقى حمام السوق من أهم معالم التراث الدمشقي العريق.
وختمت عباد، قائلة: "خلال عملي كمديرة ومشرفة على صالة حمام أمونة طورت آلية عمل الحمام حسب متطلبات السيدات المترددات إلى الحمام لتفي كل حاجات زائرات الحمام ولترتقي به ليصبح حمام السوق الدمشقي تراثًا قديمًا يجمع عراقة الماضي وحداثة الحاضر.